محادثات سلام لأجل المصالح ولا دور حقيقي للسوريين؟

abdelrahmansharafأن دخول الروس والإيرانيين والأتراك والسعودية كوسيط لمحادثات السلام التي ستعقد في جنيف بين وفدي المعارضة المٌشكل في السعودية التي لم يعد لها أي دور حقيقي وفاعل على مستوى المنطقة أو العالم بالسياسة الخارجية واي ودور إيجابي في تشجيعها للثورات العربية. وبين والنظام ومعارضته التي شكلها للتفاوض. ما هو إلا أكبر أهانه لعقولنا العربية وبالأخص السورية. لهذه المهزلة التاريخية التي تٌمارس علينا والتي أوصلنا بها بلدنا وشعبنا لهذا الجنون الأعظم لتحقيق المصالح الدولية والتوازنات الخارجية والانقسامات.
فمنذ اندلاع الثورة السورية السلمية لأسقاط نظام الديكتاتورية والإرهاب الذي حكم البلد لأكثر من نصف قرن.
أتخذ النظام خيار القمع الأمني والعسكري بكل الوسائل والخيارات الممكنة وما يقف ورائه من قوى دولية مسانده تساعده بهذا الخيار والدفاع عنه بشتى الوسائل الممكنة
ولا شك بان أي تهديد لسقوط وزعزعة نظام “الاستبداد والإرهاب” هو تهديد ايضاً ل فلاديمير بوتن والمشروع الإيراني في المنطقة وتهديد حقيقي لسقوط حليف لهما يحافظ على نفوذهم ومشاريعهم في المنطقة العربية بطبيعة هذا النظام القائم منذ أكثر من نصف قرن بسياسته الخارجة عن إرادة الشعب السوري.
فالإيرانيين والروس والنظام السوري اشتركوا بسياستهم على الأرض بقتل المتظاهرين السلميين وقصف المدن المعارضة بالكيماوي وأبشع أنواع الأسلحة وتجويع البشر بالميلشيات العسكرية التابعة لهم والتي تقاتل في صفوفهم.
للحفاظ على بقاء الأسد ومصالحهم واتجهت روسيا بنفوذها السياسي في عرقلة أي حل لا يناسب مصالحها وطموحاتها وتوجهها خلال الفترة الماضية التي شهدناها من طرح حلول مختلفة. لتجعل من الشعب السوري صفقة لأجل مصالحها وهو كل يوم يذوق أشد أنواع الممارسات في التهجير والقتل والتعذيب وحرب إبادة جماعية ضد كل المعارضين السوريين لنظام الأسد. ومن هنا أخفق المجتمع الدولي أو الدول الصديقة للشعب السوري في وضع حد لهذه الممارسات الإرهابية وأخفق ايضاُ بعدم ادانة هذه الجرائم المٌرتكبة بأنها جرائم تُصنف على قائمة الإرهاب وأيضا حجب بارك أوباما نظره عن هذه الجرائم وعدم التعامل بشكل جدي بدور أميركا الفاعل في القضايا الخارجية واتجاه مطالب السوريين التي بدأت بشكل سلمي. مما أفسح المجال أكثر أمام الروس والإيرانيين في البلد لمساندة النظام في إرهابه والسيطرة على البلد. وتجيش العديد من السوريين والأصوات الدينية وغيرها لحجتهم المبنية على تلفيق الكثير من الأكاذيب للاستمرار في النفوذ والمجازر المُرتكبة وحشد المؤيدين لطرحهم.
وان تدخل الاتراك والسعودية في الشأن السوري كحليف للثورة السورية بطرق لم تكٌن تصب في اهداف الثورة ومصالحها ومسارها الحقيقي والتركيز في الدعم والمواقف على جانب دونما الأخذ بعين الاعتبار جوانب أخرى للحفاظ على التوازن في المصالح. أدى وانجرار الكثير من المعارضين وراء هذه الطرق التي ابتعدت عن التمثيل العقلاني والصوت السياسي العقلاني والناضج والتي ايضاً أبعدت بعض المكونات الشعبية الثائرة أيضا عن مسارها الوطني إلى مسار ديني في معظم الحركات وأصبحت تٌعد الثورة لسورية حرب أهلية طائفية يغديها الصراع السني الشيعي. وأدى إلى زيادة التطرف بالخطاب السياسي والمذهبي الطائفي. وساعد على دخول الحركات الدينية كالنصرة وداعش استغلالٍ للمناخ السائد الطائفي والذي ساعد النظام أيضاً وحلفائه بعلو وتيرته بين مختلف المكونات بالطرق التي مارسها والتي حولت مسار التوجه الدولي من تعامل مع الثورة السورية كثورة بدأت محقة وسلمية إلى حرب ضد الإرهاب وحرب أهلية؟ والاخفاق والانحياز لطرف دون اخر في تصنيفه على لوائح الارهاب أدى إلى زيادة شعلة الصراع والتراجع في الحلول.
وهذه الهيكلية التي تطورت عبر مراحل مختلف في السنوات الخمس الأخيرة أدت إلى انقسام السوريين فيما بينهم في تقرير مصير بلدهم سواء كانوا من الموالاة أو المعارضة بأن كل طرف خارجي ساعد على حشد مجموعة من المعارضين يدافع عن طرحه ومصالحه وتوجه هذه الأطراف في الشأن السوري.
ولا شك بأن النظام يبقى هو المسؤول والباعث الرئيسي لهذه الفوضى التي نشهدها التي بدء بها بالخيار الأمني والعسكري وتهميش المجتمع السوري لأكثر من نصف قرن.
واليوم محادثات جنيف برئاسة رياض سوف تتجه وتصب بهذه الهيكلية بعد أن خرجت ورقة الحل واسقاط النظام من ايدي السوريين إلى الأطراف الدولية وبالأخص الدول الأربعة التي ذكرتها في النص أعلاه بعد أن سعت روسيا بكل جهدها لدخول الأسد كشريك بمرحلة انتقالية في قرار مجلس الامن 2245.
وان اليوم الاختلاف في تمثيل بعض الحركات المسلحة على الأرض على أنها إرهابية وغير إرهابية للمشاركة في المفاوضات ك ممثل لجيش الإسلام والحر، وحزب الاتحاد الديمقراطي ما هو إلا أن هذه مشكلة تواجه العالم حالياً في منهجيته لتصنيف الإرهاب وفي عدالته الدولية اتجاه الأزمات وفي انحيازه لطرف دون أخر في القضية السورية، وخلق صراع أخر أمام المتفاوضين على حساب دماء الشعب السوري وحريتهم ومطالبهم المحقة التي هي هكذا بدأت. وهكذا أوصلها نظام الأسد وحلفائه. وهكذا الروس والإيرانيين يسعون لصب المفاوضات لصالح النظام وصالح كل طرف سواء من الاتراك أو غيرهم في تمثيل المعارضة السياسية حتى تتوازن المعادلة الكونية في سوريا.

About عبد الرحمن شرف

كاتب وناشط ديمقراطي سوري
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.