طلال عبدالله الخوري 20\4\2018 © مفكر حر
من المعروف بأن فكرة إرسال قوات عربية الى سوريا, بقرار من الأمم المتحدة, مع حظر جوى على نظام الأسد بقيادة ودعم أميركي, ليست بجديدة وقد طرحت في أول يوم للثورة السورية المباركة من اجل الحرية والكرامة, وتحديداً عندما بدأ الطاغية بشار الأسد استخدام الحل الأمني ضد المتظاهرين السلميين وقمعهم بالحديد والنار, ولو تحققت هذه الخطة المثالية في سوريا لكانوا قد وفروا علينا كل هذا الدمار والتهجير والقتل, ولكنا حققنا التغيير المنشود في سوريا بطريقة سلسلة, ولتظاهر الناس وعبروا عن رأيهم بحرية وتوصلنا الى حل سياسي يرضي جميع السوريين العلويين والسنة والمسيحيين والدروز والشيعة وكل القوميات السريانية والكردية والشركسية والتركمانية والعربية من دون استثناء. .. ولكن للأسف جاء التقاعس من العرب فلا أحد منهم يريد محاربة روسيا وايران وجيش النظام وعملائهم في تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين التي كانت ترعاهم ايران بدعم من روسيا ونظام الأسد.
وقد عرضت إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما ايضا هذه الفكرة على تركيا, ولكن للأسف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والذي يعتبر خليفة جماعة الأخوان المسلمين, أراد ان يستخدم القوات الأميركية وحلف الناتو وتسخيرهم من اجل هدفين يستميت من اجل تحقيقهم: الأول: هو استخدام غطاء الناتو من اجل إبادة المعارضة الكردية في شمال سوريا التي يعتبرها خطرا على الأمن القومي التركي, ثانيا: هو يريد ان يستخدم الناتو من أجل إيصال جماعة الأخوان المسلمين الى الحكم في سوريا كما فعل سابقا بالاتفاق مع إدارة أوباما واوصلهم للحكم في كل من تونس ومصر… مما يمهد الى وصولهم للحكم في بقية الدول العربية والإسلامية وتحقيق الخلافة المنشودة التي تسعى لها جماعة الإخوان … وكلنا يعرف كيف جن جنون حكام الخليج من مخطط أردوغان, ومولوا الانقلاب الدمقراطي في تونس والعسكري في مصر ضد حكم الأخوان وطردوهم من دولهم وحصروهم في بقعه واحدة في تركيا.