متلازمة رجال الدين -من كل الأديان- مع الجنس

Eiad Charbaji
يسأل أحد الأصدقاء عن متلازمة رجال الدين -من كل الأديان- مع الجنس، وتكرار فضائحهم وحوادث تحرشهم رغم أنهم يدعون الفضيلة ويحرمون على الناس حتى النظر بشهوة للمرأة، ويطالبونهم بالصبر والاحتساب.
الموضوع كبير وبحاجة لدراسة نفسية اجتماعية متخصصة لرصد هذه الظاهرة، ولا أدعي الالمام بهذه الأبعاد فلهاأهلها، لكن وفق فهمي واطلاعي في الحياة أرى الموضوع شخصياً من زاوية “أساليب السيطرة” بمعنى:
تحريم وتقييد الغريزة دينياً لا يتم يس بدافع أخلاقي، بقدر ما لأنه أحد أساليب ترويض المؤمنين والسيطرة عليهم، فعندما تسلب انساناً غرائزه وحاجياته، ثم تقدمها له بطريقة مشروطة تسيطر عليها أنت، سيصبح بالضرورة تابعاً لك، وسيأمل منك على الدوام أن تقدم له ما حرمته منه وسيقدم لك كل فروض الطاعة في سبيل ذلك، تماماً كما يتم ترويض الحيوانات من خلال تجويعها ثم تقديم الطعام لها وفق شروط وولاء تقدمه لصاحبها…. فكرة (العفة) أو (البتول) اعتمدت عليها كل الأديان في تشريعاتها بالمناسبة، فبدأتها اليهودية بفرض الخمار، ثم تشددت فيها المسيحية ومنعت حتى الرهبان والراهبات من الزواج، ثم جاء الاسلام وقونن هذا الموضوع بشكل أكثر تعقيداً وغرابة.
في الإسلام هذه هي تماماً فكرة الحور العين في الآخرة، السبي في الدنيا، وهذا هو الأسلوب والمنهج الذي مكّن القادة ورجال الدين في الاسلام منذ بداية الرسالة من تجنيد المقاتلين وتحفيزهم لخوض المعارك والقتال، وهذا ما قرأنا عنه في خطب تحفيز المقاتلين في الغزاوات في كتب التراث أن (للميت حورية وللحيّ سبية)، وفي خطاب محمد الفاتح لجنوده قبيل دخول القسطنطينية حيث الشقراوات من اليونان، ورأيناه مؤخراً في سورية عندما صرف المحيسني ثلثي خطبته في مجموعة من الاستشهاديين للكلام عن جمال الحور العين اللائي ينتظرن الاستشهاديين، ومثل هذا الكلام يملأ الفضاء الاسلامي كما تعلمون.
الغريب في حالة الاسلام خلافاً لبقية الأديان أنه حرم الاختلاط والجنس بشكل توافقي عندما يكون برضى الأطراف مالم يكن ضمن مؤسسة الزواج، وفرض ع الزوجة الوقر في البيوت والتابعية للرجل وحرّم عليها التزين والاختلاط وفرض عليها الحجاب، وعاملها طيلة الوقت على أنها عورته وعرضه وشرفه، فيما أباح للزوج الجنس بشكل بهيمي وغير أخلاقي عندما شرّع له السبي وملك اليمين، والمتاجرة بهن بعد استعمالهّن كما تتم التجارة بالأحذية والخرداوات، وغيرها من صنوف العلاقات التي بات القانون الدولي يضنفها تحت عناوين الاغتصاب والعبودية وتجارة الجنس، وهنا تذكر كتب السيرة المعتمدة لدى جمهور المسلمين أن النبي أباح لصحابته في حنين سبي وطئ زوجات المشركين وهم (الأزواج) احياء، وفي أوطاس أباح لهم وطأهن حتى قبل أن تبرأ أرحامهّن، وقد كان الأمر من الغرابة والاستنكار لدرجة أن بعض الصحابة تعففوا عن الأمر ولم يقبلوا بأن يفعلوا ذلك من قتلوا قبل قليل أزواجهنّ وأبناءهن وأباءهن.؟!


هذا كان في الماضي،عندما كان هناك سبي وملك يمين يفّرغ فيه المسلمون شهوتهم وغريزتهم الجنسية متى يشاؤون، وهو ما أتاح لهم السعة من الغريزة والوقت ليضعوا ما يشاؤون من شروط قهرية على زوجاتهم وبناتهم ما تزال تعمل عملها إلى هذه اللحظة، لكن اليوم وبعد أن أصبح السبي وملك اليمين خارج التاريخ ولم يعد مقبول قانونياً وأخلاقياً بل يحاسب مرتكبه، فقد انعدمت لدى الشباب المسلم فرصة تفريغ الشهوة الجنسية في ظل بقاء المحرمات بالطريقة ذاتها، وأصبح الكبت عنوان حياتهم والمسيطر على عقولهم وإدراكهم، وفي النهاية لكل شيء حد، لذلك الانفجارات تحصل، والنزوات تقع، وهذا ما يحدث مع كثير من الشباب المسلم، وهذا ما يحدث مع رجال الدين أمثال طارق رمضان وسواه.
إن عدم إدراكنا لتأثير وخطورة الكبت والحرمان على النفس الإسلامية، سيبقينا في عين المشكلة، وستتكرر الحوادث وستزداد بشكل غير طبيعي، في ظل عصر الانفتاح واطلاع الشباب على ما كانوا يحرمون معرفته وادراكه وممارسته بشكل طبيعي.
…. هذا هو رأيي ببساطة، وكما قلت هذا مجرد رأي وليس مبنياً على احصائيات وتحليل علمي، لكن أنا على يقين أن المتخصصين سيجدون رابطاً مشتركاً في الكثير مما قلته.

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر. Bookmark the permalink.

2 Responses to متلازمة رجال الدين -من كل الأديان- مع الجنس

  1. س . السندي says:

    ١: الرجل المسلم عدى الذين يحترمون زوجاتهم ويقدسون عوائلهم رغم أنه سمح له بالزواج بمثنى وثلاث ورباع ولكنه مع ذالك يزني بمن يطالهم بالخفية لو قدر له ذالك ؟

    ٢: المصيبة الأكبر أنه في الوقت نفسه تراه يبيع الستر والشرف لزوجاته وبناته وهو يفعل ، والمصيبة الأكبر أنه بكل وقاحة عقل ينسب العهر والفسق والمجنون الذي لا يرتضيه عقل عاقل لله ؟

  2. كاسم العيد says:

    مبالغة كبيرة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.