رجل الألفية: بمناسبة الذكرى المائتين لميلاد كارل ماركس 1818-1883

بقلم الكاتب الروسي غيورغي تساغولوف
عن مجلة ليتراتورنيا غازيتا الروسية
ترجمة عادل حبه

غيورغي تساغولوف

عندما توفي كارل ماركس في 14 آذار 1883 ، حيث لم ينتظر عدة أسابيع كي يبلغ من العمر 65 عاماً، كتب صديقه فريدريك إنجلزالرثاء التالي: “أصبحت البشرية أقل برأس واحد ، هذا الرأس الذي يعد أهم ما تملكه البشرية الآن”. وفي مراسيم دفن الجنازة ، تنبأ إنجلز قائلاً : “إن اسمه ، ومأثرته ستبقى حية على مدى قرون”. وبدت مثل هذه التقييمات آنذاك مبالغ فيها. ولكن في خلال 100 عام ، اعترف نصف سكان الأرض تقريبا بالماركسية. وإلى الآن مازال تأثير ماركس هائلاً. فهل تخلت روسيا عن تعاليمه بالكامل وإلى الأبد؟

المال يلد المال

قبل ماركس، ساد الاعتقاد بأن الفكر والعقل هما اللذان يتحكمان بالعالم. ولكن ماركس غيّر هذه النظرة حول التاريخ، وأكسبه أساساً مادياً. ففي حياة المجتمعات، يحتل المجال الاقتصادي أهمية أكثر، إذ أن العلاقات التي تتبلور بين الأفراد في ميدان الإنتاج هي التي تحدد الأمور الأخرى. وإن تقدم القوى المنتجة هو محرك تطور البشرية. لقد اكتشف ماركس القانون الشامل لتناسب علاقات الإنتاج مع مستوى تطور القوى المنتجة. وهما يشكلان معاً اسلوب الإنتاج الذي يحدد البناء الفوقي للمجتمع ؛ أي السياسة والقانون والثقافة والأيديولوجيا والمؤسسات المناسب لها.
إن جوهر تاريخ البشرية، حسب ماركس، هو النظم الاجتماعية الاقتصادية المتغيرة باستمرار. لقد أصبحت هذه الفكرة الآن حقيقة معترف بها عالميا، ولكن اسم ماركس الذي اكتشف هذه الفكرة لا يذكر في كثير من الأحيان. وهذا ينطبق أيضا على العديد من القوانين الاقتصادية التي اكتشفها كارل ماركس.
في كلية الاقتصاد بجامعة موسكو ، حيث تلقيت الدراسة فيها، تم تدريس مادة الرأسمالية من قبل أناس على قدر كبير من المعرفة. كان والدي يتولى رئاسة قسم الاقتصاد السياسي لسنوات عديدة، الذي اذاع صيته كنابغة في هذا الميدان. ومازال يتذكر أولئك الذين استمعوا إلى محاضراته نيكولاي ألكسندروفيتش بالدفئ والامتنان. ذات مرة سألت والدي: “هل يمكن أن تصف لي بكامتين محتوى”الرأسمال”؟” وأجابني باختصار: “التغلب على البرجوازية”. وعلى ممر السنين أدركت: أن الطابع الطبقي هو العنصر الحاسم في الواقع ، على الرغم من أنه بعيد أن يكون العنصر الوحيد.
“إن الهدف النهائي لمؤلفي- كما كتب ماركس في مقدمته – إماطة اللثام عن القانون الاقتصادي لحركة المجتمع الحديث”، وإن هذا المجتمع “ليس من الكريستال الصلب، ولكنه كائن حي قادر على التغيير وفي عملية مستمرة من التغيير”. ولكن كيف ندرس هذا “الكائن الحي” الاجتماعي؟ “عند تحليل الأشكال الاقتصادية ،” يوضح العالم كارل ماركس أن “لا يمكنك استخدام المجهر أو الكواشف الكيميائية عند تحليل الأشكال الاقتصادية، بل يجب أن يحل محل كلاهما قوة التجريد “. وتتضمن منهجية ماركس الحركة من البسيط إلى المعقد ، ومن المجرد إلى الملموس.
يقدم ماركس تحليلاً دقيقاً “للخلية الاقتصادية للمجتمع البورجوازي” ، وهو الشكل السلعي لناتج العمل ، أو شكل قيمة السلعة. فالعمل في مثل هذه الظروف متناقض: فهو من ناحية ملموس ، ومن الناحية الأخرى مجرد. الأول يخلق قيمة استعمالية محددة ، والثاني يخلق قيمة السلعة. إن عصارة العمل المجرد يكمن في السلعة ويحدد المعايير الكمية للتبادل. ويوضح ماركس أيضا كيف أدى تبادل السلع إلى ولادة المال، وكيف بدأ يتحول إلى رأسمال – حالة جديدة نوعا ما – أي المال الذي يولد المزيد من المال. ومن هنا – فإن القانون الأساسي للرأسمالية – نظرية فائض القيمة ، تكشف جوهر الاستغلال.
وعلى عكس من سبقه ، اعتبر ماركس هذا النموذج مخفياً تحت غطاء العلاقات النقدية للسلع. تماماً فلا أحد يجبر أي شخص عند بيع وشراء السلع ، فالكل يفعل فعله في السوق. لكن الأمر ليس على هذه الشاكلة. فهناك سلعة خاصة في السوق – أي قوة العمل. ويتم تحديد قيمتها من خلال مقدار الفوائد الكمية الضرورية لبقاء الشغيل عبى قيد الحياة، والأقل من ذلك ما تستطيع هذه القيمة أن تؤمنه خلال عملية الاستعمال. وهذهالسلعة لا يمكن أن تختفي. حيث يجب بيعها في كل وقت ، لأنه من غير الممكن العيش بدون وسائل العيش.

