الأنبل مقابل الأحثل

د.عبد الرزاق عيد: نعم لسمير جعجع (الأنبل ) لرئاسة لبنان …لأنه العدو الأول للـ (أحثل) من رعاع لبنان وحلفائه الأسديين Samir-Geageaالإيرانيين …

عبدالرزاق عيد

كنت مثلي مثل الكثيرين، من اليساريين العرب الذين يهمهم انقاذ المعتقد الايديولوجي ومنظوره للواقع ،على حساب القراءة المطابقة للواقع، بهدف انتاج وعي مطابق بالواقع المتعين وفق منطق سيروراته وصيروراته..

حيث كنا كوطنيين وقوميين يساريين، نرى الحرب الأهلية في لبنان بمثابتها حرباوطنية طبقية تحررية، وليست حربا طائفية، حتى كان الراحل المفكر السوري ياسين الحافظ اليساري هو المنشق الأول على بديهيات هذا الخطاب ….فسماها كما هي (حرب أهلية طائفية ) …
وفق المنظور الطبقي التحرري اليساروي العقائدي التبسيطي، كان لا بدلنا من صياغة لوحة الأصدقاء والأعداء، فكان سمير جعجع الرمز الشرير للعدو الشيطاني الانعزالي الإسرائيلي …ولهذا اعتبرنا سجنه انتصارا لخطنا الوطني التحرري …ولم نكن لننتبه أن دخول القوات الأسدية إلى لبنان ما كانت ممكنة دون موافقة إسرائيلية – أمريكية سيما بعد إجلاء المقاومة من بيروت….
في فترة متزامنة عاد الزعيمان المسيحيان إلى ساحة السياسة، بخروج (سمير جعجع من السجن، وعودة الجنرال عون من فرنسا …
وهذه اللحظةكانت حاسمة في كشف الوطنية المدنية الديموقراطية اللبنانية التي تشكل امتدادا لعصر النهضة والتنوير المسيحي عربيا منذ القرن التاسع عشر… فقد فاجأنا الدكتور الطبيب جعجع بأنه من النماذج النادرة للطبيب (الحكيم ) الذي يليق بميراث النهضة اللبنانية ودور المسيحيين الرواد الوطني والقومي التنويري والحداثي فيها، وذلك بالتوازي مع الرعاعية الشعبوية (العونية) التي تكشفت عن تطلعات صغيرة وطامحة لعسكري صغير بصغار ورعاعية حلفائه (المؤسسة العسكرية الأسدية ) كمؤسسة حرب أهلية، وليس جيشا وطنيا ..
إننا منذ هذه اللحظة ،اكتملت لدينا الرؤية في نجاح الأسدية في تشكيل (تحالفها الرعاعي -الحثالي ) في لبنان، عبر إعادة هيكلته (أسديا -رعاعيا) من بين الجميع بما فيهم الرعاع في أوساط السنة والدروز…
وذلك، بعد أن تم قلب النظام في لبنان رأسا على عقب …من خلال تصفية الروح الوطنية اللبنانية التنويرية النهضوية بالقتل والاغتيال المباشر … بعد اندماج التحالف الطائفي للمحور الشيعي ( الأسدي -الحالشي -المجوسي) ، ومن ثم ادراج التمثيل المسيحي من خلال الشعبوية العسكريتارية الطائفية الانعزالية (العونية ) لتتوحد مع (الشعوبية الفارسية) ومحورها الطائفي الشيعي (المتأيرن لبنانيا وعراقيا) بقيادة إيران، مع (الشعبوية -الحثالية العونية ) في صيغة وجود (تحالف أقلوي مسيحي حثالي – شيعي رعاعي ظلامي ) معزول بطائفيته في قلب العالم العربي …

من هنا يأتي الحكيم (جعجع ) كرئيس وطني نبيل ارستقراطي معرفيا ورفيع السوية الثقافية والمدنية، الذي يشعرنا بالأمان على مستقبل لبنان من خلال دوره القيادي في تحالف (14 ) آذار، إذ يمثل استمرار الدور النهضوي اللبناني الوطني الحداثي العربي، في مواجهة (تحالف الرعاع الشيعي الحالشي مع حثالة التمثيل المسيحي العوني، مع الهمجية الأسدية بقيادة رمزية (أبولؤلؤة المجوسي …) الرمز القومي الإيراني في التعامل مع العرب ………..

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.