المالكي دمر قانون الجاذبية الوطنية

علي الكاشassadmalki
كاتب ومفكر عراقي

(الجو العام في العراق، اعصار مدمر قادم من الشرق، ورياح خفيفة باردة قادمة من شمال وغرب البلاد).
يستذكر الكثير من القراء الأفاضل الإتهامات المتكررة التي وجهها المالكي وشراذم الأحزاب الحاكمة في العراق المحتل إلى المملكة السعودية العربية وتركيا حول دعمهما الإرهاب الذي يعصف في العراق من كل جانب. وقد حمل المالكي ـ قبل التطورات الأخيرة في الفلوجة والموصل وصلاح الدين ـ عدوته اللدود السعودية بأنها تقف وراء الإرهاب الحاصل في العراق، مع إن المملكة أصدرت قانونا حاسما حول عقوبة مواطنيها الذين يقاتلون خارج البلد وحظرت بعض الأحزاب المتطرفة ومنها ما يسمى داعش دون أن يجبرها أحد على مثل هذه الخطوة المهمة. من جهة ثانية أعتبر المالكي زيارة أسامة النجيفي رئيس ما يسمى بمجلس النواب الأخيرة إلى تركيا مؤامرة على العراق، مع إنه قبلها بأيام كان في زيارة إلى آلهة المتاهة في محاولة ذليلة مستجديا دعم الولاية الثالثة من الخامنئي. بالطبع لم يرد النجيفي بالمثل معتبرا زيارة المالكي لإيران أيضا مؤامرة على العراق مع إن كلاهما يسبحان في وحل العمالة. لأن النجيفي يعرف جيدا بأن فقدان الحصانة النيابية في منتصف الشهر الجاري من شأنه أن يعرضه للإعتقال بتهمة الإرهاب من قبل المالكي الذي سينفرد بالساحة بعد إنتهاء دور البرلمان، ناهيك عن سيطرته التامة على المحكمة العليا التي سيكون لها الفصل في ظل غياب البرلمان، وتسخيرها لخدمة مآربه الخبيثة.
غالبا ما تصور حكومة المالكي وإعلامها الرخيص تركيا والسعودية بأنهما من فصيلة الذئاب لقوة إفتراسهما للعراقيين، في حين إن إيران من فصيلة الخراف في وداعتها مع العراقيين. مع إن هذا الإتهامات لا يمكن أن تُصدق من قبل أي عاقل ولبيب عنده ضمير وشيء من الشعور بالمواطنة. فالميليشيات الإيرانية في العراق هي مبعث وحاضنة الإرهاب، كما إن سلوكها العدواني ـ علاوة على سلوكيات جيش المالكي وقواته غير الدستورية ـ إتجاه أهل السنة يقف وراء إحتضانهم الأحزاب المناوئة لحكومة المالكي. فالغريق يتعلق بقشة فكيف بشعب مضطهد تقتل منه مئات الآلاف على الهوية. إن المالكي وحزب الدعوة بفردتيه ومنظمة بدر والتيار الصدري وحزب الفضيلة والمجلس الأعلى وعصائب أهل الحق وجيش المختار، وفيلق الوعد الصادق، وسرايا طليعة الخراساني، وكتائب سيد الشهداء، وحركة حزب الله النجباء جميعها واجهات عميلة وتوجه من قبل الخامنئي. يذكر فيليب سميث/ باحث متخصص في مختبر الديناميات الحاسوبية الثقافية في جامعة مريلاند عن هذه الأحزاب والميليشيات بأنها” تعمل العديد من القوى الشيعية الإسلامية التي تقاتل في العراق كجزء من مجموعات إيرانية بالوكالة، كما أنها مرتبطة بـ “قوى الأمن الداخلي” ووحدات الجيش العراقي. حتى أنّ بعضها يعمل كجزء مباشر من هذه القوات العسكرية العراقية الرسمية”. لا خلاف إن هذه الأحزاب هي التي تحكم العراق منذ الغزو لحد الآن، أما ما يسمى بممثلي أهل السنة فهم جميعا بلا إستثناء أشبه ببيادق الشطرنج يحركها المالكي كما يرغب، وإلا فالويل لهم! لأن سوط المادة/ 4 إرهاب سينهال على مؤخراتهم بلا رحمة أو شفقة.