ومشنقة ليست رهيبة

وهكذا ، لا يدفع الرأسمالي سوى جزء من عمل العامل، وفي بعض الأحيان جزء تافه. إن وجود العاطلين عن العمل يسمح لطبقة رجال الأعمال بتقليل الأجور وزيادة أرباحهم. وتؤدي المنافسة بين الرساميل إلى تركيزها وتمركزها. ولا يعرف الصراع العنيف من أجل الربح أية حدوداً له. ويستشهد ماركس بكلمات أحد الكتاب الإنجليز بأن الرأسمال الذي يربح بنسبة 100٪ “يدوس على جميع القوانين البشرية”، وإذا ما ترتفع النسبة إلى 300٪ فإنه يرتكب جرائم لا تخطر على بال أحد، حتى ولو كان تحت هول المشنقة. وهنا كيف لا تستطيع أن نتذكر عقد التسعينات في روسيا والتي اتسمت بنقض الشرعية!
لكن الرأسمالية تحفر قبرها. “فاحتكار الرأسمال يشكل قيوداً على اسلوب الإنتاج نفسه الذي ترعرع معها وفي ظلها. وإن تمركز وسائل الإنتاج والطابع الاجتماعي للعمل يصل إلى نقطة يصبح فيه غير منسجماً مع التقوقع الرأسمالي. وعندها ينفجر الوضع، وتدق ساعة الملكية الخاصة الرأسمالية “.
حلم الكثير من المفكرين (من توماس مور إلى نيكولاي تشيرنيشيفسكي) بمجتمع عادل ومنسجم حيث يعيش الجميع فيه بسعادة ورخاء. ولكن أفكارهم بدت طوباوية، لأن هؤلاء لم يعثروا على العوامل الموضوعية والذاتية لتحقيق هدفهم.

ولقد عثر ماركس على ذلك. فقد تضمن “البيان الشيوعي” تحذيراً يشير إلى أن: “هناك شبح يجول في أوروبا، شبح الشيوعية … ولترتعش الطبقات الحاكمة امام الثورة الشيوعية. وليس لدى البروليتاريين ما يخسرونه ، باستثناء قيودهم. وسيحصلون على العالم كله “. هذه الأفكار واكبت ماركس طوال حياته. وتنص مؤلفاته الاقتصادية السياسية على توضيح مفصل للاشتراكية. واعتقد ماركس أنه مع تفاقم التناقضات الأساسية للرأسمالية ، تبرز طبقة عاملة منظمة قادرة على أن تجعل شكل الإنتاج يتوافق مع طابعها. كما إن الديمقراطية البرلمانية تسمح بتطور الوعي السياسي للبروليتاريا ، وهي ضرورية لتحقيق الثورة. بعد وصول الطبقة العاملة إلى السلطة بطريقة ديمقراطية، وينبغي على معظم الناس ترديد شكرها إلى “سلطة البروليتاريا”، التي تهدف إلى تدمير الجهاز القمعي القديم. وهذا يفتح الطريق أمام مجتمع ذي نظام أرقى ، حيث “ستصبح التنمية المجانية للجميع شرط التطور الحر للجميع”. في هذه الحالة، فإن الثورات نفسها ماهي إلاّ قابلات التاريخ ، “تسهيل لمخاض الولادة.”
واعتبر ماركس أنه في البلدان التي تنعدم فيها الديمقراطية والرأسمالية المتطورة (كما هو الحال في روسيا)، فلا تحرز الثورة الاشتراكية الظفر إذا لم تتطور الثورة على النطاق العالمي.

