المواهب السورية اللي عم تغرّد فوق سقف الوطن

خلال سماعي اليوم لأصوات السوريين المشاركين في برنامج أراب ايدول، و الأداء العظيم الممزوج مع ثقافة موسيقية نادرة ، asalahsisrerمر قدّام عيوني شريط طويل من المواهب السورية اللي انسحقت خلال الأربعين سنة الماضية ، و اللي اختارت الغربة مرغمة لإظهار مواهبها..
و تذكرت حديثي مع صديق لبناني من كم سنة و قبل الثورة ، الحديث اللي انهيتو مباشرة بعد سؤالو الاستفزازي: نحنا عندنا جبران و المعلوف و الرحباني ، انتو بسوريا مين عندكون؟؟؟
يومها ما عرفت جاوبو ، بس اليوم صرت قادر قلّو و بالفم المليان عن المواهب السورية اللي عم تغرّد فوق سقف الوطن:
عندنا ايمن جادة مدير عام شبكة الجزيرة الرياضية ، و اللي لو ضل بسوريا لكان ماكسيموم مراسل لملعب تشرين في برنامج ملاعبنا الخضراء..
عندنا أصالة نصري المطربة العربية الاولى، و اللي لو ضلت في سوريا لكان أقصى طموحها تغني في مهرجان المحبة و السلام ، او بالنسخة المعدّلة مهرجان الوفاء للباسل..
عندنا الماغوط، و اللي ُترجمت اعمالو بكل اللغات، و اللي تسع و تسعين بالميّة من جمهور و ناخبي حافظ الأسد ما سمعانين باسمو..
عندنا رسام الكاريكاتور العالمي علي فرزات ، اللي اتكسّرت اصابعوا لمجرد رسمو لكاريكاتور مخالف لافكار سيادتو، و اللي لو بقي في سوريا لكان بالحد الأقصى مصمم آرمات فليكس على واجهات محلات دمشق..
عندنا الموسيقار مالك جندلي ، اللي دفعوا اهلو تمن لإسكات موهبتو ، و اللي لو استمر بلعب الموسيقا في سوريا ، لكان اليوم عم يلحّن لعلي الديك و فراس حمزاوي ..
عندنا الإعلامي فيصل القاسم صاحب اهم منير إعلامي عربي، و اللي لو اشتغل اعلام في سوريا لكان مقدّم لبرنامج أرضنا الخضراء ..
عندنا شباب كفرنبل ، مصنع المواهب الصارخة و اللي بحياتنا ما كنّا سمعانين بإسم ضيعتهون قبل الثورة، بينما اسم قرية القرداحة مصنع الاجرام و التهريب كان على كل لسان..
عندنا اهم الأطباء السوريين في مشافي اميركا ، و اللي لو مارسوا الطب في سوريا، لكانوا ممرضين في مشفى الأسد الجامعي أو في مستوصفات البادية..
عندنا اهم المهندسين السوريين في أوروبا، و اللي لو ضَلُّوا بسوريا لكانو موظفين في الإسكان العسكري و براتب عشر آلاف ليرة ، ليرة تنطح ليرة..
عندنا اهم القضاة السوريين في محاكم و دور القضاء الدولية ، و اللي لو ضلّو بسوريا لكان راسمالهون ميتين ورقة ان غلي سوقهون..
عم اكتب هالبوست و انا عم استخدم الايفون، فتذكرت خبرك يا صديقي عن شخص كنت رح أنساه ..
ستيف جوبز السوري و صاحب ثالث اهم تفاحة في التاريخ بعد تفاحة ادم و تفاحة نيوتن، لو شاءت الأقدار و ضل في سوريا الأسد لكان بالكتير موظف صيانة مُعتمد في مؤسسة مياه الحفة..

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.