بعد التطورات الأخيرة وهزائم قطعان المالكي هزيمة نكراء لم تحدث في تأريخ المعارك القديمة والحديثة وُضعت النقاط فوق الحروف حول حقيقة مواقف تركيا والسعودية تجاه العراق بشكل عام وأهل السنة بشكل خاص. كان شراذم المالكي في الحكومة والبرلمان وأبواقه الإعلامية يدعون بأن لتركيا أحلام في عودة الخلافة الإسلامية وإسترجاع الموصل، رغم إننا لم نسمع من أي مسؤول تركي إعلانا عن أحلامه التوسعية هذه حتى يفسرها إبن سيرين المالكي كما يريد. في حين سمعنا عشرات التصريحات حول أحلام الفرس في إسترجاع مجدهم الكسروي في إحتلال العراق والبحرين ودول الخليج العربي ـ التي أمست إضحوكة في رعبها وإرتجافها من البعبع الإيراني ـ وهذا ما لحظناه في زيارة أمير الكويت الأخيرة لإيران، فقد وصف(سايمون هندرسون/ مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن) أمير الكويت خلال زيارته لطهران ” يبدو في حالة ثمالة”. وقبلها رفض الدعوة الرسمية السعودية من قبل نظام الملالي الحاكم في إيران بكل إستصغار وسخرية وإستهتار. والصورة المذلة للسفير السعودي عبد الرحمن بن غرمان، وهو يقبل رأس الرفسنجاني مثلما يقبل الإبن أمه، مبتدعا عرفا جديدا في البروتوكول لم يمارسه أحد قبله!
من المؤكد إن تركيا تولِ إهتممامها العراق كله وليس الموصل وكركوك حيث يعيش مئات الألوف من التركمان، وهذا أمر طبيعي يتعلق بالأمن القومي التركي. ونفس الأمر بالنسبة لإيران من وجهة نظر أمنها القومي، فتحديد المخاطر وسياسة مواجهتها تقدره الدول المجاورة وفق رؤيتها الخاصة وسياستها الستراتيجية ولا علاقة لنا بها طالما لا تمس سيادتنا الوطنية وشؤوننا الداخلية. وهذه سياسة متعارف عليها في العلاقات الدولية. ولأن تركيا قريبة من الموصل ولها جالية كبيرة من التركمان فهذا يعني زيادة الإهتمام بها أكثر من البصرة، ونفس الأمر في إيران فالبصرة مثلا تثير إهتمامهم ولعابهم أكثر من كركوك بسبب الولاء للفرس وآبار النفط. كما يلعب العرق والمذهب دورا يختلف من ناحية الأهمية والفاعلية في الأمن القومي لدول الجوار. فإيران تركز على هذا العامل بشكل كبير، في حين على الصعيد العملي لا يوجد تركيز تركي على العاملين العنصري والمذهبي، على أقل تقدير معلنا أو مصرحا به رسميا.
بالمقابل فأن ولاء معظم الشيعة لإيران ولاء مطلق ومنهم شيعة العراق، وهذا لا يحتاج إلى دليل أو برهان، في حين ليس لأهل السنة ولاء لتركيا، حتى ولاء التركمان العراقيين هو للعراق رغم أصولهم التركية. لاحظ صور الخامنئي والخميني في العراق، هل يوجد مقابلهما صور لرموز تركية عند أهل السنة او التركمان؟ الطريف في هذا الموضوع أنه في مرة واحدة فقط ولم تتكرر، رفع أحد المعتصمين في الأنبار صورة لأردوغان فقامت قيامة الشيعة حينها.
مرت أحداث الأنبار والموصل وصلاح الدين على تركيا والسعودية كأنما الأحداث تجري في الأسكيمو وليس في بلد مجاور. لم يصدر تصريح منهما ولو من ناحية المقابلة بالمثل أمام التصريحات الإيرانية الوقحة في التدخل المسلح ضد الثورة العراقية الكبرى. كنا تنمنى أن نسمع منهما تحذيرا بأن التدخل الإيراني سيواجه بتدخل سعودي أو تركي كسياسة ردع أو على الأقل في مجال الدعاية لا أكثر. ولنزيد من أملنا بالقول في سبيل أن يشعر أهل السنة بأنه هناك من يدعم ثورتهم من دول الجوار، مثلما يشعر المالكي وشيعة العراق بأن إيران والولايات المتحدة تقف ورائهم بقوة وحزم.
ربما لومنا للسعودية أشد من تركيا، فرابطتنا بالسعودية أقوى من تركيا وفق عوامل مضافة إلى الدين والجوار، كالعروبة والتأريخ والقومية والمصير المشترك. نقولها بصراحة تامة ومن موضع المكاشفة الأخوية، بأن مواقف السعودية من العراق وأهل السنة بشكل خاص سلبية للغاية ومخزية وتثير الريبة منذ غزو العراق ولحد اللحظة! وإن كان هناك من يفسرها بالتصرف الدبلوماسي الحذر، فإننا نرد عليه بأن أقوى مبدأ في التعامل الدبلوماسي هو المقابلة بالمثل، وليس الإرتخاء والخوف والتردد. قارن بين موقفي إيران والسعودية من العراق سيصيبك فورا الدوار والغثيان. فإيران أشبه بالذئب والسعودية أشبه بالأرنب. مع إن السعودية لا تقل قوة عسكرية وإقتصادية وسياسية، ومكانة دولية وأهمية من إيران!