يوم جرّاء العربدة

ولد ماركس في 5 مايو 1818 في مدينة ترير الألمانية ، في مقاطعة الراين، بروسيا في ذلك الوقت. على الرغم من أنه قد أطلق على كتاب “الرأسمال” صفة “الكتاب المقدس للطبقة العاملة” ، فإن مؤلفها قد انحدر من عائلة بورجوازية يهودية. والده كان رئيس نقابة المحامين في مدينة ترير، هنري (هيرشل) ماركس . وتضم عائلته العديد من الحاخامات من أصحاب مزارع الكروم. الأم يهودية هولندية،
Henrietta Pressbur
وهي أيضاً من عائلة الحاخامات.
درس كارل بامتياز في الجمنازيوم ، حيث أظهر قدرات متميزة في مجموعة واسعة من المجالات، وكان يقرأ بلهف . ووبرز نضوجه في مقالته المبكر “تأملات من الشباب في اختيار المهنة”، حيث أشار: “إذا كان الفرد يعمل فقط لنفسه، فمن الممكن أن يصبح عالماً مشهوراً، أو حكيماً عظيماً، أو شاعراً ممتازاً، إلاّ أنه لا يمكن أبدا أن يصبح أنساناً متكاملاً وعظيماً بحق…”.
عندما بلغ ماركس سن السابعة عشر من العمر، وبناء على نصيحة والده، دخل كلية الحقوق في جامعة بون، حيث اجنذبته جدلية هيغل المثالية، التي كانت تهيمن على الفلسفة الألمانية. وفي شهادة ثناء له عند إتمام الدورة الأولى قيل ” أنه قد قبع في السجن لمدة يوم واحد بتهمة العربدة والسكر في الليل”. وعندما علم والده بهذا الأمر، قرر نقله إلى جامعة برلين ، حيث بدا له أنه: “كانت هناك عدد أقل من الإغراءات خارج مقاعد الدراسة”.

نيكولاي الأول ضد ماركس

عندما بلغ سن الثالثة والعشرين ، حصل كارل ماركس على شهاة الدكتوراه في الفلسفة، وشارك في “نادي البرفسوريين” الذي يضم الهيغليين الشباب المتطرفين. ثم سرعان ما توجه إلى بون ، حيث كان ينوي العمل في الجامعة ، لكنه لم يتسن له ذلك، وبدأ بالتعاون مع صحيفة “الراين” في كولونيا. في رسالة كتبها صاحب الصحيفة
M.Hess
إلى صديق له جاء فيها: “الدكتور ماركس – هذا هو اسم معبود الجاهير – إنه شاب صغير. وهو الذي سيوجه الضربة القاضية إلى دين العصور الوسطى وسياستها. إنه يجمع بين عمق الجدية الفلسفية ويقرنها بأعلى ملامح الذكاء؛ تخيل روسو، وفولتير، وهولباخ، وليسينغ، وهاينه وهيغل، وقد اندمجوا معا في شخص واحد – أقول اتحدوا وليس اختلطوا – هذا هو الدكتور ماركس “.
وسرعان ما تم تعيبن “معبود الجاهير” رئيساً لتحرير الصحيفة. واثر ذلك تضاعف ثلاث مرات عدد المشتركين في الصحيفة، كما سعى العديد من الكتاب إلى النشر فيها، بما في ذلك فريدريش إنجلز – وهو ابن صاحب مصنع ومثقف، حيث سبق لماركس أن تعرف عليه في برلين. عرف فريدريش جيداً وضع الطبقة العاملة في إنجلترا ، وعلى غرار ماركس امتلك ناصية عدة لغات أجنبية وكان مولعاً بالفلسفة. ونما التعارف بينهما ليرتقي إلى صداقة حميمة.
وفي أثناء العمل على كتابة أحدى المقالات المتعلقة بالمشاكل القانونية ، اكتشف ماركس أن معرفته بالاقتصاد السياسي كانت سطحية، وقرر أن يغنيها. وهكذا سيصبح الاقتصاد السياسي المجال الأساسي لتطبيق مهاراته، والذي سيخلق فيه ثورة علمية أصبحت الأساس نظرة ثورية جديدة للعالم.
بعض مواطنينا يبدون جزئيا شكوكهم تجاه ماركس في أنه “لا يحب الروس”. وهذا ليس صحيحاً على الإطلاق – فماركس لم يعجب النظام الملكي. ففي مقالة نشرها في “الصحيفة الراينية” في الرابع من كانون الثاني عام 1843 ، وصف ماركس روسيا القيصرية بأنها الدعامة الأساسية للديكتاتوريات الأوروبية. وعندما علم القيصر الروسي نيقولا الأول عن تلك المقالة، طلب من حليفه البروسي أن “يراقب” الصحافة بشكل أفضل. وعندها أمر الملك فريدريك ويليام الرابع بإغلاق هذا المنشور.
وبالإضافة إلى نشاط ماركس في حملات الخبز، فكان أكثر نشاطاً في العديد من المطبوعات، لوكانت وجهات نظره أكثر راديكالية. وعند استشعاره بخطر الاعتقال، انتقل المعارض كارل ماركس في خريف عام 1843 إلى فرنسا ، لكنه طُرد منها في عام 1849 ، وانتقل ماركس إلى لندن. حيث سيقضي هناك بقية حياته.

