داعش الاسلامية العظمى ..! غزوان قرنفل

daiishkhalifacaricateurcharlieتعثرت فيما كنت أسبر منحدرات الـ ” فيس بوك ” بخبر استفزني وهيّج ملكاتي العقلية المتواضعة نشرته وكالة أنباء الأناضول يتضمن تصريحا لأحد كبار القادة العسكريين الأمريكيين عن تمكن ” داعش ” من اختراق وقرصنة موقعي القيادة المركزية للقوات الأمريكية على ” تويتر ” و ” يوتيوب ” !!!
الداعشيون اذا ليسوا مجرد أجلاف كما خيّل لعقولنا القاصرة ، بل هناك منهم من يتقن لغة العصر ويتعامل مع أدواته .. بل ويتفوق بها للدرجة التي تمكنه معارفه ومهاراته من السطو على موقعين إلكترونيين من المفترض أنهما محميين جيدا لأعلى هيئة عسكرية أمريكية ! .
باقية وتتمدد ..
لم يعد شعارا يستجاب له بالهزء والسخرية .. فـ ” داعش ” تستخرج ( نفطها ) وتجد له سبل التسويق .. وربما تسك عملتها وتفتتح مصارف وكليات جامعية ، وهي تخوض حربا في مواجهة ما يفترض أنه تحالف دولي يلم شمل شتات قوى الأرض في مواجهتها !!
تتمدد جغرافيتها حيث ما يتوجب عليها أن تفعل (!) وتملك من أدوات السيطرة وفي المقدمة منها فصل الرؤوس عن الأجساد ما يمكنها من إعمال مبدأ البقاء والتمدد (!) .
لن أكون متفاجئا إن حضر ممثل لها في مؤتمر لـ ” أوبك ” ليتحدث عن أسواق النفط وأسعاره وحصص الانتاج وتخفيضه .. بل ربما تتطلع لأبعد من ذلك – في ظل ضحالة الرواية والأداء التمثيلي – وهو المطالبة بمقعد دائم مزنر بحق النقض في مجلس الأمن لتوكيد عظمتها في هذا الحيز من العالم ؟!!! .
أمام أي فيلم هوليودي هزلي نحن ؟ ..
أمام أي عرض مسرحي فكاهي يضعنا العالم ؟
والكارثة أن من يدفع ثمن هذا العرض وأكلافه هي أرواح وبشر من لحم وكرامة ودم ، يهرق يوميا ما بين عصابة ضربت جذور قذاراتها في عمق نخاعنا .. وعصابة تتجذر وتتمدد فيه ! .

About ريم الأتاسي

كاتبة سورية ليبرالية معارضة لحكم عائلة الاسد الاستبدادية في سوريا
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.