لنستعرض آخر تصريحات نظام الملالي الحاكم في إيران وسنقارنها بمواقف السعودية، للرد على من بعض السياسيين والمحللين الأجانب ومنهم (سايمون هندرسون) بأن ما يحدث في العراق هو حرب السعودية على إيران!
بعد تحرير الموصل والأنبار وصلاح الدين وكركوك من قبضة المالكي، فقد أعلن روحاني ” أنّ ايران ستحارب الأرهاب في الداخل العراقي والمنطقة والعالم” مؤكدا أستعداد حكومته للتنسيق مع (الشيطان الأكبر) حول معالجة الأوضاع في العراق، ومتعهدا بتقديم الدعم الكامل لحكومة المالكي. وأشار الجنرال محمد حجازي” إن خطر الإرهابيين السنة في العراق والمنطقة يتنامى، عقدت عدة اجتماعات رفيعة المستوى في طهران منذ يوم أمس. ونحن على أهبة الاستعداد للتدخل، ونتابع التطورات في العراق عن كثب”. (وكالة تسنيم للأنباء). وكشفت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير نشرته في 14/6/2014 بأن إيران أرسلت 2000 جنديا إلى العراق خلال اليومين الماضيين للمساعدة في وقف تقدم الثوار. وقال مسؤول عراقي رفيع المستور كإبرة العقرب” إن 1500 من قوات الباسيج عبروا الحدود إلى بلدة خانقين في محافظة ديالى، في وسط العراق يوم الجمعة، في حين أن 500 آخرين قد دخلوا منطقة بدرة جصان في محافظة واسط”. كما إنه لا يخفى على أحد بأن الجنرال سليماني حاليا في المنطقة الخضراء ـ بموافقة أمريكية ـ للتنسيق وإدارة العمليات العسكرية. فقد ذكرت صحيفة الغارديان يوم 13/6/2014 ” أن الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني، قد وصل الى بغداد للاشراف على معركة الدفاع عن العاصمة بغداد”.
وأكد (أسترون ستفنسون) رئيس بعثة العلاقات مع العراق في البرلمان الأوروبي في بيان نشر يوم 14/6/2014 ” أن إيران تحاول جاهدة بكل قواها إنقاذ المالكي، وان الرئيس الإيراني حسن روحاني وعد المالكي في اتصال هاتفي بكل أنوع التعاون مشيرا الى ارسال نحو 150 مقاتلا من فيلق القدس التابع للحرس الثوري من قبل طهران”. ووجه سليماني من مقر إقامته في المنطقة الخضراء رسائل تحذير، إذ جاء على صفحة الحرس الثوري الرسمية في 17 الشهر الجاري ” ندعو الجميع الى اعادة حساباتهم خاصة السعودية وتركيا وقط، فكلمة الفصل فى المنطقة لنا وحدنا والحمد لله. نحقق انتصارات في سوريا، واليوم في العراق”
إذن الموقف الإيراني على وقاحته واضح ومعلن بلا خوف.
لكن أين الموقف التركي؟ مع إن لتركيا مختطفين في الموصل. لم نسمع طوال الأيام الحاسمة السابقة تصريحا تركيا من التطورات في العراق، إلى أن أعلن السيد رجب طيب أردوغان في 15/6/2014 بأن “الأحداث التي تشهدها مدينة الموصل، في شمال العراق، تجاوزت حدود الموصل، وانتشر لهيبها في كل محافظات العراق، أنها قد تفتح الباب أمام صراع طائفي. وأن الحكومة التركية تولي اهتمامًا كبيرًا للغاية بحياة مواطني الجمهورية التركية، سواء عاملي القنصلية، أو سائقي الشاحنات، وأن الخطوة الأساسية لنا هي إعادة مواطنينا بشكل آمن وسليم، ولذلك نقوم بإجراء كل أشكال المشاورات، ويجب أن نحل ذلك بأقصر وقت ممكن”. الموقف واضح وليس فيه أي غموض، الرجل غير مهتم أصلا بالموصل وكركوك وأهل السنة بقدر إهتمامه بسلامة مواطنيه! وليس كما عبر السيد صبري الربيعي بوصفه” اوردغان الحالم بعودة امبراطورية عصمان”. فجلٌ إهتمام اوردغان كقائد بمواطينة المختطفين وسائقي الشاحنات. ولم يصدر عنه تصريح بدعم أهل السنة وثورتهم أو تحذير إيران من التدخل في العراق أو الموصل وكركوك على أقل تقدير. وتجدر الإشارة بأنه مؤخرا بعد وصول وفد إستخباريأمريكي (FBI) لأنقرة والتنسيق مع الجانب التركي، قامت حكومة أردوغان بوضع جبهة النصرة وتنظيم داعش على قائمة الإرهاب الدولي.
