أَيِنَ أَنْتِ؟

أَيَتُهَا الجَرِيحَة خَلْفَ سِتَارِ الدَّمْعِ والمَآسِي،
بَحَثْتُ عَنْكِ بِينَ خَفَقَاتِ قَلْبِي الشَّرِيدَة فِي جَحِيمِ أَنْفَاسِي،
بَحَثْتُ عَنْكِ فِي آهَاتِ العَاشِقينَ،
وَفِي السِّنينِ أَلَّتِي أَحْرَقَتْ مِنْ بَعْدِهَا السِّنِينَ،
فِي رُسُومَاتِ الطُّفُولَةِ المُلَوَنَةِ فِي كُرَّاسِي،
وَسَأَلْتُ عَنْكِ مُنَجِمِّينَ العَالَمِ بِأَسْرِهمْ،
وَضَرَبْتُ بِالسِّيفِ، وَضَرَبْتُ بِالمَنْدَلِ،
وَضَرَبْتُ أَخْمَاسً بِأَسْدَاسِ،
وَسَألْتُ عَنْكِ قَارِئَة الفُنْجَان،
لَمْ أَجِدْكِ يَا حَبِيبَتِي.. لَمْ أَجِدْكِ،
أَيِنَ أَنْتِ؟
بَحَثْتُ عَنْكِ فِي أُمَهَاتِ الكُتُبِ،
فِي رَوَائِعِ الفَنِ وَالشِّعْرِ والآدَبِ،
بَينَ الصّدْقِ وَالوَهْمِ وَالكَذِبِ،
فِي كُرُومِ التِّينِ وُالتُّفَاحِ وَالعِنَبِ،
لَمْ أَجِدْكِ، لَمْ أَجِدْكِ..
أَيَتُهَا الجَرِيحَة خَلْفَ قُبْحِ اَلأَغْلَال،
هَا أَنَا ذَا فِي البَحْثِ عَنْكِ،
تَخَطَّيتُ حُدُودَ المُحَال،
وَ تَخَطَّيتُ كُلَّ الخُطُوطِ الحَمْرَاءِ،
وَالصَّفْرَاءِ، وَالسَّودَاءِ، وَالشَّقْرَاءِ،
وَحَطَمْتُ كُلَّ حُرُوف السَّؤال،
أَيِنَ أَنْتِ؟ أَيِنَ أَنْتِ؟
سَأَلْتُ الطِّيرَ عَنْكِ.. وَسَأَلْتُ الحَجَر،
سَأَلْتُ العُظَمَاءَ مِنْ شَعْبِي،
وَسَأَلْتُ المَطَر.. سَأَلْتُ الغَجَر،
سَأَلْتُ اَنِينَ اَشْوَاقِي،
وَسَأَلْتُ الدَّمْع الجَّرِيح فِي اَحْدَاقِي،
مَتَى يَا تُرَى..
سَوفَ يَغْزُو حُبكِ رَحِيقُهُ اَعْمَاقِي؟
مَتَى سَوفَ تَكْتَشِفِينَ عِطْرَ جُنُونِي؟
مَتَى سَوفَ تُغَازِلِينَ ذَاكَ العَطَشَ فِي عُيُونِي؟
أَيَتُهَا الحَزِينة..
أَيَتُهَا المُنْتَظِرَة خَلْفَ أَسْوَارِ المَدِينَة،
صَدِقِينِي بِأَنِّي لَسْتُ اَدْرِي،
مَتَى اَحْبَبْتُكِ وَلَا كَيف،
لَسْتُ اَدْرِي إِنْ كَانَ اليَوم، اَو كَانَ غَدَاً،
لستُ اَدْرِي إِنْ كَانَ فِي العُصُورِ الوسْطَة،
او قَبْلَ ذَاكَ الزَّمَن..
لستُ اَدْرِي إِنْ كَانَ فِي الرُّوحِ،
اَو كَانَ فِي البَدَن..
فَفِي حُبكِ تَبَعْثَرَتْ كُلُّ الكَلِمَات،
بَكَتْ أَمْوَاج المُحِيطِ تَضَرُّعً،
تَبَعْثَرَتْ قَوَامِيس العِشْقِ بَينَ المَسَامَات،
تَبَعْثَرَتْ الأحْلَام..

سَألْتُ عَنْكِ بِكُلِّ اللُغَاتِ الحَيَّة،
وَبِكُلَّ اللُغَاتِ المَنْسِية،
وَسَألْتُ عَنْكِ وَجْهَ القَمَر..
سَأَلْتُ الجِّبَال، سَأَلْتُ الظِّلَال،
يَا هَلْ تُرَى؟
حُبكِ حَقِيقةٌ، أَمْ وَهْمٌ وَخَيَال.

جان برو

beautyboro2

About جان برو

الى اسرة التحرير شكرا جزيلا لجهودكم في نشر التنوير الاسم جان برو, مواليد مدينة حلب, التوجه الفكري علماني ملحد الهواية علم الفلك وكتابة الشعر, اكتب الشعر العاطفي الناقد لفكرة الدين عموما, من القصائد التي كتبتها لاجئ سياسي وتعرض على قناة حلب اليوم وثورة الحب وغيرها شكرا لكم ولجهوجكم قناتي على اليوتيوب https://www.youtube.com/channel/UCNBShOgeFjxDfg6O4TFG1Bg
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا, يوتيوب. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.