قدري قاد بقرنا .. مناف نداف فقير

أما حان الوقت سيدي الكريم الدكتور محمد تميم ان يعاد النظر في مناهج التربية والتعليم؟.
ربما تكون المناهج الحالية متطورة مقارنة بالعهود الغابرة ولكن الامر يظل بحاجة الى اعادة نظر.
مازال جيلنا يتذكر القراءة الخلدونية وقصة نظارات جدتي، وماتزال جملة قدري قاد بقرنا..
مناف نداف، فقيرمحفورة بالذاكرة.
ونعتقد انك تعرف السبب،فقد تعلّم اطفال الامس من هذه العبارة ثلاثة انواع من حرفي “القاف والفاء” فهي اولية ووسطية ونهائية وذلك لعمري انجاز رائع.
طلابنا قبلوا بالمدارس الطينية، كما رضوا بما تقولونه عن احتياج البلد الى 6 الآف مدرسة في جميع انحاء العوراق العظيم وموازنة وزارة التربية والتعليم لاتكفي الا لصرف رواتب العاملين فيها على احسن تقدير,ولكنهم بالمقابل يريدون ان يتعلموا كيف يقرأون لغة عربية سليمة ويزيدوا من ثروتهم اللغوية.
فهل هذا صعب المنال؟
انه ليس كذلك..اليس كذلك؟.
طلابنا عنصريون جدا ويريدوا لغتهم العربية سليمة ولا تشوبها لكنات بلدان الجوار ولا كلماتهم ذات “الخنة” الواضحة، وبالتأكيد ليس شباب فرنسا احسن منّا حالا حين تظاهروا قبل سنوات عجاف لأنهم وجدوا بعض المفردات الانكليزية في لغتهم وطالبوا بحذفها من قاموس تعليمهم.
يريد هؤلاء الطلاب ،سيدي العزيز،منكم ان “تمدونهم” بابرة حماس لكي يذهبوا الى المدرسة وهم في اقصى حالات السعادة كما كان اولياء امورهم من قبل.
نعرف تماما ان الامر لايخلو من الاستحالة في بعض المراحل ولكن لابد من المحاولة خصوصا بعد ان بلغ الشيب مبلغا في معظم “امخاخ” المعلمين واصبحوا كالببغاوات في ترديد كلمات المنهج المقرر.
المعلمون،سيدي الفاضل، كما تعرف نور هذا المجتمع وشمعته التي تحترق لتضىء للآخرين،فلماذا تركناهم لسراديب”الرجل الآلي” يلعب بهم “شاطي باطي”؟.
لم تنصفهم ولا حكومة مرت على العوراق،بل ولم يلتفت اليهم لاوزير تربية ولا مسؤول حكومي ولا مثقف يساري او يميني او وسطي.
فلماذا لاتلتف انت اليهم وتدخل الى قلوب الملايين من اولياء الامور قبل ان تدخل التاريخ من اوسع ابوابه؟.
صفحتكم على الفيسبوك زاخرة بالمنجزات ولكن لامنجز واحدا “يطري” تغيير بعض المناهج.
جميل ان تعلموهم الصلاة وهم في نعومة اظفارهم ولكن الجميل ايضا ان تعلموهم كيف يقرأوا آيات الذكر الحكيم بلغة سليمة.
ارجوك،سيدي الكريم،الا تلتفت الى مرشحي البرلمان الجدد الذين يوزعون البطانيات الحمراء والصوبات الغازية في عز الصيف ولا واحد منهم ذكر ولو من باب “الحياء” هدفه في تخليص طلاب المدارس مما هم فيه.
الم تسمع بما هم فيه؟.
سنقول لك: التسرب اولا..كره المعلمين ثانيا..المناهج التي يقولون عنها انها ابرد من (… السقا) ثالثا. اما رابعة الاثافي فهي التسول واذا عرجت على المدن الاربعة المقدسة ستجدهم هناك يمدون اليك يدا تطلب دينارا او اثنين.
حين تفعل سيعطيك هؤلاء الطلاب كل محبتهم وسيقولون عنك ذات يوم انك انصفتهم في هذا الزمن الاغبر،والاروع من ذلك ستدخل الى قلوب العراقيين بعد ان تخرج من هذه الوزارة التي لم تدم لأحد.
انه حديث ذو شجون ولكن لابد من الاخرس ان يقول شيئا ولو بالاشارات.
فاصل انتخابي: تفاجا احد المهاجرين حديثا الى بلد من بلدان الكفار برسالة من لجنة الانتخابات تلزمه بدفع غرامة مالية لأنه لم يشارك في التصويت ..هذا المهاجر لم يعرف ان التصويت ضروري للمرة الاولى،بس المسكين حسباله الامور فلتانه مثل بلادنا المنتجة للبطانيات الحمراء.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.