دعوة الى تحالف الشعوب في وجه تحالف الحكام

clintonfaqihدعوة الى تحالف الشعوب في وجه تحالف الحكام
أيهما اقوى تحالف الحكام أم تحالف الشعوب ؟؟؟ حكومة ايران منذ ثورة الخميني عام 1979 وهي تعمل على مايسمى تصدير الثورة الاسلامية الى منطقة الشرق الاوسط والهدف الرئيسي من هذا التصدير هو انشاء تحالف استعماري يشبه الى حد ما حلف بغداد بلبوس شيعي هدفه فرض سيطرة ملالي ايران على المنطقة و احياء الامبراطورية الفارسية في سبيل محاربة العرب عموما والمسلمين خصوصا
ولكن هذه الدعوة لا تخرج عن نطاق سياسة الحكام في ادارة مقدرات شعوبها وفقا لرؤية استعمارية ديكتاتورية تفرض وصياتها بلبوس ديني ولقد استطاعت ايران ان تمرر هذه السياسة المقنعة في المنطقة العربية بحكم وجود حكومات وطنية ذات طابع استبدادي واستفادت من الفوضى التي خلفها سقوط تلك الحكومات وبدل ان تنتقل تلك الدول الى عالم الديمقراطية والتحرر من الديكتاتورية وحكم العسكر وقعت من جديد تحت نير حكم لا يقل جورا و ظلما من حكم وتعنت الحكومات التي سقطت الا وهو حكم الملالي
فبعد هيمنة الملالي على ايران امتدن اطماع ايران الى دولة العراق فقسمتها و طبعت نظامها بطابع طائفي ثم انتقلت بحكم صراع الثورة مع نظام الاسد في سوريا فوقفت الى جانب النظام بعد ان أسرته بحكم الدعم اللوجستي له و اصبحت هي من تقود النظام بوجه الثورة سعيا لانهاء الثورة و تدجين الدولة السورية على غرار ما حدث في العراق وكانت قد وصلت الى لبنان قبل العراق و سوريا فزرعت حزب الله كقوة سياسية وعسكرية تهيمن على الدولة اللبنانية و قادرة في اي لحظة ان تجعل لبنان ايرانيا اكثر من ايران
الحلم الصفوي هو قاب قوسين او ادنى من ان يتحقق ليطبق على الخليج العربي ويتحرك جنوبا و من ثم شمالا باتجاه تركيا عندما تحين ساعه الصفر ليهيج الطوائف التي تتماهى معه بتركيا ليحدث شرخا و انقساما ان لم ينجح باسر تركيا كاملة فهو قادر على اقتطاع جنوبها الذي يعج بالخيرات وعلى راسها مصادر المياه شريان الحياة لتلك المنطقة
ولكن على الرغم من كل هذه السياسات مازال هنالك حركة مقاومة لهذا الحلف فالمعارضة الايرانية تقف بوجه حكم الملالي وتدعو الى ثورة تطيح بهذا الحكم والانتقال الى حكومة مدنية ديمقراطية ليبرالية و العراق مازال احراره يقاومون النهج الطائفي للحكومة و سوريا الثورة مازالت تقض مضاجع النظام المرتمي باحضان ايران ولبنان ينتظر احراره سندا قويا للوقوف في وجه تسلط حزب الله السرطاني وتحجيمة و حكومة تركيا واعية لهذا المخطط وتسعى لتجنيب تركيا حالة الانقسام الطائفي والعرقي
اذن الشعوب في تلك الدول تعي تماما تلك المخاطر التي يحيكها حكامها و ما يخططون له من جر تلك الدول الى حلف بعيدا تماما عما تتطلع اليه تلك الشعوب من التحرر و الديمقراطية والحكم المدني والتقدم والتنمية والبناء
من هنا تأتي الدعوة الى أن تتضافر جهود تلك الشعوب وتتوحد ممثلة بالتيارات الوطنية و الليبرالية لتشكيل تحالف يقف بوجه تلك الحكومات و العمل على اسقاطها وافشال محاولاتها في الهيمنة القسرية على ارادة وحرية شعوب تلك الدول
ان تحالف شعوب تلك الدول هو الاقوى من تحالف حكامها و الطغمة الفاسدة التي تساير تلك الحكومات و تحالف من هذا القبيل قادر على ان يخلق من التعاون قاعدة صلبة تتنتصر فيها الشعوب على طغيان الانظمة الحاكمة ويوفر لها حياة كريمة مستقله تحفظ سيادة كل دولة وحق شعوبها بالاختيار الحر لنظام الحكم و التعاون بين تلك الدول وفق منظور يوفر للجميع التقدم والرخاء والحياة الكريمة والاستقلال وحماية السيادة الوطنية
أننا نتطلع الى اقامة حلف يجمع كافة التيارات الوطنية و السياسية المعارضة لتلك الانظمة في تلك البلدان للوقوف في وجه هذه المد السرطاني الذي يسعى الى تبديل الخارطة السياسية و الجغرافية و الوطنية والمذهبية لتلك المنطقة من العالم ليصبح شيطانا اكبر يهدد العالم الحر بعدم الاستقرار
انها دعوة لكل مواطن مؤمن بالحرية والكرامة بعيدا عن اي اجندة غريبة عنه و غريبة تتعارض مع طبيعة و نسق مجتمعه

About جميل عمار -جواد أسود

كاتب سوري من حلب
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.