القطيعة مع التراث

الشعوب العربية الإسلامية كلها إسلامية المذهب وأوروبية الهوى,ذلك أن أوروبا تحقق لهم أحلامهم وذواتهم,أما الاستلام فإنه bstoneيحبط كل تنمية شاملة,وأفضل طريقة لعلاج المسلمين المدمنين على الإسلام وعلى أوهام العرب والعروبة هي بتشكيل القطيعة مع التراث العربي والإسلامي, واللجوء إلى الفكر الإنساني المعاصر , وذلك لنتمكن من تحقيق النهضة لبلداننا المعاصرة, وأقترح أيضا إطلاق تسميات جديدة على العرب المعاصرين واستبدال كلمة الإسلام وخروجها من ذهن المتلقي, فيجب أن لا نقول حاليا(الدول العربية الإسلامية) بل الدول التقدمية مثل مجموعة النمور الآسيوية, ويجب أن نضع مصطلحات جديدة لحياتنا المعاصرة تنبع من روح انتمائنا غلى تمجيد الحاضر واستشراف المستقبل على ضوء عدة ركائز هامة أولها: أن نحدد تشريعات وقوانين مدنية معاصرة للزواج وللطلاق, واختراع مناهج تدريس حديثة ومعاصرة تهتم بالقضايا المعاصرة الإنسانية, وعدم جلب أي مادة من التراث العربي الإسلامي على اعتبار أنها مواد مجربة وكما يقول المثل(المُجربُ لا يُجرّبْ) مطلقا, فلقد جربنا المناهج والتراث العربي الإسلامي وهو تراث لم يورث لنا إلا قطع الرؤوس وتكميم الأفواه وسد الأفواه والآذان, يجب علينا أن نستنطق فكرا حداثيا معاصرة يهدف إلى ترقية الإنسان والعلو فيه عاليا فوق مستوى التراث العربي الإسلامي.

كما أقترح لنجاح العملية أن نستبدل الحروف العربية بحروف لا تينية أو بمعنى أدق أن نستبدل الحروف العربية بحروف إنكليزية وذلك لكي نضمن عملية القطيعة مع التراث نهائيا, وذلك لكي يتسنى حتى لطلاب المدارس أن يتعرفوا على نظريات جديدة ومتطورة في علم النفس التربوي والأخلاق بشكل خاص, وكذلك لكي يتعرفوا على مناهج جديدة لدراسة التاريخ وعلم الاجتماع, فالتاريخ وعلم الاجتماع هما من المواد والمناهج الأساسية التي لا تُدرس في الوطن العربي بالشكل الصحيح, وعلينا أن نقدم لطلاب المدارس نماذج من الأدباء الغربيين ونماذج من حياة المفكرين الغربيين النهضويين, وكل ذلك يجب أن يشتمل على مخرجات جديدة للتعليم نضمن بواسطتها تشكيل القطيعة مع التراث وعدم تدريس السيرة النبوية لطلاب المدارس والجامعات واستبدال السيرة النبوية بسيرة كبار الكتاب الغربيين والمفكرين الغربيين وذلك لكي يطلع المواطن العربي على حياة أناس جدد ملئوا الأرض بالعدل وبالفكر الإنساني الحر, وأن نستمد ثورتنا الجديدة من مناهج التدريس الغربية, وعدم تدريس الدين في المدارس واستبدال المنهج الديني بمناهج أخرى بديلة مثل المذاهب والمدارس الفلسفية القديمة والحديثة, وهنا فقط من الممكن لطالب المدرسة أن يكبر ويصبح مواطنا مدنيا عصرية يؤمن بأن هنالك الرأي والرأي الآخر, وهنالك أفكار إنسانية عظيمة ومفكرين عظماء جدا.

إن تجديد دمائنا وتحديثها وتحديث عروقنا التي تسري فيها الدماء يجب أن تمضي على قدمٍ وساق مع تشكيل القطيعة مع التراث العربي الإسلامي وتشكيل روابط من المحبة والصداقة مع الأفكار الإنسانية الحديثة وأنسنة حياتنا المعاصرة والنظر للإنسان على أساس أنه إنسان وليس على أساس أنه مسلم أو مسيحي, إنني أومن بأن المجرب لا يجرب نهائيا وقد انتهت مرحلة التجريب للفكر الإسلامي والعربي, 1500 عام تقربا ونحن نعيش مع هذا الفكر الذي لم يقدم لنا شيئا مهما ولم يحقق في العصور الحديثة أية نهضة فكرية أو اجتماعية ما عدى القتل والرجم وقطع الأيدي ونكاح الجواري وتعدد النساء للرجل ألواحد ولم تحقق الدول العربية الإسلامية لشعوبها أي نهضة بل على العكس تتراجع أوضاعنا للأسوأ ولا يوجد بيت عربي أو إسلامي إلا ونخره الجهل والفقر والتخلف,وتزدحم على أبواب السفارات الأجنبية الآلاف المؤلفة من العرب المسلمين وهم يحلموا بالعيش في أمريكيا أو السويد أو فرنسا,وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ضعف في الأداء العربي الإسلامي, فهذه الدول كلها فساد والعيش معها جحيم لا يطاق,ومن ناحية أخرى يدل على رغبة الناس بترك الدين الإسلامي, وحتى إن لم يقلها المسلمون فإن أفعالهم وهجراتهم لأوروبا تدل على أنهم مستاءون ومتضررون من الفكر والعقيدة الإسلامية.

About جهاد علاونة

جهاد علاونه ,كاتب أردني
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.