سعدية محمود /السليمانية
كم كُنا مُخطئين
في حق أنفسنا مقصرين
حين وقفنا ذات صباحٍ
قارس البرد وسط
الزمهرير
صفوفاً.. صفوفاً
متتابعين
محولين إرادتنالأصواتٍ
إليكَ تُشير
نسمرُ أمام صناديق
الإقتراعِ جذلين
نتبارى
أينا قبل الآخرِ يُزّينُ
بالازرقِ
سبابتهُ..إبهامه
مُصرين
أن لاننتخبُ إلا إياك
أن لا نَدَعَ أحداً
يتولانا سواك !
*****
فأنت المفعمِ بالحكم
بالعبر
لن تميل كفيك في
الموازين
بالانصافِ ستنسینا
كل المراراتِ وايام
السعير
وستتلمسُ أمهات الشهداء
أحلام بنيها مجسدة
على الارضِ
لتنام هانئاتٍ العيون
مطمئنات
من أن دم فلذاتهنّ
ماراح سدى
ماأريق هباء !
*****
أواه..أواه
كم كُنا في خيالاتنا
مُسرفين
كم جعلتنا لبعضنا
متلاومين
حين صرنا ننظرُ
الارض المحررة
بالأحمرِ
شبرا..شبراً
تُهدى للمعادين
الارض التي سحبناها
بشق الأنفسِ من تحت
البساطيل
تُمنَحُ يُسراً للمداحين
توهَبُ رُخياً للسائحين!
*****
كم كنا ساذجين
حين ظننا إن الطالعَ
من رحم الارضِ
ان الذهب الاسودِ
الذي حبانا به اللهُ
دون الآخرين
حين يغد و بين يديك
حين تغدو لهُ
(الحارس الامين )
ستضوي بهِ ليالينا
وستنبتُ لنا أجنحة
بها فرحا نطير !
******
ماحسبناك
ستضمهُ بين أبطيكَ
مُنعماً بحلبهِ وحليبه
دون الآخرين
من غير أن تبقي
لصروف الدهرِمنهُ
القليل
من غير أن تبالي
بمدافئنا المتيبسة
الفتيل
أضلاعنا المرتعشات
أسناننا المصطكاتِ
عز إنهمار الثلوجِ!
*****
ماحسبناك
بالذهب الاسود
ستسَّودُ أعمارنا
ستجلدُ أرواحنا
حارماً بيت الكُرماء
التسامر..الانس
حارماً إيانا لمة
الاحبابِ حول الموقد
تاركاً المرضعات على
الرضعِ متكوراتٍ
طول الوقت
مُبدداً لهفة أُمةٍ برمتها
للدراسةِ..للسعيِّ
للفنِ..للأبداعِ
مواصلاً
حكم البرابرة علينا
بالظلامِ ، بالجمد !
كأنك أنت فاطرهُ
وبالأرضِ عاجنه
كأنك عن أسلافكَ
مع الكُرسيّ قد
ورثتهُ !
سعدية محمود /السليمانية
