روبرت فيسك: مذبحة الارمن الكبرى‎

إعداد: أديب الأديب : مقكر حر

اطباء ارمن تم اعداهم في اسطنبول، الصورة موجودة في المتحف الارمني في القدس.

اطباء ارمن تم اعداهم في اسطنبول، الصورة موجودة في المتحف الارمني في القدس.

الارمن

مذبحة الارمن الكبرى‎

يوفينوغ ساليبيان التي تبلغ من العمر 100 سنة, هي إحدى السيدات الأرمنيات الناجيات من “حملة الإبادة الجماعية للأرمن” على يد العثمانيين- الاتراك, وتعتبر آخر شاهدة على رعب ومأساة الإبادة الجماعية للأرمن, حكت هذه المسنة الى صحيفة “الإنديبندنت” اللندنية, معاناة شعبها من همجية العثمانيين في قتل الاطفال والشيوخ والنساء, وذلك عبر كاتبها المثير للجدل “روبرت فيسك”, الذي التقى ساليبيان في كاليفورنيا وهي جالسة على كرسي متحرّك، حيث قال: “بانه ليس من السهل مقابلة شخص عاش خلال تلك الفترة, وأن ساليبيان كانت مجرد طفلة في الثالثة من عمرها حين تعرض الأرمن للإبادة الجماعية من قبل الأتراك”.

وقالت ساليبيان إن “الهولوكوست الأرمني واضح و شبيه بالهولوكوست اليهودي، و يجب التذكير به لأن الدولة التركية تنفي وتصرّ على عدم قيام الأمبراطورية العثمانية بإبادة مليون ونصف المليون من الأرمن منذ قرن تقريباً, منهم من قتلوارمياً بالرصاص وطعناً بالسكاكين وضرباً بالفؤوس كما ارسل الأطفال نحو الغابات في شمال سوريا حيث تم تجويعهم واغتصابهم وذبحهم, وأن والدها “آبوش آبوشيام ” كان له أصدقاء أتراك تربطه معهم مصالح تجارية، الأمر الذي شفع لأسرتها ولم يتم ترحيلها بادىء الأمر، إلا أنها تتذكر وهي في الثالثة من عمرها سماع صراخ وبكاء الأطفال الذين اقتيدوا حفاة الأقدام، وكان الجنود يضربونهم بالسياط لدفعهم للمغادرة, ثم بعد ذلك انفصلت عن عائلتها وتم نقلها إلى حلب ثم دمشق فبيروت.

ومن المعروف بان “المذبحة الارمنية أو الجريمة الكبرى”  في العام 1915، تم بها عمليات القتل المتعمد والمنهجي للسكان الأرمن من قبل الامبراطورية العثمانية خلال وبعد الحرب العالمية الأولى, حيث تم تم تنفيذ المجازر وعمليات الترحيل القسري بظروف صعبة هي بالاصل مصممة لتؤدي إلى وفاة المبعدين.

وتقول الابحاث التاريخية ان عدد الضحايا الأرمن تتراوح ما بين 1 مليون و 1.5 مليون نسمة، هذا عدى عن الضحايا من طوائف عرقية مسيحية  اخرى كالسريان والكلدان والآشوريين واليونانيين, والتي تندرج تحت نفس سياسية الإبادة التي انتهجتها الإمبراطورية العثمانية ضد الطوائف المسيحية.

ومن المؤسف أن الحكومة التركية وبعض المؤرخين الأتراك يشيرون إلى مقتل 300 ألف أرمني فقط، بينما تذكر صحيفة ” نيويورك تايمز” الصادرة في 15 ديسمبر/ كانون الأول عام 1915 أن ما يقارب المليون شخص قتلوا أو تم نفيهم على أيدي  الاتراك والتي ادت الى هجرة الأرمن إلى العديد من دول العالم من ضمنهم سوريا، لبنان، مصر والعراق.

 عندما احتل الإنكليز إسطنبول في 13 أكتوبر/ تشرين الثاني من سنة 1919, قبضوا على عدد من القادة الأتراك لمحاكمتهم غير أن معظم المتهمين تمكنوا من الهرب, ولم يتم إعدام سوى حاكم يوزغت الذي جرم بإبادة مئات الأرمن في بلدته.

حتى الآن اعتمدت 20 بلدا و 42 ولاية أميركية قرارات الاعتراف بالإبادة الأرمنية كحدث تاريخي, تمت به الإبادة الجماعية, الى جانب العدد من المنظمات الدولية مثل: الامم المتحدة، البرلمان الأوروبي، مجلس أوروبا، مجلس الكنائس العالمي، منظمة حقوق الإنسان، جمعية حقوق الإنسان التركية، ميركوسور، جمعية الشبان المسيحيين، واتحاد اليهود الاصلاحيين.

مواضيع ذات صلة:

مذبحة الارمن الكبرى1‎

مذبحة الأرمن الكبرى2

مذابح الأرمن

About أديب الأديب

كاتب سوري ثائر ضد كل القيم والعادات والتقاليد الاجتماعية والاسرية الموروثة بالمجتمعات العربية الشرق اوسطية
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.