امريكا و تدريب المعارضة المعتدلة
منذ اشهر وامريكا تتكلم عن تدريب 5000 مقاتل من المعارضة المعتدلة لمواجهة داعش وان هذا البرنامج سيستمر الى 3 سنوات يكون اجمالي المتدربين 15 الف معارض معتدل بتكلفة 500مليون دولار و قد تم الاتفاق على تدريب في السعودية و تركيا
لاشك بان النظام السوري لن يرحب بتلك الخطوة ليقينه أن اولئك المقاتلين من المعارضة سوف يقاتلون النظام بعد الانتهاء من داعش هذا اذا لم يباشروا بقتال النظام قبل الاجهاز على داعش ايضا مما يعني انها لن تتدخر جهدا في مواجهتهم على الاقل بالقصف الجوي او تمكين داعش من تحقيق ضربات موجعه لهم
ماذا يعني تدريب مقاتلين لمدة 6 اشهر ومن ثم زجهم في اتون المواجهة بين داعش و النظام ؟
التدريب الامريكي سيركز تماما وقبل التدريب على ترسيخ العقيدة السياسية للمقاتل بدلا عن العقيدة الوطنية بمعنى ان المقاتل سيلقن دورس بالانصياع للتوجيه السياسي فقط وتجنب اي عقيدة اخرى سواء اكانت وطنية او مذهبية او عرقية
اي سيطيع قادته بتنفيذ الاوامر وعدم الخروج عليها …فالامر قاتل داعش فقط وليس لك الحق بمواجهة اي خصم اخر لك مهما كان دون توجيه من القيادة
طبعا كلنا شاهد الفشل الذريع الذي مني به الجيش العراقي محدث الصنع والذي تم تدريبه على ايدي قوات المارينز الامريكي وكيف استطاعت عدة الاف من داعش دحر اكثر من 30 الف جندي وضابط بعض قتلت منهم الاف في بعض ساعات احتلت فيها الموصل وسارت الى ان وصلت الى مشارف بغداد
ثم ان زج 5000 مقاتل سوري بدون حماية سيجعلهم لقمة سائغة لداعش والنظام طالما ان امريكا لن تتدخل لضرب النظام لو حاول قصفهم جوا او بالصواريخ فوزير الدفاع الامريكي السابق تشاك هيغل اجاب بوضوح غلى سؤال وجهه له السناتور جون ماكين في استجواب امام الكونجرس عندما ساله لو موقف التحالف لو تعرض هؤلاء المقاتلين لهجوم من قبل قوات الاسد هل سيتدخل التحالف لحمايتهم و ضرب قوات الاسد فرد قائلا ليس هنالك خطه حاليا لمواجهة قوات الاسد
ان فشل التحالف في انقاذ الطيار الاردني الذي سقطت طائرته في سوريا مع انه بقي قرابه الساعه في النهر الى ان تم اسره من مقاتلي داعش يبرهن على عجز قوات التحالف في حمايه وانقاذ مقاتليه فكيف الامر لو كان يخص مقاتلي المعارضة ؟
اسر الطيار الاردني و اعدامه بطريقة وحشية و فشل قوات التحالف في انقاذه او حتى التفكير بانقاذه يجعل الصورة قاتمة و متشائمة في امكانية نجاح مجموعه الـ 5000 مقاتل معتدل من المعارضة في تنفيذ مهامها على الارض داخل سوريا
فكرة زج 5000 مقاتل على هذا النحو فكرة تفتقر الى الموضوعية وغير مأمونه من المخاطر ولن تحقق سوى هزائم للتحالف برا تضاف الى اخفاقاته في القصف الجوي الذي مضى عليه اشهر دون ان يحدث خلل في بنية داعش العسكرية او ان يلحق بها هزيمة استراتجية حتى الان
على امريكا وقيادة التحالف اعادة دراسة خططها العسكرية في المنطقة و تنفيذ السيناريو التركي شمالا عن طريق الاستعانه بالجبش التركي المؤهل والقادر على بسط سيطرة عسكرية وتحقيق نصر مؤكد بوجه داعش وتحييد النظام السوري في مناطق توغله ومن ثم الاستعانه بالجيش الاردني مع قوات المعارضة المعتدلة لتنفيذ خطط مماثله بالجنوب السوري الامر الذي سيفضي لاحقا الى تقهقر قوات النظام ومن ثم تفكك جيش النظام بعد ان يعلم انه محاصر شمالا وجنوبا مما يعني سقوطه لاحقا وانتهاء والقضاء على الارهاب بوجهيه النظام وداعش
امريكا و تدريب المعارضة المعتدلة
