فالحياة موقف!

wafasultannewyorkأرسل لي اليوم صديق أمريكي رسالة تتضمن ستة قصص قصيرة…
يسعدني أن أترجمها لكم…
…..
* جرى اجتماع طارئ في أحد بيوت القرية من أجل صلاة الاستسقاء. طفل
ركض كي يحضر الإجتماع وببده مظلة (هذا هو الإيمان)

* أب ألقى ابنه عاليا في الهواء، والطفل يضحك من أعماقه لأنه يعرف أن والده سيلتقطه (هذه هي الثقة)

* ذهب شخص إلى النوم مساءا، وليس لديه برهان على أنه سيستيقظ في الصباح، ومع هذا ضبط المنبه كي يوقظه في ساعة معينة (هذا اسمه الأمل)

* خطط شخص لمشروع كبير، وليس لديه ذرة معرفة عمّا سيحدث في المستقبل (هذا اسمه إصرار)
….
* أحسّ شخص بمدى الألم وحجم الكوارث التي يعيشها العالم كله، لكنه تزوج ويخطط الآن لينجب أطفالا (هذا أسمه حب)
….
* رجل مسن ارتدى قميصا مكتوب عليه (أنا لست في الثمانين من عمري، أنا مراهق عمره 16 سنة يحمل خبرة عمرها 64 (هذا اسمه موقف ونظرة)
………….
ثم تابع صديقي قوله:
استمتعي بيوم جميل وعيشي حياتك بناءا على ماجاء في تلك القصص…
وختم رسالته بقوله:
عندما كنت صغيرا كنت أعتبر “قيلولة الظهيرة عقابا من والدي”، واليوم أعتبرها رحلة استجمام…..
************
قرأت رسالة صديقي وأنا استمتع هذا الصباح بنفجان قهوتي….
وبينما كنت غارقة في التفكير بحكمتها رأيت سيدة أمريكية تقترب من نافورة الماء أمامي ثم تغمض عينيها لثوانِ وتلقي قطعة نقدية في الماء!
تلك هي عادة الأمريكان، يلقون قطعا نقدية في الماء ويطلبون من الكون أن يحقق لهم أمنية مع كل قطعة…
فتحت حقيبتي واخرجت ـ أنا الأخرى ـ سنتا وأغمضت عيني وفكرت بأمنية عزيزة على قلبي….
ألقيت السنت وألقيت معه أمنية واحدة (أن تتحقق أمنية تلك السيدة)!
…..
لقد كانت الطريقة الوحيدة لأثبت فيها لنفسي أنني استفدت من الحكمة التي أرسلها لي صديق ألفرد….
فالحياة موقف!

About وفاء سلطان

طبيبة نفس وكاتبة سورية
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.