وانتّ متى تؤمن ان لذاتك عليك حق وانّك مستقل؟

peopleadayيصفني البعض بأنّي مُتطرف!
أحقاً انا مُتطرّف؟
ولماذا؟
يقولون مُتطرّف لا يختلف عن المتطرفين المسلمين المشائخ!
هؤلاء صدقاً لا يقدرون ان يُميّزون، فقط يقذفون بكلماتهم هذه لأنّك لامست ايمانهم نقداً ، هنا يصفونك بأنّك مُتطرّف!
اسألهم:
هل المُتطرّف يُحض على كراهيّة الآخر لمُجرّد الخلاف معة وانّه لا يؤمن بما يؤمن به، فهل قرأت يوماً اني أكره مخالفي لأنهم لا يُفكّر مثلي ولا يسلك مسلكي؟
المُتطرّف يا سادة يؤمن بقتل مخالفة، فهل رأيت يوماً اننا كتبنا موضوع نحض فيه على قتل من يُخالفنا؟
المُتطرّف لا يؤمن بمجتمع متعدّد الألوان والثقافات والقوميّات والأديان، بل لمجتمع يكون فيه هو المتسلط والمستبد والإقصائيّ ليُغيّب الآخر ويهضم حقوقه..
المُتطرّف يا اصدقاء لا يؤمن بحريّتك ولا ممارستها ويؤمن بالتضييق عليك ومحاصرتك واقصائك وهذا واقع بلدان المسلمين، فهل قرأتم يوماً اننا نؤمن بعدم حريّة المخالف لنا؟
المُتطرّف هو ذاك الذي يؤمن حقّاً بشخصيّات عاشت قبل 1400 سنة كانت متعطّشة للدم والسلب والنهب وبكل بججاحة وصفاقة يُسمّي شوارعنا بأسماءهم ويؤمن انهم اتقياء الله وانقياء القلوب وهم قتلوا الالاف وسفكوا دماء البشر على عتبات الأنهار بصيحات الله أكبر..واغتصبوا النساء وقادوهن الى حظائر السبي ليتم توزيعهن على القتلة كالبهائم، واخذوا العبيد من كل مكان واستغلوهم لأعمال السخرة
عندما ننتقد الدّين لا ننتقده عبثاً ولا مضيعةً للوقت!
عندما ننتقد الدّين لا نطلب شهرة ولا اثارة بدليل اننا لا نضع صور لنا ولا نهدف للشهرة على حساب الدين وتحمّلنا مساوئها..
عندما ننتقد نصوص دينية لا ننتقدها لكيّ نستفزك، فإن شعرت بالإستفزاز فتلك مشكلتك وليست مشكلتنا!
عندما ننتقد الدّين لا يعني اننا ننتقد ايمانك بهذا الدّين او تلك النصوص ولا رغبتك بها،من حقّك ان تؤمن حتى بعبادة حذاءك او تلك الشجرة المنتصبة امام منزلك، لكن ليس من حقّك ان تضايقنا بها، بل يوم ان تصبح نصوصك ضدّي وضدّ غيري وتُهدّد حياتي وحياة غيري آنذاك يحق لي ولغيري ايضاً ان يقف ضدّها حتى تتقلم مخالبها الدمويّة..
مشكلتنا مع الإسلام انه لا يتركنا وشأننا منذ أربعة قرنا ً من الزمان وهو يتدخّل بأدق خصوصياتنا وحياتنا ومُجتمعنا ونصب نفسه حاكماً مستبداً طوال تلك القرون، مشكلتنا مع الإسلام انه صار قانون لبلداننا وانتم ارتضيتموه قانوناً وعليكم ان تتقبلوا انتقادة مثل اي قانون لا يُعجبكم من حقّكم انتقاده، ان اردتم الحفاظ على هيبة دينكم بنفوسكم ضعوه في المساجد وفيما بينكم وفي قلوبكم..
ان كنت عاجز ايها المسلم_ة عن فصل هويّتك عن الدّين فتلك مشكلتك وحدك وليست مشكلتي.. انا مثلاً سواء كنت لاديني او ملحد او علماني..الخ ، هوّيتي مستقلّة، حتى لو انّك جمعت كتب الملحدين ووضعتها بحظائر الخنازير وقُمت بإهانة اي شخصية مقاربة لتفكيري، لا يحرك ذلك فيني قيد شعرة واحدة.لأني مستقل بذاتي وعقلي ولستُ اربط ذاتي وهويّتي بأشخاص او فئة معيّنة ما ان ينتقدهم احد حتى اتحول لشخص مجنون وغوغائي لديّ الإستعداد النفسي والعقلي المُسبق للتدمير والعنف ،انا افتخر لإنتمائي الفكري لهم واتفاقي معهم ولا تهمّني شخوصهم!
وانتّ متى تؤمن ان لذاتك عليك حق وانّك شخص مستقل ولست تابع؟


About عبد العزيز محمد - فكر حر

عبد العزيز مفكر سعودي حر
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.