في ظروف العوز

لقد كان من الصعب للغاية على كارل ماركس خوض عالم الهجرة. وفي الهجرة استطاع ماركس وعائلته امرار قوتهم في الأساس بفضل الدعم المالي الذي قدمه إنجلز، والميراث الشحيح، والأرباح العرضية من عوائد كتابة المقالات في الصحف ، والعوائد الهزيلة من نشر الكتب. وفي أحد رسائله يكتب ماركس هذه السطور: “زوجتي مريضة. ابنتي جيني مريضة. ليس لدي نقود للطبيب أو الدواء. في غضون 8-10 أيام أكلت الأسرة فقط الخبز والبطاطس … نحن مدينون لدف ايجار الشقة. لم ندفع للخباز الحساب ، وكذا الحال بالنسبة لبائع الخضار وبائع الحليب وتاجر الشاي والجزار”. وعندما حاول ماركس بيع قدرمن الحلى الفضية التي بحوزة الأسرة، ولكن الشرطة اعتقلته واشتبهوا في سرقته. كان على جيني أن تثبت العكس وتخرج الزوج. لقد كان سوط الفقر حاداً جداً لدرجة أن الأمراض قد فتكتك في سن مبكرة بأفراد من الأسرة ، مات ثلاثة من أطفالهما.

كارل ماركس ( من اليسار) وصديقه فردريش انجلز ( من اليمين) مع بنات ماركس الثلاث

وعلى الرغم من كل ذلك، فإن ماركس لم يتخل عن صياغة نظريته الاقتصادية. فقد كان يقضي جل الوقت في مكتبة المتحف البريطاني، حيث أتقن العديد من العلوم الأخرى وتعرف على مواد واقعية ضخمة. وفي عام 1864 ، قام بتنظيم “رابطة العمال الدولية” ، التي سميت فيما بعد بالأممية الأولى. وفي وقت لاحق، نشأت خلافات حادة بين ماركس وقائد الفوضويين في روسيا ميخائيل باكونين. وفي جداله مع ماركس وأنصار الديكتاتورية الثورية ، أعلن باكونين: “إذا أخذنا أكثر الثوريين حماسة وأعطوه سلطة مطلقة ، فعندئذ سيتحول الحال في سنة إلى أسوء من حكم الملك نفسه”. بعد فترة تم طرد باكونين والفوضويين من المنظمة. ومع ذلك ، وفي مقال كتبه تحت عنوان”علاقاتي مع ماركس” في وقت لاحق، أشار باكونين إلى أن “ماركس بتحلى بعقل عظيم وهو عالم بكل سعة وجدية هذه الكلمة. ويضيف باكونين، إن ماركس كرس بحماس كل جهده لقضية البروليتاريا ، وقدم كل حياته لخدمة هذه القضية”.

انتصار وتقديس

على الرغم من أن اسم ماركس كان معروفا على نطاق واسع خلال فترة حياته، إلا أن الانتصار الحقيقي له جاء في وقت لاحق. وهكذا انجذب العديد من المعجبين إلى انجلز، بما في ذلك من روسيا. واضطر مؤسس الماركسية الروسية جيورجي بليخانوف إلى الهجرة صوب أوروبا، وترجم إلى الروسية بيان الحزب الشيوعي وبعض الأعمال الأخرى لماركس وإنجلز.
كان الديمقراطيين الاشتراكيين الألمان من بين الذين تطوع لتقديم المساعدة إلى إنجلز في العمل على مخطوطات ماركس، ومنهم إدوارد بيرنشتاين وكارل كاوتسكي. وأخذت دائرة الماركسيين الثوريين تتسع باستمرار. ففي ألمانيا، نشير إلى روزا لوكسمبورغ وكارل ليبكنخت ، وفي روسيا – لينين ومارتوف وتروتسكي. وفي خضم ذلك بدأ الاحتكاك والصراع. وقام البعض بتوجيه الاتهامات للآخرين وتشويه تعاليم ماركس. وظهرت مفردات التأنيب والاتهام بـ “الإصلاحية” و “التحريفية” و “الانتهازية” و “الردة”، وما إلى ذلك. وخلال حياة ماركس، وعندما علم بكيفية تفسير افكاره من قبل ممثلي حزب العمال الفرنسي، اشار ماركس إلى أن: “هناك شيء واضح، وهو أنني شخصياً لست ماركسيا”.
لقد اندلع صراع حاد بشكل خاص بين مؤيدي تعاليم ماركس في روسيا. لقد عارض ماركس مراراً “شيوعية الثكنات”، ووقف ضد الثورات المبكرة. وهذا ما يُشار إليه باستمرار من قبل بليخانوف ومارتوف. لقد اعتقد لينين أنه بسبب التطور غير المتوازن للرأسمالية في عصر الإمبريالية، يمكن للثورة أن تنجح في أضعف حلقاتها، التي اعتبرها روسيا.
أدت الحرب العالمية الأولى إلى تفاقم الوضع، مما أدى إلى سقوط النظام الملكي الروسي، ثم اندلاع ثورة أكتوبر. ورافق تنفيذ المشروع الاشتراكي في “الحلقة الضعيفة” ممارسات وحشية وانتهاك الحريات الأساسية، وهي ممارسات لا تنسجم مع الخزين الأيديولوجي لماركس. وتلى ذلك طغت بيروقراطية الحزب والدولة على الماركسية إضافة إلى ضرورات حماية مصالح الطبقة العاملة والشغيلة من التهديدات الداخلية والخارجية.
وهكذا نمت وتعززت الايديولوجيا في الاتحاد السوفياتي. واتخذت الماركسية مظهر اللينينية ولاحقاً الستالينية. وتغلغل الاتجاه مناهض للرأسمالية الطبقية في المؤلفات العلمية والأدبية. تحولت الاقتباسات المستنسخة من أعمال ماركس إلى أقراص دوائية. واستبدلت الماركسية في المؤسسات العلمية بقانون رباني وأصبحت عقيدة إيمانية. وتحول ماركس إلى طوباوي.
بعد الحرب العالمية الثانية، واصلت الماركسية مسيرتهه المظفرة لتتحول إلى نظام اشتراكي عالمي. أصبحت الماركسية جذابة أيضا على النطاق الخارجي، وظهرت بلدان “التوجه الاشتراكي”. وهكذا أقدم الغرب الرأسمالي على تقديم تنازلات للشعب العامل وأخذ يستوعب عدداً من عناصر التخطيط الاقتصادي من أجل للتخفيف من الأزمات الاجتماعية بشكل ملحوظ.
في الشرق ، توفر للماركسية فرصة تغلغل حقيقي في الصين عام 1949. وبقي ماو تسي تونغ وبعد وفاة ستالين وفيا لأساليبه القاسية. ولم تكن “الثورة الثقافية” (1966-1976) أقل شأناً من تكشيرة للقوة السوفياتية في الثلاثينيات. وتقدم كيم ايل سونغ ليزيح الستار عن كاريكتير آخر للماركسية في كوريا الشمالية ممثلاً في “جوتشي”، وسار على الطريق الدموي بول بوت في بدعة الخمير الحمر في كمبوديا.

