طلال عبدالله الخوري 12\1\2019 © مفكر حر دوت اورج
بخطة خبيثة رسمها حلفاء النظام السوري الاجرامي (روسيا وتركيا وايران وقطر), قامت «هيئة تحرير الشام» التي تضم فصائل بينها «فتح الشام» (النصرة سابقا) وبدعم كامل من ( المخابرات الروسية والتركية والقطرية والإيرانية والسورية) بالسيطرة على «مثلث الشمال» الذي يضم محافظة إدلب وأرياف في اللاذقية وحلب وحماة!! فما هو هدف هذه الدول من هذه الخطوة وماهي خطوتهم التالية؟
لكي نفهم هذه الخطوة يجب ان نفهم ان هدف كل من روسيا وإيران والنظام السوري ومعهم تركيا وقطر وجماعة الأخوان من انشاء “داعش الإرهابية” مجتمعين هو تكرار الحالة العراقية في سوريا, واغراق أميركا بالمستنقع السوري, ومن ثم فرض عليها شروطهم في ملفاتهم معها لإخراجها من المستنقع, وكل حسب مصالحه, فمطلب الروس هو المقاطعة الاقتصادية ومشكلة القرم, ومطالب ايران هو الاعتراف بها كدولة نووية وكلاعب إقليمي له مصالح, وبالنسبة للنظام السوري دعم بقائه بالسلطة, وبالنسبة لتركيا وقطر وجماعة الإخوان هو القضاء على الأكراد بالإضافة الى مشروعهم باستبدال الزعماء العرب بالخلافة العثمانية. .. ولهذا تشارك كل منهم بتمويل وتسليح وتدريب داعش وقامت تركيا وقطر بإنشاء جبهة النصرة الإرهابية وقاموا بضم اليها المقاتلين التركمان الإيغور .. وهددوا بهم العالم وقاموا بفظائعهم من خطف وسبي وقتل وتدمير, وأغرقوا الغرب باللاجئين الفارين من توحشهم وهزوا استقرار العالم, وهذا غير جيد بالنسبة للعالم الحر من حلفاء أميركا … والهدف واحد هو استدراج اميركا الى المستنقع السوري والاستفراد بها واغراقها وفرض شروطهم عليها .. طبعاً, وكما قلنا سابقا, اميركا فهمت الخطة ووضعت خطة مضادة لها, وهي التحالف مع قوات التحالف العربي الكردي واستطاعوا بذلك القضاء على داعش بمنتهى العبقرية والاقتدار والحنكة العسكرية والسياسية … وبعد ان تم القضاء على اخر جيب داعشي في شرق الفرات في الشعفة والسوسة, فلم يتبق لهذه الدول المتآمرة على أميركا من خلال الدم السوري أي ورقة ضغط على أميركا, بالإضافة الى ان اميركا وضعتهم في موقف صعب جدا في سوريا, حيث يتم استنزافهم اقتصاديا وبشريا, وبالتالي ستنهار انظمتهم في دولهم واقصد (روسيا وايران وتركيا وسوريا)…. ولكي يعيدوا ورقة الضغط على أميركا التي فقدوها, أمر أردوغان الموالين له من جماعة الأخوان السورية وجبهة النصرة الإرهابية لكي يقوموا بهذه الخطوة, واقصد السيطرة على مثلث الشمال على حساب المجموعات المسلحة الأكثر اعتدالاً, وأضافوا لهم كل قيادات وعناصر داعش الذين تمت هزيمتهم في الرقة وشرق دير الزور واللذين فروا محملين بأطنان من الدولارات التي غنموها في سوريا من جراء النهب والسبي وبيع الثروات النفطية وغيرها, واتجهوا بها الى العراق وايران وتمت اعادتهم الى مثلث الشمال مدعمين بخبراء عسكريين من المخابرات الروسية والسورية والإيرانية, حيث انضموا جميعهم الى النصرة لكي يعاودوا مقاتلة أميركا وهز استقرار العالم والقيام بالاعتداء على الأقليات وسبي نسائهم وتنفيذ كل الموبقات من “حدود شرعية” الموجودة في ايديولوجياتهم …