دمعة يذرفها الإنسان عند الإحساس بعدم الأمان تبدأ في اللحظة التي تلي قطع الحبل السري

ذرفت أمه دمعة، وقصّ والده الحبل السري أمّا هو فصرخ معلنا بدء الحياة! غدا سنحتفل بالذكرى الرابعة لمولد بنجامين…
*********
كل عام أراقب تلك اللحظة وسؤال يحيرني: لماذا نصرخ عندما يُقطع حبلنا السري؟ ليس هذا وحسب، بل نظل نصرخ مدى الحياة بسبب ذلك الإنفصال!
……..
لا أتصور أن دمعة يذرفها الإنسان إلا عند الإحساس بعدم الأمان، هذا الإحساس الذي يبدأ في اللحظة التي تلي قطع الحبل السري..
…..
تسعة أشهر نكتسب خلالها أقوى علاقة انتماء في تاريخ الحياة، وبلحظة واحدة نخسر هذا الإنتماء، فنعيش حياتنا كلها بحثا عنه… نتوهم أنه في الإنتماء إلى العائلة…أو إلى العشيرة….أو إلى القبيلة أو إلى الوطن…. لنكتشف في كل لحظة صدق مع أنفسنا أننا نتوهم!
…..
لا شيء يمكن أن يعيدنا إلى أرحام أمهاتنا إلاّ قناعة مطلقة أنني ننتمي إلى الكون… وكل شيء فيه هو امتداد لذلك الحبل الذي قطعناه… تلك القناعة كفيلة بأن تبدد مخاوفنا… وتزرع فينا قوة الإنتماء… وتخفف عنا وحشة الحياة!
……
قالت سيدة أمريكية في الخامسة والسبعين من عمرها: (عندما أعرف أن أجسادنا تتشكل في تسعة أشهر لا أستغرب لماذا احتجت إلى خمسة وسبعين عاما كي أبلور روحي!) فبناء الروح أصعب وأشد إيلاما… نعم، تحتاج إلى كل يوم من حياتك لتبلور روحك وتجعلها أكثر شفافية.. وحده الإنتماء إلى الكون بلا تحفظ يساعدك على ان تكون شفافا ونظيفا من كل شائبة… ويساعدك على أن تشعر بحقيقة الإنتماء!

wafasultan2015

About وفاء سلطان

طبيبة نفس وكاتبة سورية
This entry was posted in الأدب والفن, يوتيوب. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.