.
إنه توقع ذلك

لايمكن للأفكار الأساسية لماركس أن تتتعرض للشيخوخة. إنها أفكار خالدة ، شأنها في ذلك شأن اكتشافات أرخميدس وكوبرنيكوس وغاليليو وجيوردانو برونو. فما زالت رايات الماركسية ترفع من قبل قادة الصين وفيتنام وكوبا. وفي خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الاتحاد الروسي، شارك ثلاثة مرشحين شيوعيين أو من هم على صلة بهم من بين المرشحين الثمانية.
وتتأكد الأفكار الرئيسية لتعاليم ماركس. فالرأسمال العالمي يستمر في استغلال العالم. وتتحدث الثورة البرتقالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والأحداث في أوكرانيا وسوريا عن العدوان والأطماع الاستعمارية الجديدة للغرب، وخاصة من قبل الكتلة الأنجلوسكسونية، مما يشكل تهديداً لمصير العالم. كما تتعرض روسيا لضغوط خاصة، لأن واشنطن ولندن لا تود أن ترى روسيا تحقق طموحها في التطوير الذاتي والخروج عن المسار الذي حدد لها كتابع لهما وكمصدر لسوق المواد الخام.
أما فيما يتعلق بالعقوبات المفروضة علينا، فإن مفتري الأوليغارشية يحاولون انقاذ أصحابها من الضربة. وهم يجادلون بأن لا ينبغي أن يتعرض أصحاب المليارات للأضرار جراء سوء الحسابات السياسية، ولا يسمح بإتخاذ إجراءات التأميم دون “تعويض عادل” ، وليس عبر “المصادرة”. لماذا يتناسى البعض بطريقة أو بأخرى أن ملكية الاوليغارشية تعود إلى “مزادات الرهن العقاري” التي جرت في التسعينيات من القرن الماضي ، إضافة إلى الطرق الملتوية المشابهة لتصفية ممتلكات الشعب للاتحاد السوفياتي السابق. جرى الحديث مرارا حول تأميم الخسائر بهدف خصخصة الأرباح لاحقا. وبهذا فإن العقوبات تمس مصالح الشعب ، أما الفئة الاوليجاركية فتحصل عادة على المساعدات والدعم من الحكومة المقربة منها. إذن إن أفكار ماركس تؤكدها حقائق الواقع الروسي المعاصر.

اعادة العبقري!

