قصر بشار الأسد ليس في عفرين

بقلم شيرزاد يزيدي/
هم أنفسهم من أقلتهم باصات الاستسلام الخضراء للنظام البعثي إلى إدلب وغيرها من مناطق قليلة متبقية تحت سيطرتهم، برعاية مثلث أنقرة ـ طهران ـ دمشق وتقديم إدلب للنظام الذي يزحف نحوها. أقلتهم باصات بيضاء اللون هذه المرة نحو تركيا وتحديدا نحو الحدود مع عفرين للمشاركة في الهجوم عليها وبضوء أخضر روسي بعد رفض الكرد عرض موسكو تسليم عفرين للنظام البعثي مقابل وقف العدوان التركي. مجموعات من داعشيي الخلق والخُلق ممن رأيناهم سابقا خلال الغزوات التركية التي قام بها هؤلاء من سري كانييه إلى كوباني والآن عفرين. معظم المجاميع التكفيرية الإرهابية من جبهة النصرة وداعش وإن تحركت تحت اسم الجيش السوري “الحر” الذي لا حاجة للتوكيد على أنه منذ البدء كان مجرد اسم هلامي وهمي شكل واجهة للجماعات الإسلاموية. تكفي إطلالة سريعة على راكبي الباصات الذين أرسلتهم المخابرات التركية إلى حدود عفرين لتبين خلفيتهم الإرهابية أو “الجهادية” بحسب الرطانة الأردوغانية. من يستمع لأدبيات المهاجمين، يظن أن القدس والجولان غدتا في عفرين وأن مقر القصر الجمهوري لبشار الأسد بات في عفرين وليس في قلب دمشق. مع الإشارة، إلى أنه في الوقت الذي ينزح فيه عشرات آلاف الناس من إدلب ويقترب النظام من الاستيلاء عليها بادرت هذه العصابات إلى الانضمام إلى الهجوم التركي على عفرين التي استضافت قبلا وما تزال مئات آلاف النازحين من مناطق سيطرة تلك المجاميع.
ويسارع الائتلاف، الواجهة السياسية لهذه المجموعات الذي يتخذ من اسطنبول مقرا له، ليعلن الحرب والجهاد على الانفصاليين الكفرة ويجدد بيعته للسلطان العثماني الجديد الطيب أردوغان كما يحلو لمريديه في العالم العربي تسميته، تشديدا على “طيبته” الدموية. فالمعركة غدت ضد الكرد وضد التجربة الديمقراطية لهم ولكافة شعوب الشمال السوري المتشاركة سوية في بناء النظام الفيدرالي الذي تسارعت وتيرة تطبيقه مع القضاء شبه النهائي على داعش لا سيما مع تحرير الرقة.
مشهد المرتزقة الملتحين بسحناتهم الكئيبة ومهامهم القذرة يحكي لنا وبتكثيف بليغ لماذا وصلت سورية الى ما وصلت اليه؟ ولماذا ضاعت أحلام السوريين في التغيير الديمقراطي وتبخرت على يد النظام البعثي؟ وبموازاة مسؤولية نظام البعث، تقع المسؤولية على النظام الأردوغاني والمجاميع الارهابية التابعة له داعشا كانت أم نصرة أم جيشا “حر” ثبت منسوب حريته الفائق وهو يساق سوقا في عشرات الباصات التركية للزج به في معركة خاسرة في عفرين العصية على السقوط كما توأمتها كوباني.

شبكة الشرق الأوسط للإرسال

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.