مفارقات في زمن المعتوهين والمعتوهات

كلما اقرأ خبرا عن البرطمان العراقي حتى تأتي الى ذاكرتي لقطات من افلام”الكاوبوي” القديمة :حانة في مدينة ريفية وبداخلها مجموعة من الرجال يجلسون متقابلين بوجوه (عبوسا قمطريرا) وتتحين كل مجموعة الفرصة لتنقض على رجال المجموعة المقابلة.
كل هذا يجري في دقائق وسرعان ما يشتعل بريق العيون بعد “البيرة الثالثة” ثم تمتد الايادي نحو المسدسات المحشوة ويبدأ اطلاق النار،وحين تبحث عن السبب فستجده تافها او على الاقل لايستحق موت عدد من الرجال.
الفرق بينهم وبين اعضاء البرطمان ان الاخيرين لايحملون مسدسات بل خبرة في المراوغة والتهرب من المسؤولية.
والغريب جدا انهم اذا ارادوا مناقشة قانون ما فالقوانين المهمة الاخرى “تلزم سره” الى اجل غير مسمى.
فهاهو قانون الانتخابات التشريعية للعام المقبل .الذي بصدد مناقشته جعل القوانين الاخرى تقف “بالسرة” مثل سيارات علاوي الحلة.
وتبرز وراء الكواليس جهودا محمومة بل وغاية في السخونة لاجراء تعديلات على هذا القانون اليتيم دون جدوى حتى وصل الامر الى تعطيله ضمنيا.
ويعطونا دليلا آخر على انهم مجموعة”كاوبوي” فاشلين حد النخاع..انهم ليسوا رجالا بمعنى الكلمة،فالرجال الحقيقيون ينظرون الى العراق قبل ان ينظروا الى جيوبهم.
ماذا يريدون بعد ان شبعوا طيلة الاربع سنوات الماضية من اللفط والغوص في اعماق آبار الذهب ليمتصوا ما شاء لهم وقبلهم شبع الاعضاء السابقين حتى الثمالة واداروا”مؤخرتهم” للعراق وذهبوا الى بلد المهجر حيث يعيشون على الاعانات الاجتماعية والتقاعد العراقي.
لم يجد شعبنا ارذل من هؤلاء الناس الذين عطّلوا قوانين كثيرة لاتحتاج الا الى التصويت فقط ومنها القانون الاهم لدى الناس وهو قانون البنى التحتية.
انهم بلا ضمير حين يتفرجون على ملايين الناس وهم يعيشون في بيوت التنك وآلاف الطلاب يدرسون في مدارس طينية ونصفهم ترك الدراسة ليتسول في الشوارع العامة.
كل هذا والاخ حسن الشمري وزير العدل يريد”دولة اسلامية”.
هل تريد من اولاد الملحة ان يصرخوا بوجهك”دتطير” ام تتأمل فيما قلته وتفرمل حماسك الاسلامي.
اولاد الملحة يتحدوك اذا وجدت حقبة اسلامية منذ ظهور الاسلام تحكم بالعدل والقسطاط،بل يتحدوك اذا وجدت عهدا ليس فيه اغتيالات بالجملة.
هل تريد ان يذكروك بعديد من الاسماء والشخصيات الفكرية التي اغتيلت على مر العصور؟.
لن يذكروا لك الشخصيات المشهورة في العصور الاسلامية بل سيذكروا لك بعضا من الاسماء التي لم ينصفها التاريخ.
1-السلطان اسماعيل بن فرج خامس ملوك غرناطة.
2-النعمان بن ثابت بن زوتي(ابو حنيفة).
3- الامام موسى الكاظم.
4- عبهلة (الاسود العنسي).
5- سعد بن عبادة.
6-المسيحي جفينة (اغتيل على يد الهرمزان).
اليهودي كعب الاحبار.
7-الخلفاء الراشدين علي بن ابي طالب وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان
8- سعد بن عبادة.
9- ابن سنينة.
10- عصماء بنت مروان.
11-ابو عفك(يهودي من بني عمر بن عوف).
12-خالد بن سفيان.
رفاعة بن قيس الجشمي(زعيم لقبائل قيس).
13-كعب بن الاشرف.
14-ابو بلال بن عمرو(من وجوه الخوارج في الكوفة).
15-ادريس بن عبد الله(العصر العباسي).
16-علي بن الحسين وابنه محمد الباقر.
17-الفضل بن سرخس(في عهد المأمون).
18-الخليفة المتوكل (على يد ابنه).
19-ابو سعيد الجنابي (منشىء الحكم القرمطي قتله خادمه).
20-علي بن الفضل(آخر القرامطة).
هل تريد اسماء اخرى،لولا خوفي من الاستيلاء على مساحة اكبر لبقية الزملاء لعددت لك مئات الاسماء الاخرى.
لقد تعمدت ان اذكر لك العديد من الاسماء التي من المؤكد لم تسمع بها كلها اغتيلت في العصور الاسلامية،فهل بعد هذا تريد دولة اسلامية؟.
واذا لم تكتف بذلك فانت اعرف بحجم الاغتيالات التي تجري في العراق الان وباسم الاسلام،فأي حكم اسلامي تريده ياوزير العدل الشهم؟.
فاصل فقير:وزارة الدفاع تعيش فقرا تحسد عليه بعد اعلن امس عن عجزها سداد اقساط طائرات F16 .
ياحرام ،مسكينة وزارة الدفاع التي ستسعى الى اسلوب التبرعات من عمال المساطر وسكنة بيوت التنك.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.