الصورة الجميلة لليهود قبل الإسلام

الحوار المتمدن

اليهودٌالذين كانوا متواجدين في الحجاز العربي وخصوصا في (تيماء) هم في الأصل من اليهود الذين كانوا يهربون من الاضطهاد الروماني ما بين القرن الأول قبل الميلاد(70ق.م)و(140ق.م) ليتخذوا من الصحراء العربية ملجئا يحميهم من غدر الطغاة الذين كانوا يلاحقونهم,ويقال أن جذورهم في المدينة المنورة(يثرب) كانت ممتدة منذ القدم من أيام النبي موسى اللاوي,حيث هربوا من مصر مباشرة إلى يثرب(قريظة)(قينقاع),وحتى قريش كما ذكر ابن قتيبة كان فيهم أناس يهود متهودون (بني الحارث بن كعب)ولم تكن العرب تعترض أو تعارض أحدا على دخوله في اليهودية أو النصرانية,ومن الملفت للنظر أن اليهود بهذا كانوا يتمتعون بسمعة جيدة بين العرب,ويحترمون العرب ويحترمونهم بدليل أن اليهود في عدة مرات كانوا يتحالفون مع عرب قريش وهذا يظهر من أيام غزوة الخندق والأحزاب, حيث اتفق الجميع على ما يسمى اليوم اتفاقية دفاع مشترك بين العرب واليهود.

ولم يكن العرب يضطهدون أبناءهم الذين يدخلون في الديانة اليهودية أو النصرانية,وأثناء أو إبان البعثة والرسالة المحمدية كان هنالك رجالٌ من العرب متنصرون على دين النصرانية ولم تكن العرب تستغرب ذلك الأمر ولم تكن العرب تعذب أبناءهم على تنصرهم أو تهودهم,بل على العكس كانوا يكنون كل الاحترام للذي يخرج من الوثنية إلى الديانتين السماويتين اليهودية والنصرانية.

ولكن حين بدأ محمد دعوته للإسلام,عارضه كل أهله وأقرباءه حتى عمه الذي كفله يتيما وتربى في بيته مات من الدنيا وفارقها ولم يكن ليقبل أن يدخل في الدين الإسلامي, ولاحظوا معي أن قريشا عارضت ديانة محمدٍ ولم تعارض الديانة المسيحية, وفي أيام حرب قريش ضد الدين الإسلامي وقفت الجماعات اليهودية في المدينة مع العرب الوثنيين ورفضوا أن يتحالفوا مع محمد,وهذا إن دل على شيءٍ فإنما يدلُ على أن محمدا لم يكن مرحبا به على عكس الديانة اليهودية فهذه الديانة هي والمسيحية كان مرحبا بها في الحجاز ونجد وتهامة,ولم يكن العبيد أو الموالي يُعذبون على دخولهم فيها,بعكس الذين دخلوا في الديانة الإسلامية فقد تعرض كل أولئك لشتى أنواع الاضطهاد والعذاب.
ويقال وهذا صحيح 90% منه أن اليهود الذين كانوا متواجدون مع العرب كانوا جميعهم يمارسون نفس العادات العرقية مع العرب,فكانت عادات اليهود وتقاليدهم قبل الإسلام هي نفس عادات العرب لأنهم في الأصل عرب أقحاف ولكنهم دخلوا في الديانة اليهودية والبعض الآخر في الديانة المسيحية,ولم يواجهوا حربا من أهلهم لكي يمنعوهم من دخولهم في اليهودية والسبب واضح وهو أن عادات اليهود والمسيحيين كانت صاحبة أخلاق عالية جدا منها الشهامة والكرم ومخافة الإله,وكانوا يتمتعون باحترام شديد عند الناس وسمعة طيبة حتى جاء الإسلام وخصوصا بعد فتح مكة حيث تم حضر الديانتين حضرا تاما ومن بعد فتح مكة إلى اليوم تم تشويه صورة وسمعة الديانتين اليهودية والمسيحية ذلك كله بسبب انضمام اليهود مع العرب في(الأحزاب) ضد محمد وأتباعه الذين كانوا يقطعون الطرق ويسلبون التجار أموالهم كغنيمة حرب, فأراد العربُ أن يضعوا حد لهؤلاء اللصوص فقادوا ضدهم حربا يتم من خلالها تأمين الطرق التجارية من الحجاز إلى الشام,وخصوصا الطرق التي كانت تمر من يثرب,وإلى اليوم ما زالت سمعة اليهود مشوهة وقاتمة وغير واضحة وهذا كله بسبب الدين الإسلامي أما اليهود قبل فتح مكة فكانوا يتعايشون مع العرب جيرانهم عيشة الإخوة والأشقاء, يحترمون بعضهم البعض ويبجلون بعضهم البعض, أما بالنسبة إلى تحقير العرب المسلمون لليهود والنصارى فقد كان كل ذلك لأسباب شخصية من محمد(ص) وجماعته.

