الطموح

نحقق طموحنا حين نتم أعمالنا
ولن تكون صاحب دين ما لم تتم كل فروض دينك .. وأولها الأخلاق

لمن هم في مثل عمري عندما كنا أطفالاً كنا نُسأل عما نريد أن نصبح حينما نكبر وكان هذا ينمي فينا دافعاً للجد والمثابره والدراسه بإتقان من أجل تحقيق طموحاتنا

فيما بعد إختلف الوضع تم سن قوانين إلزامية ومجانية التعليم , مثلما تم إلزام القبول في الكليات بشرط المعدل , عندها أصبح الطالب عبداً للمعدل , فهو لا يدرس من أجل تخصص بعينه , لكنه يدرس للحصول على المعدل العالي , وحالما يحصل عليه فهو على الأغلب يختار تخصصاً لا يريده .. يختاره فقط لأن معدله يسمح له بدراسة ذلك التخصص , فكم من طبيب أو مهندس كان يتمنى التخصص في دراسة إنسانيه لكنه هجرها لأن معدله يسمح له بدراسة الطب أو الهندسه

حتى الطلبه من أصحاب المعدلات المتدنيه توزعهم معدلاتهم على كليات ومعاهد لم يتصوروا يوماً أنهم سيدخلونها ويتخصصون في علومها لأنها أبعد ما تكون عن رغباتهم وميولهم

النتيجة من كل ذلك جيل من العاملين الذين لا يحبون أعمالهم بل يمارسونها فقط من أجل المرتب او العائد المادي الذي يعود عليهم من ورائها , ويصبح العمل مجرد وسيله للإرتزاق لا وسيله لإثبات الذات وتحقيق المنفعه الإجتماعيه

اذا رأيت حماراً يحمل شهادة عليا ويتحكم في مؤسسة كبيره ويوقع على قرارات فيها ظلم وإجحاف وربما تخريب فإعلم أنه واحد ممن تعلموا بسبب قرارات إلزامية ومجانية التعليم , فمن مساويء هذا القرار أنه أوصل الكثير من غير المؤهلين لشغل مناصب حساسه , سلحهم بسلاح الشهاده مع أنهم فكرياً وإجتماعياً وحضارياً غير جديرين بها ولا يملكون الأهلية لشغل المناصب التي تمكنهم منها

من هم في مثل عمري يتذكرون أننا كنا نخضع الى إختبارات شخصية قاسيه قبل القبول للدراسه على شهادتي الماجستير والدكتوراه .. فحص يبدأ من المظهر الخارجي ولا ينتهي حتى بعد سبر أغوار التفكير للتأكد بأن من ستمنح له الشهاده يستحق تمثيل قومه في كل المحافل

عندي لائحه طويله عريضه بأسماء أتحفظ عليها لأني هنا , في مجال رصد الحاله , ولست في مجال التشهير بأشخاص … بالله عليكم أما رأيتم الدكتور فلان أو علان .. بمظهره المهزله , ومنطقه الأكثر إضحاكاً , ولغته المبكيه , ثم بعد هذا وذاك يسرق كم مليار دولار ويهرب ؟
والأقرب والأعم من هذا المقالات المنشوره على النت بتوقيع بروفيسوريه ودكاتره وحملة شهادات عليا تثبت أغلبها أن أصحابها لا يستحقون ألقابهم العلميه

لست ضد مجانية التعليم .. ولا ضد التعليم الإلزامي .. لكن على الدوله ( أن تعلم ) أن لا تمنح شهادات دون قيد أو شرط لأن من يحصلون على أكبر من طموحهم يتحولون الى عبء وعالة على مجتمعاتهم , ومن كان محدود التفكير لن يصبح عبقرياً حتى لو تم تحميله بأعلى الشهادات , لكن الشهادة الممنوحة له ستصبح أداة لتخريب المجتمع

About ميسون البياتي

الدكتورة ميسون البياتي إعلامية عراقية معروفة عملت في تلفزيون العراق من بغداد 1973 _ 1997 شاركت في إعداد وتقديم العشرات من البرامج الثقافية الأدبية والفنية عملت في إذاعة صوت الجماهير عملت في إذاعة بغداد نشرت بعض المواضيع المكتوبة في الصحافة العراقية ساهمت في الكتابة في مطبوعات الأطفال مجلتي والمزمار التي تصدر عن دار ثقافة الأطفال بعد الحصول على الدكتوراه عملت تدريسية في جامعة بغداد شاركت في بطولة الفلم السينمائي ( الملك غازي ) إخراج محمد شكري جميل بتمثيل دور الملكة عالية آخر ملكات العراق حضرت المئات من المؤتمرات والندوات والمهرجانات , بصفتها الشخصية , أو صفتها الوظيفية كإعلامية أو تدريسة في الجامعة غادرت العراق عام 1997 عملت في عدد من الجامعات العربية كتدريسية , كما حصلت على عدة عقود كأستاذ زائر ساهمت بإعداد العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية في الدول العربية التي أقامت فيها لها العديد من البحوث والدراسات المكتوبة والمطبوعة والمنشورة تعمل حالياً : نائب الرئيس - مدير عام المركز العربي للعلاقات الدوليه
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.