انتهاكات حقوق الإنسان خروج عن حدود الله

acidfacetehran*د.محمد الموسوي
جلية هي تعاليم الله السامية وعظيمة رسالاته وواضحة دعوته الى الرحمة والتراحم والسلام والمحبة ووضوح ذلك في (بسم الله الرحمن الرحيم) وفي كل ما تبعها من آيات ومن كان لله خليفة ومؤمنا وداعيا ولنبيه وآل بيته تابعا لن يخرج عن حدود الله او أخلاق نبيه وما جاء به وبالتالي لن ينتهك حقوق الانسان المتمثلة في حرية الرأي والعقيدة والحق في حياة حرة كريمة لائقة حقه في سلطة عادلة سواء كانت بقوانين شرعية دينية تنصف الانسان وتعلي كلمة الله..أو وضعية علمانية تمت صياغتها لاجل اعلاء مفاهيم العدل وفي كلا الحالتين يكون الإنسان معززا مكرما تحت راية العدل .، وفي حال عدم استطاعة السلاطين بان يكون يكونوا حكاما اي يحكمون بما انزل الله مفرقين بين الحق والباطل لن يكونوا حكاما عادلين في اطار وفلسفة العدل مفضلين طبيعة السلاطين على طبيعة الحكام فانه من الافضل العمل بقوانين وضعية علمانية تعزل بين الدين والسلطة وليس بين الدين والدولة وتراعي منطق العدل والمساواة والتطور والنمو واحترام مبادئ الحريات خاصة حرية الرأي والعقيدة ومن خلال عدة تجارب ادعت العمل بمبدأ الشريعة ومنها تجربة النظام الديني القائم في ايران وقد تبين بالدليل القاطع فشل النظام في تطبيق الشريعة وكذلك عدم نجاحه في التوفيق بين الدين وهوى الدنيا ومتطلبات السلطة من وجهة نظر فئوية شمولية لا تتطابق مع الدين أساسا لذا فانه عندما يختار الدين كوسيلة لبلوغ غاية السلطة والبقاء فيها فانه يكون قد خرج عن شرع الله وحدوده ورغم وضوح نهجه المعادي للشريعة لمدة اكثر من ثلاثين عاما فانه كان ولازال متمسكا بذلك الشعار الذي لا يؤمن به ذاتيا.
تتعلق حقوق الانسان بجوهر الدين حيث لا يتعارض الدين مع حقوق الانسان والتراحم والتسامح علما ان اغلب الانظمة والكيانات المدعية دينيا هي انظمة فاشية وصورا بائسة لبعضها البعض.
حرم الله قتل النفس الا بالحق وتتصاعد الإعدامات في إيران لكنها ليست وفق شرع الله الذي يتطلب مزيدا ومزيدا من التحري والدقة والتأني فهي إعدامات لاسباب سياسية تهدف الى خلق أجواء من الخوف والرعب لدعم سلطة الحكم..وهذا خروج عن حدود الله قبل الخروج عن غيرها ومن قتل لن يتوانى عن إرتكاب أي من الجرائم الأدنى؟ أليس هذا إرهابا يتناقض مع إدعاءات إيران في و تنديدها بالإرهاب الى جانب العالم الذي لم يصدر قانون يمنع الانظمة الراعية للارهاب من المشاركة في اي مكافحة دولية للإرهاب ما لم تتخلى هي عنه..وهل تسير القرارات والمواقف الدولية المتصارعة مع إيران في مسارها الصحيح أم أنه ترويض على طاولة المساومة والمناورة التي يجيدها نظام طهران اكثر من غيره..وهل مغازلة رجال الدين الحاكمين في طهران للمجتمع الدولي في لحظة أو موقف تعفيه من عواقب إنتهاكه لقوانين دولية ؟ وهل يعبئ ويهتم من خرج عن حد الله بــــ قوانين دولية لا يعترف بها ولا يحترمها أساسا؟ التقرير السنوي للمقرر الخاص بالامم المتحدة في مجال حقوق الانسان الذي عبر عن استيائه لتصاعد حالات الاعدام الوحشية وانتهاكات حقوق الانسان جاء مؤكدا ان النظام يقوم بقمع كل شرائح وفئات الشعب على اختلافها نساء وعمال وطلبة وأقليات دينية وعرقية وانتهاك مبادىء حرية الرأي والفكر.
وهل يعد اعتقال ستة اشخاص من اهالي مدينة الاهواز بتهمة اداء صلاة التراويح بشمال المدينة ومنعها للسنة من أداء صلاة العيد او فرض وضع صورة للخميني في معبد للصابئة أمرا يتماشى مع الشريعة الاسلامية أو حقوق الانسان.،وهل يحاكم بالاعدام أو السجن وفق الشريعة من قام بالدفاع عن نفسه وشرفه كما حدث مع مصممة الديكور الايرانية ريحانه جباري التي دافعت عن نفسها وشرفها فقتلت عن غير عمد أو تخطيط احد رجال النظام الذي اراد النيل من شرفها..افتونا هل يعد حكمها بالاعدام او سجنها او تعذيبها متماشيا مع الشريعة ام خروج عنها.
يؤمن او يدعي النظام الايراني بانه مؤمن بالإسلام وفقا لتشريعات المذهب الجعفري وعليه فانه يجب ان يؤمن بمبدأ الاجتهاد الذي يقره المذهب لكن هذا الاجتهاد وان جاء من عالم دين شيعي جعفري رافضا لمبدأ ولاية الفقيه فانه واجتهاده يعد مرفوضا خارجا عن الدين والملة وهذا ما حدث مع آية الله كاظميني بروجردي الذي كان يدعو الى فصل الدين عن السلطة حماية للدين من الاستغلال السيء واستخدامه كوسيلة وشعار للظلم والاستبداد وقد حكموا عليه بالسجن لمدة 11سنة ونقلوه من سجنه في الاول من اكتوبر تشرين الماضي الى جهة مجهولة ومنعوا ذويه من زيارته.؟ فهل يتماشى هذا مع شرع الله وحدوده . لقد خرجوا عن حد الله وشرعه الرحيم المتسامح مع الجميع باختلاف عقائدهم وأعراقهم واجناسهم وفئاتهم.
ولم يكتفي نظام طهران بمارسة الظلم والخروج عن حدود الله في ايران فقط فقد مارس القتل والرعب والارهاب والتنكيل و الحصار خاصة الحصار الطبي على معارضيه سكان مخيمي أشرف وليبرتي الواقعين على اراضي دولة العراق ذات السيادة وفي حمى سيادتها مستفيدا من سطوته المفرطة على السلطة بالعراق رغم انهم تحت حماية ومظلة القوانين الدولية..فهل يجيز الشرع ذلك للنظام الايراني..واليوم يندد نظام طهران بالارهاب ويعلن انه مستعدا لمحاربته وانه يحارب داعش الارهابية الى جانب المجتمع الدولي المهادن المجامل والمساير له.
طهرانهم خارجة عن حد الله وبوضوح فج مشوهة للإسلام هي ومثيلاتها من حملة الشعارات.
كفاكم ظلما لله يا رافعي رايات الله في كل مكان.
*كاتب وليبرالي ديمقراطي عراقي

About محمد الموسوي

*د.محمد الموسوي *كاتب وليبرالي ديمقراطي عراقي
This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.