وفقا لدراسة استطلاعية أجرتها هيئة الإذاعة البريطانية في أواخر عام 1999 في عشية الألفية الجديدة ، جرى الأعتراف بأن ماركس يعد أعظم مفكر في الألفية الماضية ، تماماً كما جرى التقدير لألبرت أينشتاين صاحب النظرية النسبية وإسحاق نيوتن صاحب قانون الجاذبية وتشارلز داروين صاحب الأفكار حول أصل الأنواع والإنسان. وبمقدار ما يقترن العقل عند ماركس بالوجدان ونكران الذات، فمن الممكن تسمية ماركس كإنسان الألفية.
تؤكد الكتب المدرسية وبرامج المعاهد الرائدة في العالم ومنظمات الأبحاث في جامعة كولومبيا في نيويورك
Open Syllabus Project
أن: أعمال ماركس تحتل المركز الثالث في الجامعات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا واستراليا ونيوزيلندا. كما يحتل ماركس من بين الأمريكيين وعلماء الاجتماع الآخرين في الغرب، كقاعدة عامة ، مقاماً متقدماً ليتبوء المركز الأول. وتشير صحيفة الغارديان الإنجليزية إن: “الحقيقة المذهلة في عصرنا مع كوارثه الاقتصادية هي إحياء الاهتمام بماركس والتعاليم الماركسية. إذ يزداد حجم مبيعات مؤلفات ماركس في الاقتصاد السياسي “الرأسمال”. ويتجدد الاهتمام بالماركسية، وخاصة بين أوساط الشباب، ويرجع ذلك إلى حقيقة أن ماركس وفّر الأدوات لتحليل الرأسمالية، وعلى وجه الخصوص أزمات الرأسمالية. وتعد الماركسية بالنسبة للشباب تعاليم نقية ، فهم لا يربطونها بالگولاگ*”.
لقد استبدلنا تأليه ماركس السابق بأسطورة وجهت اللعنة له. فاختفى اسمه من المناهج الدراسية للجامعات الروسية، ويتم التستر على أفكاره . لقد بذل الليبراليون المحليون ومن ورائهم أقطاب الرأسمال كل ما هو ممكن لتحقيق هذه الغاية. ولكن ألم يحن الوقت أخيراً ، لإعادة رجل الألفية إلى مكانه اللائق؟

لحية “عبدة الشيطان”

لم يعد انتقاد ماركس والماركسية اللعبة المفضلة الوحيدة التي يمارسها الليبراليون في روسيا. فمن سوء الحظ فهناك ما يكفي بدونهم. إنهم يرددون: إن أطفال ماركس يتعرضون للعقاب جراء أفعاله. “في بعض الأحيان يبدو أن ماركس كان تراوده الشياطين ،” كما يشير روبرت باين أحد كتاب السيرة الذاتية البريطاني. “كانت لديه رؤية شيطانية للعالم والغضب الشيطاني”. في كتاب، “كان هل كارل ماركس شيطانية؟” لزميله الأمريكي ريتشارد آورمبراند يشير إلى إمكانية وجود علاقات ماركس مع طائفة تآمرية، ومن بين الأدلة هو “طريقة عنايته بلحية كثيفة”. كل هذا ، بالطبع ، هراء في هراء.
بغض النظر عن مدى صعوبة ، وربما مأساوية حياته الشخصية ، إلاّ أنه كان رجلاً سعيداً. كما قأشار أحدهم: لقد فعل كل ما بوسعه، والبقية تقع على عاتق البشرية. لقد اعترف هو نفسه بأنه لم تكن أية خصلة إنسانية غريبة عنه. كان لدى ماركس ابن غير شرعي من هيلين دلموت، الخادمة. ولتفادي الخلاف في أسرة تشارلز، أخذ إنجلز الطفل ، وأعلن إنه والده ، وأودعه عند عائلة لتتولى رعايته.
________________________________________________________
*جيورجي نيقولايفيتش تسوغولوف، ولد في 11 أيلول عام 1941، اقتصادي سوفييتي وروسي، صحفي، وطنور في العلوم الاقتصادية، وبرفسور في الجامعة العالمية في موسكو وأكاديمي في الأكاديمية الأوربية للأمن والصراعات الدولية، وعضو في عدد من الأكاديميات، وعضو اتحاد الكتاب الروس وحائز على جوائز أدبية.
**الگولاگ هي معسكرات الاعتقال التي انشأت في العهد الستاليني في الاتحاد السوفييتي.

