لن نشبع من الخبز ما لم نشبع أولا من السلام

peaceدائما يا يسوع ما تسدد لي احتياجاتي , كل احتياجاتي,حتى عندما أكون بحاجة لأخ أو لأب أو لأم أو لصديق, أو للمال,ولم أطلب منك شيئا ولم أطلب منك حاجة إلا وسددتها لي, أشكرك على نعمك الكثيرة وعلى هداياك الكثيرة , وعلى عطاياك التي لا تنتهي, وأنا اليوم محتاج إليك , محتاج لأشعر بنعمة الأمن والأمان, محتاج لأشعر بتحقيق السلام بين العرب والإسرائيليين وبين اليهود والمسلمين وبين اليهود واليهود وبين المسلمين والمسلمين, اعتقدُ بأن سبب كل مآسينا هي بسبب فقرنا لمادة السلام, نحن نفتقرُ إلى السلام لذلك أوضاعنا صعبة جدا, أنا اليوم محتاج لأعبر إلى إسرائيل وكأني ذاهب إلى نزهة خلف الدار, محتاج لأشعر بالصداقة بين شعوب الأرض أجمعين وبين أصحاب الديانات والمذاهب, أنا اليوم منذ أن استيقظتُ من النوم وأنا أمد يدي في زوايا البيت هنا وهناك دون أن أجد في بيتي دولارا واحدا أنفقه على عيالي, ولكن هذا ليس مهما عندي المهم عندي هو تحقيق السلام, لأن الوفق والوِفاق والسلام يصنعان المال والذهب, فالذي في بيته سلام لا بد وأن يغنيه الرب من فضله, والذي لا يوجد في بيته أمن وسلام دائمين فلان ينظر الربُ إليه بل على العكس ستحط في بيته الأمراض والفقر والكوارث.

أنا أعرف ما هي أسباب الفقر في بلادي, أنا أعرف ما هي أسباب التخلف في بلادي, إنها بسبب عدم نشر ثقافة السلام.. نحن فقراء ماليا لأننا فقراء في السلام, حين نكون أغنياء بالسلام سنكون أغنياء الجيوب, الجوع في بلادي سببه نقص عام في فيتامين السلام, الحرب في بلادي سببها الفقر في فيتامين السلام, هذا الفايتمين نحن نفتقرُ إليه لذلك الله لا ينظر إلينا بعين الرضا, نحن فقراء في السلام وطلاب المدارس لا يدرسون في المدارس مادة اسمها السلام أو حتى مجرد أن يدرسوا درسا يشجع على السلام بين شعوب الأرض وبين كل الثقافات والإيديولوجيات والفلسفات والأفكار المختلفة عن بعضها, نحن لكي نعيش في نعيم دائم يجب علينا أن نخطط لسلام دائم, سلام يرضي كل الأجيال, سلام يدوم كما تدوم نعمة الماء على الأرض, سلام نتنفسه كما نتنفس الهواء, سلام عادل وشامل, سلام تفتخرُ به الأجيال القادمة.

دائما ما أشعرُ بالسعادة حينما أعرف أن مصيري وحياتي كلها من فعل إرادتك ومن حبك للسلام, الله يحبني لانه يعرفُ أنني محبٌ للسلام, أنا لا أطيق أن أرى الناسَ متخاصمين أو متعادين أو متحاربين, أحب أن أرى الناسَ متحابين مع بعضهم ومتعاطفين مع بعضهم ومتعاونين مع بعضهم, ولا يمكن أن نشبع من الخبز ما لم نشبع من السلام, يجب أن تشبع عيوننا وبطوننا وعقولنا من السلام أولا لكي نشبع بعد ذلك من الخبز, لا يمكن أن نرتوي من الماء ما لم نرتوي أولا من السلام, السلام أولا وكل شيء بعده يهون.

أفرحُ كثيرا وأرقص في الهواء وأشعرُ بانعدام وزني على الأرض وأشعرُ بساعات أو بلحظات من المرح حين اسمع بكلمة سلام أو شلوم أو شلام أو السلام عليكم, أنت مرح جدا مع محبي السلام يا إلهي, روحك مرحة وكلماتك مرحة وكلك تبعثُ على السعادة الأبدية, أنا مرتاح الضمير يا يسوع لأنك معي في كل لحظة تشعر بحاجتي للسلام, أنا سعيد جدا لأنك تحيط بي من كل اتجاه وتُنعم عليّ بنعمة السلام, أنا مغرمٌ بالحياة معك ومدمنٌ على الحياة معك لأني اشعر معك بالسلام, أنت صديقي الذي لا يغدرُ صاحبه وأنت أبي الذي لا ينسى نطفته, وأنت أخي الذي لم تلده أمي, أنت معي أينما ذهبتُ وأينما توجهت , وجودك بالقرب مني يجعلني هذا الشيء مطمئناً على حياتي ويجعلني هذا الشيء مرتاحا جدا في حياتي واشعر بالسلام, هنا يهجرني الأقرباء ويعادونني الأصدقاء والجيران لأنهم لا يحبون السلام, ولكن وحدك صديقي وجاري وأخي والقريب مني والبعيد عني, يسوع أنت ملأت لي حياتي ودائما ما تسدد لي احتياجاتي وأنا في هذا اليوم محتاج إليك, محتاج لأشياء عديدة لا يمكن أن تأتيني بدون السلام.

About جهاد علاونة

جهاد علاونه ,كاتب أردني
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.