وقال صاعد البغدادي الأندلسي الأصل، مؤلف كتاب( المصنفات) فقد ذكر صاعد مجموعة من القبائل التي تسربت إليها اليهودية ودخلت في الدين اليهودي دون أن تتعرض للقتل أو التهديد مثل :ح(حمير( وبني كنانة وبني الحارث بن كعب وكندة. وذكرت مصادر أخرى أن اليهودية وجدت في بعض الأوس من قبائل الأنصار، وبني نمير وبعض غسان وبعض جذام. ويقال أن الآية القرآنية من سورة البقرة 256، نزلت بسبب أن بعض الأنصار هودوا أولادهم قبل الإسلام وعندما جاء الإسلام واحتج محمد وجماعته على ذلك ولهذا السبب قال(لا إكراه في الدين) وذلك لكي لا يدخل النصارى في الديانة اليهودية.

وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الديانة اليهودية كانت ديانة محببة عند العرب هي والنصرانية,وكان أحبار اليهود والنصارى قبل تشويه الإسلام لصورتهم يعدون بمثابة أساتذة وعلماء دين وأخلاق,وكان العرب إذا أرادوا أن يربوا أولادهم تربية صالحة,كانوا يرسلون أبناءهم إلى أحبار اليهود ليتعلموا عنهم القراءة والكتابة ودراسة الأخلاق والتشبع بأخلاق اليهود المساكين المحترمين,وكان بعض الرجال يتباهى بين أقرانه بأنه تعلم في صباه عند اليهود أو النصارى أهل الكتاب وأهل الأخلاق, بينما جماعة محمد كانوا إبان رسالته ودينه يتصل فيه أصحابه سرا ولا يقدر أي أحدٍ منهم أن يقول بين الناس بأن له علاقة بمحمد وهذا معناه أن محمدا نفسه كان لا يتمتع بسمعة طيبة بين الناس مما يجعلنا نعيد تقييمه من جديد هو ودينه,كانت دعوة محمد سرا وكان لا يجهر أصحابه بأنهم على دينه بينما كانت العرب تدخل بالدين اليهودي والنصراني علانية وكانوا يتفاخرون بذلك,وانظروا إلى سيرة الشاعر العربي المتهود(السموأل), وهو نفس اسم(صموئيل)وكان أبوه يهوديا وأمه من قبيلة غسان,ويقال أنه من نسل النبي هارون,وصفية بنت حيي بن أخطب,التي تزوجها محمد بعد قتل كافة أفراد قبيلتها, لطالما افتخرت على نساء محمد بجدها النبي صموئيل فكانت تقول:أنا حفيدة نبي وزوجة نبي,كان السموأل جد أمها,لقد كان لليهودية وللمسيحية شعبية كبيرة,ولكن الإسلام هو الذي شوه صورة المسيحية واليهودية حتى اليوم,وعلى فكرة,اليوم كل دول العالم تحملُ في داخلها صورة عن اليهود أجمل مليون مرة من الصورة التي في صدور المسلمين,والعالم اليوم يعرف من هم اليهود ويعرفون من هو الإسلام,هذا الدين الذي بالغ جدا في تشويه صورة اليهود بسبب معركة الأحزاب والخندق التي وقف فيها اليهود مع العرب وقفة رجلٍ واحد.

About جهاد علاونة

جهاد علاونه ,كاتب أردني
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.