About عادل حبه

عادل محمد حسن عبد الهادي حبه ولد في بغداد في محلة صبابيغ الآل في جانب الرصافة في 12 أيلول عام 1938 ميلادي. في عام 1944 تلقى دراسته الإبتدائية، الصف الأول والثاني، في المدرسة الهاشمية التابعة للمدرسة الجعفرية، والواقعة قرب جامع المصلوب في محلة الصدرية في وسط بغداد. إنتقل الى المدرسة الجعفرية الإبتدائية - الصف الثالث، الواقعة في محلة صبابيغ الآل، وأكمل دراسته في هذه المدرسة حتى حصوله على بكالوريا الصف السادس الإبتدائي إنتقل إلى الدراسة المتوسطة، وأكملها في مدرسة الرصافة المتوسطة في محلة السنك في بغداد نشط ضمن فتيان محلته في منظمة أنصار السلام العراقية السرية، كما ساهم بنشاط في أتحاد الطلبة العراقي العام الذي كان ينشط بصورة سرية في ذلك العهد. أكمل الدراسة المتوسطة وإنتقل إلى الدراسة الثانوية في مدرسة الأعدادية المركزية، التي سرعان ما غادرها ليكمل دراسته الثانوية في الثانوية الشرقية في الكرادة الشرقية جنوب بغداد. في نهاية عام 1955 ترشح إلى عضوية الحزب الشيوعي العراقي وهو لم يبلغ بعد الثامنة عشر من عمره، وهو العمر الذي يحدده النظام الداخلي للحزب كشرط للعضوية فيه إعتقل في موقف السراي في بغداد أثناء مشاركته في الإضراب العام والمظاهرة التي نظمها الحزب الشيوعي العراقي للتضامن مع الشعب الجزائري وقادة جبهة التحرير الجزائرية، الذين أعتقلوا في الأجواء التونسية من قبل السلطات الفرنسية الإستعمارية في صيف عام 1956. دخل كلية الآداب والعلوم الكائنة في الأعظمية آنذاك، وشرع في تلقي دراسته في فرع الجيولوجيا في دورته الثالثة . أصبح مسؤولاً عن التنظيم السري لإتحاد الطلبة العراقي العام في كلية الآداب والعلوم ، إضافة إلى مسؤوليته عن منظمة الحزب الشيوعي العراقي الطلابية في الكلية ذاتها في أواخر عام 1956. كما تدرج في مهمته الحزبية ليصبح لاحقاً مسؤولاً عن تنظيمات الحزب الشيوعي في كليات بغداد آنذاك. شارك بنشاط في المظاهرات العاصفة التي إندلعت في سائر أنحاء العراق للتضامن مع الشعب المصري ضد العدوان الثلاثي الإسرائيلي- الفرنسي البريطاني بعد تأميم قناة السويس في عام 1956. بعد انتصار ثورة تموز عام 1958، ساهم بنشاط في إتحاد الطلبة العراقي العام الذي تحول إلى العمل العلني، وإنتخب رئيساً للإتحاد في كلية العلوم- جامعة بغداد، وعضواً في أول مؤتمر لإتحاد الطلبة العراقي العام في العهد الجمهوري، والذي تحول أسمه إلى إتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية. وفي نفس الوقت أصبح مسؤول التنظيم الطلابي للحزب الشيوعي العراقي في بغداد والذي شمل التنظيمات الطلابية في ثانويات بغداد وتنظيمات جامعة بغداد، التي أعلن عن تأسيسها بعد إنتصار الثورة مباشرة. أنهى دراسته الجامعية وحصل على شهادة البكالاريوس في الجيولوجيا في العام الدراسي 1959-1960. وعمل بعد التخرج مباشرة في دائرة التنقيب الجيولوجي التي كانت تابعة لوزارة الإقتصاد . حصل على بعثة دراسية لإكمال الدكتوراه في الجيولوجيا على نفقة وزارة التربية والتعليم العراقية في خريف عام 1960. تخلى عن البعثة نظراً لقرار الحزب بإيفاده إلى موسكو-الإتحاد السوفييتي للدراسة الإقتصادية والسياسية في أكاديمية العلوم الإجتماعية-المدرسة الحزبية العليا. وحصل على دبلوم الدولة العالي بدرجة تفوق بعد ثلاث سنوات من الدراسة هناك. بعد نكبة 8 شباط عام 1963، قرر الحزب إرساله إلى طهران – إيران لإدارة المحطة السرية التي أنشأها الحزب هناك لإدارة شؤون العراقيين الهاربين من جحيم إنقلاب شباط المشؤوم، والسعي لإحياء منظمات الحزب في داخل العراق بعد الضربات التي تلقاها الحزب إثر الإنقلاب. إعتقل في حزيران عام 1964 من قبل أجهزة الأمن الإيرانية مع خمسة من رفاقه بعد أن تعقبت أجهزة الأمن عبور المراسلين بخفية عبر الحدود العراقية الإيرانية. وتعرض الجميع إلى التعذيب في أقبية أجهزة الأمن الإيرانية. وأحيل الجميع إلى المحكمة العسكرية في طهران. وحكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات، إضافة إلى أحكام أخرى طالت رفاقه وتراوحت بين خمس سنوات وإلى سنتين، بتهمة العضوية في منظمة تروج للأفكار الإشتراكية. أنهى محكوميته في أيار عام 1971، وتم تحويله إلى السلطات العراقية عن طريق معبر المنذرية- خانقين في العراق. وإنتقل من سجن خانقين إلى سجن بعقوبة ثم موقف الأمن العامة في بغداد مقابل القصر الأبيض. وصادف تلك الفترة هجمة شرسة على الحزب الشيوعي، مما حدى بالحزب إلى الإبتعاد عن التدخل لإطلاق