كلّو بقول مرق…ماحدا بقول عرق!

adibelshaar31-3-2016
روى لي، في الستينات، التكّاك حمدو (الحمال على العربة المسماة تك) في سوق المدينة أنه يذهب واثنين من رفقاته الحمالين كل مساء إلى الخمّارة (الميخانة) للشرب، وأنهم يحتالون على الخمّار (الميخانجي). عندما شرح لي مكان الميخانة وأن صاحبها كبير الشوارب عرفتها لأن باص الأنصاري الذي أركبه كل يوم انطلاقاً من المنشية، يمر من أمامها وكان يلفت نظري ذلك الخمار الكبير الشوارب الذي كان يقف في بعض الأحوال أمام باب خمارته. كانت هذه الميخانة في المنشية على صف صيدلية الدامرجي باتجاه عمودي على شارع القوتلي نحو الشمال أمام باب ملهى ليلي (أعتقد أنه السميراميس).
كان الخمار يقدم المازة (المقبلات) مجاناً، وهو عبارة عن مخلل ومرق مخلل، لمن يجلس في خمارته ذلك أنه يتوجب عليه أن يشتري من الخمار المشروب الكحولي، وعادة ما يشرب الفقراء العرق، والذي يكون سعره ثلاثة أضعاف سعره في السوق. يقوم كل من حمدو ورفقائه بشراء بطحة (قنينة مسطحة) عرق من السوق ويخبئونها في عبهم قبل الدخول إلى الخمارة. ليقوم كل منهم بشراء بطحة أخرى من الخمار. وبذا يشرب كل منهم بطحتين في الخمارة بينما يطلبون كميات كبيرة من المخلل ومرقته لما يكفي بطحتين. ذات أكثر من مرة شعر الخمار أن هناك شيئاً غير طبيعياً على إحدى الطاولات حيث كان طلب المازة أكثر من الطبيعي، لذا صاح غاضباً: كلّو بقول مرق مرق..ماحدا بقول عرق!.

About أحمد أديب شعار

الدكتور المهندس أحمد أديب شعار .. عاشق تراث حلب...له اهتمامات أدبية... سولزبري
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.