أما الموقف السعودي، فكما قيل شرٌ البلية ما يضحك! لم نسمع لغاية يوم 15/4/ تصريحا رسميا من السعودية يشفي الغليل، أو منصف على أقل تقدير. فقد ذكر الأمير تركي الفيصل( رئيس الاستخبارات السعودية سابقا) خلال اجتماع للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في روما بأن” الوضع في العراق يتغير بسرعة تحول دون توقع ما سيحدث في الأيام أو الأسابيع المقبلة، مشددا على أن الموقف ربما يؤدي إلى نتائج غير متوقعة إذا شاركت الولايات المتحدة في القتال. وإن من السخريات المحتملة التي قد تقع هو أن نرى الحرس الثوري الإيراني يقاتل جنبا إلى جنب مع الطائرات الأمريكية بدون طيار لقتل العراقيين، وهذا شيء يفقد المرء صوابه ويجعله يتساءل.. إلى أين نتجه؟”. حديث غير رسمي لا يقدم ولا يؤخر، بل إن الأمير خلط الأوراق وهو ـ كرجل مخابرات لا يمكن أن يكون تصرفه عفوياـ قد أساء لثوار العشائر عندما وصفهم ” تقدم قوات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش) ما كان ينبغي أن يكون مفاجئا”. يبدو إنه لا يعلم بأنها ثورة العراقيين وليست ثورة المتشددين الإسلاميين(داعش) والبعثيين فحسب وهذا ما أكده السيد عزت الدوري في بيانه الأخير. لاحظ إن الأمير يتبنى نفس الطروحات الإيرانية والأمريكية بوصف ثوار العراق بداعش والبعثيين. بقوله” إن بغداد أخفقت في وقف ضم صفوف المتشددين والبعثيين من عهد صدام حسين”. وفي آخر تصريح سعودي يوم 16/6/2014 جاء الآتي” أعربت السعودية عن قلقها البالغ لتطورات الأحداث في العراق التي ما كانت لتقوم لولا السياسات الطائفية والإقصائية التي مورست في العراق خلال الأعوام الماضية والتي هددت أمنه واستقراره وسيادته. ونؤكد على ضرورة المحافظة على سيادة العراق ووحدته وسلامة أراضيه، ورفض التدخل الخارجي في شؤونه الداخلية، ودعوة كافة أطياف الشعب العراقي إلى الشروع في اتخاذ الإجراءات التي تكفل المشاركة الحقيقية لجميع مكونات الشعب العراقي في تحديد مستقبل العراق والمساواة بينها في تولي السلطات والمسؤوليات في تسيير شؤون الدولة وإجراء الإصلاحات السياسية والدستورية اللازمة لتحقيق ذلك. والإسراع في تشكيل حكومة وفاق وطني للعمل على إعادة الأمن والاستقرار، وتجنب السياسات القائمة على التأجيج المذهبي والطائفية التي مورست في العراق. وأهمية بذل كافة الجهود للمحافظة على سلامة أرواح المدنيين وتخفيف معاناتهم”.
نترك للقاريء الفاضل الحكم. فهذه هي مواقف الدول الثلاث المجاورة للعراق من ثورة العراق الكبرى، ويمكن ببساطة إجراء المقارنة بينها، لمعرفة قوة نفوذ كل منهما في العراق، والحكم على القوي والضعيف، والظالم والمنصف. ومن هو الطرف الذي تتصف تصاريحه بالصبغة الطائفية المقيتة؟ ومن الذي يثير النعرات الطائفية؟ ومن الذي يهدد بالتدخل في شؤون العراق الداخلية قولا وفعلا؟ ومن له عمائم شيطانية تنفذ أجندته؟ ومن له ميليشيات إرهابية تعيث في العراق إجراما وفسادا؟ ومن له قوات عسكرية تساند قطعان المالكي؟ ومن له ممثل للخامئني(الجنرال سليماني) في المنطقة الخضراء يدير معارك حكومة المالكي ضد ثوار العراق؟ إحكم بعقل ونزاهة وشرف!
علي الكاش

About علي الكاش

كاتب ومفكر عراقي . لدي مؤلفات سابقة وتراجم ونشرت ما يقارب 500 مقال ودراسة. لدي شهادة جامعية في العلوم السياسية واخرى في العلاقات الدولية شاركت في العديد من المؤتمرات الدولية لدي خبرة واسعة جدا في الكتب القديمة والمخطوطات
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.