بانت سعاد

أمس وحسب توقيت بلاد الكفار اتضح للعالم كله ان لاعلاقة للحكومة العراقية بما يسمى ب”الديمقراطية” ولعل ابلغ وصف لعراقي مقيم في كاليفورنيا قوله “بالمشمش” وهي كلمة تطلق عند العراقيين في حالة ترقب انجاز مكسب ما ولايتحقق وتقابلها بالمصري “يبقىء تعال قابلني” وبالسوري” روح ولك” وبالخليجي”ياسيدي”.
7 محافظات عراقية تظاهر شبابها ضد رواتب اعضاء الربطمان التقاعدية (الخيالية) الا في بغداد.
ماذا حدث في بغداد بالضبط؟.
تظاهر الشباب في ساحة الفردوس ومدوا اياديهم مصافحين لقوات الشرطة والجيش آملين ان يكونوا معهم الا ان ألذي حدث هو اعتقال الكثير منهم بحجة انهم لايملكون ترخيصا بالتظاهر.
عجيب أمر هذه الحكومة،كيف يمكن طلب ترخيص بعد ان صدعتوا راسنا”بالديمقراطية”.
لاحظوا قبلها ان رئيس الوزراء سحب ترخيص التظاهر من مجلس محافظة بغداد.
وقبلها بايام افتتح عدد من اعضاء البرطمان مجلس عزاء واخذوا يلطمون على مستقبل هؤلاء المتظاهرين الذين سيكونون هدفا سهلا للارهابيين ،ولايدرون ان مجلة بريطانية “ان البرلمان العراقي افسد مؤسسة في العالم”.
وقبلها ايضا صرّح سعد معن الناطق الرسمي في الداخلية “يجب ان يحصل المتظاهرون على الترخيص قبل التظاهر” وهو يعرف جيدا انه من المستحيل منح الترخيص لمثل هذا “الشغب”.
من الغريب جدا ان سعادة رئيس الحكومة نوري الماكي صرّح امس بانه يوافق على مطلب المتظاهرين بالغاء الرواتب التقاعدية للرئاسات الثلاث وبضمنها اعضاء مجالس المحافظات.
التبرع للقتال في سوريا..حلال
التنديد بالحكومة البحرينية “الطائفية” .. حلال.
ولكن الحرام كل الحرام ان يتظاهر الفقراء في داخل العراق من اجل لقمة الخبز الكريمة.
بأي منطق يمكن تصور هذه المتناقضات؟.
المنطق الوحيد يقول ان “مسرحية” الديمقراطية في العراق هي عبارة عن فصول مبتورة وعرجاء ولاتنتهي بنهاية مقنعة.
اعتقد ان المسؤولين في رأس الدولة تيقنوا تماما ان هذا الشعب”قشامر” وهي فرصة لهم لينهبوا ثم يفروا الى بلاد أخرى،حينها سيكتشف هذا الشعب كم هو “مضحوك”عليه، وحين تأتي حكومة جديدة سيعيد نفس التجربة وستكرر المأساة ويبقى هناك 6ملايين أمي و7 ملايين دون خط الفقر ومليون ارملة تعيش على البطاقة التموينية ونصف مليون طفل يتسكع امام اشارات المورد يتسول من هذا وذاك.
حينها سيبكي الجميع ويكفرون بكل القيم بعدها لاينفع مال ولا بنون.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.