انت -ساقط- او راسب

بدا العديد من المرشحين الى البرطمان العراقي يعرفون مامعنى “التسقيط السياسي” خصوصا وانهم باتوا متاهلين واصحاب خبرة في كيفية التسقيط اثر انتقالهم من الميليشيات العديدة الى اعضاء مرحب بهم بالبرطمان.
كان هولاء وهم اصحاب ثقافات “خرنكعية”يعرفون ان التسقيط كلمة اشتقت من الساقط في المدرسة وليس المعنى الاخر المتعارف عليه عراقيا،الا انهم ومن باب “شوية” غيرة استبدلوها بكلمة راسب.
لكنهم وحين دفعوا “دم” قلوبهم على الحملة الانتخابية عرفوا بالضبط ماذا تعني هذه الكلمة بعد ان وضعوهم في صفوف خاصة ليشرحوا لهم ضرورة اتباع اساليبها لتحقيق الفوز البرلماني ومن ثم ملء الجيوب وحقاءب الرحلات السندبادية الى كل بلاد العالم الجميل تقريبا وتبداء من دولة الزرق ورق.
وولكن بعض هذه الجماعات التي ينتمي بعض اطرافها الى”بالروح بالدم” والبعض الاخر الى “الرجل الالي” والبعض القليل منهم الى”سهران لوحدي”كانوا قد تمادوا كثيرا في تطبيق هذا التسقيط السياسي، وقيل انه اجتهاد شخصي لا علاقة له ببرنامج الكتل السياسية المتصارعة على مقعد ابو البواسير.
ويوم امس تسرب تسجيل صوتي لمعركة طاحنة بين الزوج المرشح وزوجته.
سمعوا الزوجة وهي تصرخ:
-اسمع حبيبي ،خلصت وياك العمر كله،واريد منك الان ان تختار بيني وبين كرسي البرلمان.
-شنو صاير يامرة؟
– كل شي صاير،اولا انت تكول عندك برنامج انتخابي ،على عيني وعلى راسي ، بس جاي اشوف حركات غريبة…
– هذا مو شغلك يامرة.
لا حبيبي هذا شغلي،من تروح لصالون التجميل وتعدل حواجبك وتوكف الصبح كدام المرايا اكثر من ساعة واشوفك حيران من تختار اي “قاط”راح تلبس اليوم، ومن تصبغ شعرك، ومن…
– يامرة هذه ضرورات الترشيح.
– ياريتني اصدك ،انا مايهمني اذا صار براسك خير وصرت عضو برلمان ومطرت عليك الفلوس ،بس اللي يهمني ان تختار بيني وبين البرلمان..
– ماتفهميني شنو صاير.
– من توكف على المرايا بالساعات مو حبا بكرسي البرلمان وانما حبا بنفسك،يعني بديت تلعب لعبة وسخة وتتمنى ان تتزوج بعد الانتخابات…
– هذا شلون حجي يامرة.
– هذا الحجي التمام حبيبي،كلهم راح يساعدوك واولهم الشمري ثم مختار المحلة واخرهم صاحب العمامة صاحبك في كربلاء اللي كل يوم تخابره وتساله عن …
– يعني صايرة جاسوسة علي.
– لا والله حبيبي، اسمع صوتك العالي وسوالك عن الكيك وضحكاتك اللي ماسمعتها الا اخر مرة من اخذت قرض من بنك الرافدين قبل 10 سنين.
– شوفي اذا تستمرين على هاي الحالة راح…
– اي حبيبي انت تريد حجة حتى تفلت ومع هذا اعيد عليك الخيار.
– عيني،اغاتي انت،مستقبلنا بالبرلمان،تصوري انت تسافرين بجواز سفر دبلوماسي وتسوين حالك مريضة مثلا واخذ لك كم مليون من البرلمان وتخلصين شهر في باريس وشهر اخر في لندن وقبل ماتجين بيومين اتصل بصديقي دكتور رعد حتى يكتب لك تقرير طبي،شفتي شكد الامور سهلة.
– كل هذا ما يهمني اريدك تختار بيني وبين البرلمان وياريت تاخذ القرار بسرعة حتى نروح لمحكمة الكرخ ونصفي الامور.
-طيب شنو رايك اخلي صورتك ويا صورتي الانتخابية واكول زوجتي الحنون التي وقفت معي بالسراء والضراء،شمدريهم الناس اللي يتقشمرون بسرعة.
فاصل زكرتي:يبدو ان وزارة العدل مشغولة هذه الايام باعداد حفلات استعراض الطفلات اللواتي بلغن التاسعة من العمر وهو سن الزواج حسب الوزير الشمري حفظه الله ولهذا لم تول اهتماما الى مراقبة حالات الطلاق ونسبتها واسباب حدوثها.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.