يسار ليبرالي سوري يفقد الحس الوطني السليم بتضامنه مع شيخ طائفي عميل إيراني!

Abdulrazakeidكنت دائما ضد أحكام الاعدام حتى الجنائية، ولم يعدل من موقفي من هذه الأحكام إلا وجود مخلوقات مرعبة على شكل بشر كبيت الأسد واشتقاقاتهم، حيث بقاء مثل هذه النماذج تشكل تهديدا لمعنى الحياة الانسانية ..!!!

هذاه المقدمة تشير إلى أنني –مسبقا- لا أدافع عن أي حكم بالإعدام، لكن ما أذهلني هو هذه التسامح الليبرالي اليساري من قبل مئات من السوريين وخاصة الشباب، وبينهم أسماء معروفة سياسيا وثقافيا محسوبة على اليسار المعارض ( حزب الشعب ) لا ترى الدماء التي تزهقها إيران وميليشياتها الطائفية العراقية والإيرانية والحزب اللاتية في سوريا، فتستنكر وتدين قتل شيخ سعودي طائفي تحضره إيران ليكون اختراقا وطنيا وقوميا ولايتيا خمينيا ) للملكة السعودية ….

هذا الشيخ (الملة) يدعو إلى تقسيم بلده السعودية طائفيا إلى شرق وغرب، طبعا لصالح إيران كما يفعلون في اليمن عبر الحوثيين ، داعيا صراحة إلى ولاية الفقيه (الذي لا يمكن حدا شرعيا أن تكون ظالمة) على حد تعبيره، كما ويدعو إلى انشقاق واستقلال منطقة الشرق السعودي، حيث اقامته في (القطيف) ذات الأغلبية الشيعية، أي أنه يدعو إلى تسليم نصف وطنه (الشرق السعودي) إلى إيران.. هذه الدعوة في ذاتها كافية للاتهام بالخيانة الوطنية وزعزعة الكيان الوطني حتى في سويسرا …

وذلك تحت ذريعة أن هذا الشيخ – حسب أخواننا اليساريين الليبراليين من الفاقدين للحس الوطني السليم )، أنه قال ذات مرة أن (نظام بشار الأسد ظالم ايضا كالعائلة السعودية)، هذه العائلة السعودية التي يشنع الشيخ (النمر) عليها تكفيرا دينيا ووطنيا ومجتمعيا، وذلك عبر مقارنتها بإيران التي لا يمكن أن يظلم بها أحد بسبب قيادتها من قبل الولي الققيه …لأنه حسب فقه (النمر) …فإن الولي الفقية لا يظلم وإلا لم يعد (وليا فقيها ) !!!! هل عرفنا المرجعية الفكرية الفلسفية الاستنباطية لـ(لنمر السوري) الفضائي الذي يفسر معنى العالم بعد الجهد بالعالم …..

أخواننا اليساريون الليبراليون لا يعرفون أنه مسموح لكل المعارضة (الأسدية المفاوضة ) باسمنا كشعب وثورة، بان يتحدثوا عن (ظلم النظام الأسدي وقسوته) ، الذي بمشاركاتنا في حكومته الإئتلافية تحت رايته الأسدية، سيترشد ويتعقل ويخفف من ظلمه …وبذلك نكون قد استعدنا العدل وثمن دمائنا المليونية من خلال وزرائنا الثوريين … إذ أن بيت الأسد الوثنيين أسديا، قادوا العلويين من ( العلمانية إلى التشيع) وأصبحت فلسفة (التقية ) الباطنية ليست عقيدة دينية بل عقيدة سياسة وحياة …..

ولعل هذا مايفسر لنا منظومة النظام الشعارية القائمة على الدلالة المعاكسة للجملة ..حيث الوحدة العربية تتحول إلى سوريا المفيدة طائفيا …والحرية تساوي العبودية والمجاعة وحرية الاختيار بين أكل الكلاب والقطط ..والاشتراكية تعني والعياذ بالله …….

والعريب في أمر اخوتنا الليبراليين الحداثيين أنهم حتى الآن لم يتعرفوا على أن الفقه الشيعي يتأسس على فلسفة (“التقية” حيث الظاهر والباطن) وما يبدو لك نكاحا فاجرا ظاهر، فإنه (وطء مقدس وورع نحو أهل البيت )، حيث التقية بنوا عليها فلسفتهم الأكثر كذبا(مقدسا ) وتمويها (الهيا ) في التاريخ، وصولا إلى ما يسمى المقاومة ضد الشيطان الأكبر الأمريكي، كوسيلة للتقرب من الشيطان الأصغر (اسرائيل) التي تنسق معها اليوم ضد الشعب السوري، وليعلن حزب الله فخورا أنهم يدلون الطيران الروسي على أهداف قتل الشعب السوري..

والأطرف من ذلك أن إيران التي يدافعون عن مندوبها وعميلها (الشيخ نمر ) في السعودية، هي أكثر بلدان العالم تنفيذا لأحكام الاعدام في العالم ، وخاصة ضد أهلنا العرب وأخوتنا الكرد في إيران …والأطرف في الأمر أن كل الناس (الفرنسيين والأوربيين بل والعرب والمسلمين هنا )، أمام ردود فعل الإيرانيين وتهديداتهم، يعتقدون أن السعودية تصعد ضد ايران بإعدامها لـ(رجل دين إيراني) …..

أتمنى أن لا يكون الليبراليون الحداثيون واليساريون الشيوعيون الثوريون السوريون، قد ذهب بهم فقدانهم لحسهم الوطني السليم، حد الاعتقاد أن (الشيخ نمر النمر) إيراني معتدى عليه سعوديا طائفيا، وليس سعوديا عميلا طائفيا لإيران ……

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.