الدكتور طلال الخوري
من اجمل الافلام التي شاهدتها هذا الاسبوع هو فيلم “اوبنهايمر” العالم الاميركي اليهودي من اصول المانية الذي اخترع القنبلتين النوويتين اللتين اسقطاتا على مدينتي هوراشيما وناغازاكي اليابانيتين في اب 1945 بالحرب العالمية الثانية, وذلك بهدف جعل اليابان تستسلم لوقف سيل دماء الحرب…
فوجئت بان معظم علماء الفيزياء بذلك الوقت هم يهود المان يكرهون النازية, وهم بنفس الوقت شيوعيون ليس لانها جيدة ولكن لانها الايديولوجيا المعادية للنازية التي اضطهدت اليهود, وهو نفس المبدأ الذي ادى الى انخراط الاقليات السورية (مسيحيون علويون دروز اكراد.. الخ) بالحزب الشيوعي لان الايديولوجية العثمانية الاخوانية تضطهدهم وتعتبرهم اهل ذمة …
يظهر الفلم خطوة بخطوة وعلى مدى 3 ساعات كيف نشأت الحاجة الى بناء القنبلتين وكيف تم بنائهما…
وكان الاتحاد السوفياتي والمانيا انذاك تسبقان اميركا بسنتين بسباق الوصول للفنبلة النووية, مما اضطر اميركا لصرف ملياري دولار(اكثر من ترليوني دولار الان) وتجنيد اكثر من 3500 عالم فيزياء لردم الهوة مع الغرب بالسباق النووي…
ولقد فوجئت ايضاً بان علم الكوانتوم لم يكن قد دخل اميركا بذلك الوقت وان من ادخله هو اوبينهايمر ذاته (انا كنت من الدفعة الاولى التي درست علم فيزياء الكوانتوم والنظرية النسبية بكلية الهندسة الكهربائية جامعة دمشق 1981).
باحد الحوارات لكي يقنع اوبينهايمر زملائة اخلاقياً بالعمل معه بمشروع يقوم بتحويل الفيزياء الى شئ يدمر العالم قال له انا لا اعرف ماهي اخلاق صناع القرار باميركا حيال استخدام القنبلة النووية ولكني اعرف اخلاق النازية التي يمكن ان تستخدمها (هذا يثبت ايضا بان سبب وصول اميركا للقنبلة النووية هو كره اليهود للنازية التي يمكن ان تصل للقنبلة وتستخدمها)….
بعد القاء القنبلتين يقابل اوبنهايمر الرئيس الاميركي ترومان (الذي امر بإلقاء القنبلتين) … ويقول له اشعر بأن يداي ملطختين بالدماء .. فيخرج ترومان منديل ابيض من جاكيته ويلقيه له ويقول لا احد سيتذكر من صنع الفنبلتين ولكن الجميع سيذكر من القى القنبلتين وهو انا من تلطخت يديه بالدماء …
فيسأله سكريتير ترومان ماذا سنفعل بالمنشأة النووية فيقول له اوبنهايمر يجب تفكيكها واعادة الارض للهنود الحمر (كانت مدفن لهم بمنطقة نائية ) فيرد عليه السكريتير انت قلت بان الشيوعيون سيصلون للقنبلة لذلك يجب توسيع المنشأة النووية وليس تفكيكها…
هذا يبين الفرق بين تفكير العلماء والسياسيين الذين نكثوا بكل وعودهم لاوبنهايمر بوقف سباق التسلح النووي واحلال السلام عن طريق المفاوضات… انصح بمشاهدة الفيلم الذي اتوقع ان يحصد العديد من جوائز الاوسكار
من ألأخر …؟
١: يبدو لي أن هذا ما سيكون عليه مصير معظم المسلمين بسب عقيدتهم التي ليس فقط تكفر الاخرين بل وتستبيح أعراضهم وأموالهم ودمائهم ، ولا عزاء هذه عقيدتهم ؟
٢: يوضح الفلم حقيقة أن لا حروب كونية من دون عقائد أو إيديولوجيات شيطانية ، لذا يجب الحذر الشديد من أصحابها ، فما بالك بالذين أحد مقومات دينهم التقية ؟
٣: يبدو أن حروب أمريكا والغرب المستمرة في العقود تندرج تحت مفهوم الحروب الاستباقية ، سلام ؟