ليلة تجليد الكتب المدرسية

adibelshaarحلب 24-2-2016
أهدف من هذا المنشور إلى دغدغة ذكريات الأصدقاء المقاربين لي في العمر، بليلة هامة من ليالي العام الدراسي وهي ليلة تجليد الكتب المدرسية التي كنا نشتريها بداية كل عام دراسي. وللمحافظة على جلدها كنا نشتري طرحيات الورق الأزرق الكحلي (ورق تجليد) والتي تكون عادة ما الواحدة منها ذات مساحة كافية لتجليد أربعة كتب. والشطارة في التجليد تتمثل في عدم الهدر وفي جودة وأناقة الكتاب المجلد. يزين الكتاب بلصق إتيكيتة أنيقة على الجزء الأعلى من الغلاف فوق الورق الكحلي، حيث نشترى مجموعة إتيكات مزينة بالرسومات من المكتبة. نكتب على تلك الإتيكيتة عنوان الكتاب واسم صاحب الكتاب وصفه ومدرسته. وفي المرحلة الإعدادية صرنا نشتري طرحيات ورق بلاستيكي شفاف لتجليد الكتاب بطبقة أخرى تغطي الورق الكحلي. كنا نثبت التجليد بواسطة شريط لاصق. كان بعض الطلاب يتمتعون بمهارة فنية راقية في التجليد.
كنا كل عام نذهب إلى سوق داخل باب النصر لنبيع كتب العام الدراسي السابق ونشتري كتب العام الحالي وذلك في سوق يدوم حوالي أسبوعين. وكما أشرت في مقالة سابقة كان بعد الطلاب يستغل هذه الفرصة للتجارة ببيع وشراء الكتب. كان قريب لي يربح معظم مصروف دراسته من ما يربحه من تلك التجارة. كان أكبر مني بحوالي سنتين وكان له اسم شائع بين أقربائه وأولاد حارة ساحة الملح: “وطني” بينما اسمه الحقيقي محمد رحماني ابن علي. سافر وطني أواخر الستينات (أوائل السبعينات؟) إلى الجزائر حيث يدرّس فيها وتزوج من سيدة جزائرية وأقام هناك. اصطحبني وطني أوائل الستينات عدة مرات للدراسة في أروقة الجامع الأموي الكبير. أتقدم بالتحية لـ وطني وأتمنى له الصحة والسعادة.
أتمنى على الأصدقاء إغناء هذا الموضوع خصوصاً موضوع تحول سعر الكتاب إلى قيمة رمزية وأثر ذلك على سوق الكتب في باب النصر.

About أحمد أديب شعار

الدكتور المهندس أحمد أديب شعار .. عاشق تراث حلب...له اهتمامات أدبية... سولزبري
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.