كعكة بغداد والالف حرامي

 كعكة بغداد تنتظر القضم بعد الانتخابات مباشرة.

اسم الكعكة اطلقه اولاد الملحة على موازنة بغداد لهذا العام والتي لم يعرف رقمها الا الراسخون بالعلم.

ولكن هؤلاء الاولاد يعرفون ان موازنة الاقاليم والمحافظات،بلغت سبعة تريليونات و256 مليار دينار للإعمار وتنمية مشاريع الأقاليم ، يتم توزيعه حسب نفوس كل محافظة ةمن ضمنها اقليم كردستان.

انه رقم خيالي لايمكن لأي احد من اولاد الملحة ان يتخيله. رغم انهم متأكدون من حقيقة ان قضم الكعكة البغدادية بعد الثامن من شهر نيسان الحالي امر في غاية السهولة كما فعل صاحبنا المفتش العام بوزارة الصحة الذي هرب في جنح الليل قبل ايام الى بلد المهجر بعد تأكده من ان الامور سارت كما يريد.

كم من هذه الموازنة خصص لمحافظة بغداد؟ لا أحد يعلم.

كم خصص منها لأقليم كردستان؟ العلم عند الحكومة.

كم خصص للمحافظات الجنوبية الاخرى؟ العلم عند المقربون وهم اولى بالمعروف.

المقربون جدا يقولون ان هذه الارقام سرية للغاية ويجب الاحتفاظ بسريتها حتى لاتتسرب الى جهات معادية.

يقول صالح الجزائري رئيس كتلة الاحرار في مجلس المحافظة: أن “إقرار الموازنة والمصادقة عليها لو تمت لكانت مخالفة للقانون حيث أن مجلسنا لا يحق له إقرار تلك الموازنة بعد الثامن من نيسان الحالي، وهو آخر يوم لدورتنا الانتخابية حسب تفسير رئيس اللجنة القانونية في المجلس، إضافة إلى أنها ستسلب حق الدورة القادمة في ممارسة دورهم بهذا الأمر”.

هاقد مضى 12 يوما على هذا التاريخ وهذا يعني ان المصادقة على الميزانية سيكون مستحيلا وستبقى بغداد عاصمة الاوحال والاوساخ والمجاري “الفايضة” سنة اخرى حيث لا أمل الا بالادباء الذين قدموا الى بغداد ب لالقاء قصائدهم ونثرهم على مجاميع الرجال المصابين بالصم والبكم الا فيما ندر.

وكان مجلس محافظة بغداد أعلن، في نهاية الاسبوع الماضي عن فشله في المصادقة على موازنة العاصمة لعام 2013 لعدم اكتمال النصاب بسبب انشغال بعض أعضائه بالدعاية الانتخابية.

هذا اول افتراء، فهناك 110 أيام انسلخت من هذا العام حتى الان والجماعة لاهين بال…. استغفر الله العظيم ، فالنميمة حرام ياعالم وصاحبها يروح للنار.

أين كان اعضاء المجلس خلال ال 110 أيام؟ هل كانوا موفدين الى دبي وبيروت ولندن؟ ام انهم مشغولون بلبس”القاط والباينباق” للظهور امام الفضائيات؟.

لابد في الامر “ان” كما يقولون ولست انا الذي يقول ذلك فهاهو صالح الجزائري رئيس كتلة الاحرار في مجلس المحافظة قال: إن “عدم حضورنا إلى جلسة مجلس محافظة بغداد لإقرار الموازنة، هو لكي لا نساعد البعض على تنفيذ الحلقة الأخيرة من مسلسل التآمر وسرقة ما تبقى من الأموال العامة المخصصة إلى أهالي العاصمة اذ ان بعض أعضاء المجلس كانت لديهم ملاحظات مهمة وعلامات استفهام كبيرة على تخصيص الأموال في الجلسة السابقة ولم يؤخذ بها”.

حلو..؟ هناك اذن مسلسل من التآمر والسرقة تم تنفيذه ولم تبق الا الحلقة الاخيرة.

اولاد الملحة يخافون ان يكون عدد حلقات هذا المسلسل مثل المسلسل التركي او المكسيكي الذي تجاوز الان الحلقة رقم 444 وهو رقم خيالي في عالم المسلسلات التلفزيونية اذ لا أحد يصّدق ان هناك كاتب سيناريو بهذه العبقرية الفذة في “اسهال” الكتابة.

لم يقل لنا كامل الزيدي ماذا كان يفعل طيلة ال 110 ايام الماضية؟

فهل كان مثلا يجىء الى مكتبه في الساعة العاشرة والنصف صباحا ويشرب الشاي “الكسكين” ثم يغادر في الساعة العاشرة وخمسين دقيقة؟.

او انه مثلا يقرأ الصحف الاجنبية ليتعرف على شركات المقاولات العالمية من اجل ترتيب ايفاده وعقد “الصفقات” الاعمارية معهم؟ او ربما يبدو مهموما وقلقا من عدم تأكده من الفوز بالانتخابات فآثر الجلوس في البيت حيث لا رقيب ولاهم يحزنون.

وقيل غير ذلك والله اعلم.

فاصل ممحي: لافاصل اليوم احتجاجا على الاستعانة “بصديق” في التصويت!!!.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.