سراحه. وعمل الأهل على التوسط لدى المغدور محمد محجوب عضو القيادة القطرية لحزب البعث آنذاك، والذي صفي في عام 1979 من قبل صدام حسين، وتم خروجه من المعتقل. عادت صلته بالحزب وبشكل سري بعد خروجه من المعتقل. وعمل بعدئذ كجيولوجي في مديرية المياه الجوفية ولمدة سنتين. وشارك في بحوث حول الموازنة المائية في حوض بدره وجصان، إضافة إلى عمله في البحث عن مكامن المياه الجوفية والإشراف على حفر الآبار في مناطق متعددة من العراق . عمل مع رفاق آخرين من قيادة الحزب وفي سرية تامة على إعادة الحياة لمنظمة بغداد بعد الضربات الشديدة التي تلقتها المنظمة في عام 1971. وتراوحت مسؤولياته بين منظمات مدينة الثورة والطلبة وريف بغداد. أختير في نفس العام كمرشح لعضوية اللجنة المركزية للحزب إستقال من عمله في دائرة المياه الجوفية في خريف عام 1973، بعد أن كلفه الحزب بتمثيله في مجلة قضايا السلم والإشتراكية، المجلة الناطقة بإسم الأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية، في العاصمة الجيكوسلوفاكية براغ. وأصبح بعد فترة قليلة وفي المؤتمر الدوري للأحزاب الممثلة في المجلة عضواً في هيئة تحريرها. وخلال أربعة سنوات من العمل في هذا المجال ساهم في نشر عدد من المقالات فيها، والمساهمة في عدد من الندوات العلمية في براغ وعواصم أخرى. عاد إلى بغداد في خريف عام 1977، ليصبح أحد إثنين من ممثلي الحزب في الجبهة التي كانت قائمة مع حزب البعث، إلى جانب المرحوم الدكتور رحيم عجينة. وأختير إلى جانب ذلك لينسب عضواً في سكرتارية اللجنة المركزية ويصبح عضواً في لجنة العلاقات الدولية للحزب. في ظل الهجوم الشرس الذي تعرض له الحزب، تم إعتقاله مرتين، الأول بسبب مشاركته في تحرير مسودة التقرير المثير للجنة المركزية في آذار عام 1978 وتحت ذريعة اللقاء بأحد قادة الحزب الديمقراطي الأفغاني وأحد وزرائها( سلطان علي كشتمند) عند زيارته للعراق. أما الإعتقال الثاني فيتعلق بتهمة الصلة بالأحداث الإيرانية والثورة وبالمعارضين لحكم الشاه، هذه الثورة التي إندلعت ضد حكم الشاه بداية من عام 1978 والتي إنتهت بسقوط الشاه في شتاء عام 1979 والتي أثارت القلق لدي حكام العراق. إضطر إلى مغادرة البلاد في نهاية عام 1978 بقرار من الحزب تفادياً للحملة التي أشتدت ضد أعضاء الحزب وكوادره. وإستقر لفترة قصيرة في كل من دمشق واليمن الجنوبية، إلى أن إنتدبه الحزب لإدارة محطته في العاصمة الإيرانية طهران بعد إنتصار الثورة الشعبية الإيرانية في ربيع عام 1979. وخلال تلك الفترة تم تأمين الكثير من إحتياجات اللاجئين العراقيين في طهران أو في مدن إيرانية أخرى، إلى جانب تقديم العون لفصائل الإنصار الشيوعيين الذين شرعوا بالنشاط ضد الديكتاتورية على الأراضي العراقية وفي إقليم كردستان العراق. بعد قرابة السنة، وبعد تدهور الأوضاع الداخلية في إيران بسبب ممارسات المتطرفين الدينيين، تم إعتقاله لمدة سنة ونصف إلى أن تم إطلاق سراحه بفعل تدخل من قبل المرحوم حافظ الأسد والمرحوم ياسر عرفات، وتم تحويله إلى سوريا خلال الفترة من عام 1981 إلى 1991، تولى مسؤلية منظمة الحزب في سوريا واليمن وآخرها الإشراف على الإعلام المركزي للحزب وبضمنها جريدة طريق الشعب ومجلة الثقافة الجديدة. بعد الإنتفاضة الشعبية ضد الحكم الديكتاتوري في عام 1991، إنتقل إلى إقليم كردستان العراق. وفي بداية عام 1992، تسلل مع عدد من قادة الحزب وكوادره سراً إلى بغداد ضمن مسعى لإعادة الحياة إلى المنظمات الحزبية بعد الضربات المهلكة التي تلقتها خلال السنوات السابقة. وتسلم مسؤولية المنطقة الجنوبية حتى نهاية عام 1992، بعد أن تم إستدعائه وكوادر أخرى من قبل قيادة الحزب بعد أن أصبح الخطر يهدد وجود هذه الكوادر في بغداد والمناطق الأخرى. إضطر إلى مغادرة العراق في نهاية عام 1992، ولجأ إلى المملكة المتحدة بعد إصابته بمرض عضال. تفرغ في السنوات الأخيرة إلى العمل الصحفي. ونشر العديد من المقالات والدراسات في جريدة طريق الشعب العراقية والثقافة الجديدة العراقية والحياة اللبنانية والشرق الأوسط والبيان الإماراتية والنور السورية و"كار" الإيرانية ومجلة قضايا السلم والإشتراكية، وتناولت مختلف الشؤون العراقية والإيرانية وبلدان أوربا الشرقية. كتب عدد من المقالات بإسم حميد محمد لإعتبارات إحترازية أثناء فترات العمل السري. يجيد اللغات العربية والإنجليزية والروسية والفارسية. متزوج وله ولد (سلام) وبنت(ياسمين) وحفيدان(هدى وعلي).
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.