الحل الرومانسي المتنطعون بالسياسة

الحل الرومانسيassadhasson
كل المعنيين بالشأن السوري على الصعيد السياسي لم تحترق اصابعهم بنيران الصراع الدائر في سوريا فالسوريون منهم لم يفقد احدا منهم اخا او ابن او ابا ولم تغتصب له زوجة او اخت او ابنة ولم يهدم له منزل او متجر كلهم يعيشون بامان اما من يشاركهم الحماس للحل السياسي من المجتمع الدولي فهم ايضا بلدان لم تخسر دولارا واحدا بل لعل اغلبهم جنى ارباحا طائلة من تجارة السلاح و النفط
هؤلاء هم من يسعون الى حل سياسي اقرب الى الرومانسية من خلال طرح تصور افتراضي لسناريو من الفنتازيا يجمعون فيها بشار ونظامه الى فريق من المعارضين المعتدلين لاقامة حكومة و طوي صفحة من التاريخ طولها حتى الان اربعة اعوام
المبشرون لتلك الحلول يتجاهلون رأي 200 الف اسرة هم اسر الضحايا و راي اكثر من نصف مليون عاجز بسبب اضرار الحرب ومئات الالاف من المهجرين و النازحين قصريا و كانهم ايضا لا وجود لهم في معادلة الحل
ينسى الجميع ان هنالك كثيرون خسروا كل شيء وليسوا بصدد ان يتنازلوا عن اي شيء
وان اي حل لاياخذ بعين الاعتبار القصاص لهؤلاء حل لايمكنه ان يصمد امام طلاب الثأر
ناهيك عن التعويض المادي والمعنوي لم هجر واخرج من دياره ليذوق الامرين في بلاد الجوار او مخيمات الايواء
قد يجتمع في اي مبادرة كهذه عشرات من المتنطعين بالسياسة فينظرون و يخططون للوطن والمواطن مستقبلا على ورق
اذا كان كل الثوار عندما خرجوا في بداية الثورة عقدوا العزم على ازالة النظام فكيف يتسى لهم التفكير بالعودة الى ما قبل 2011 و قد دفعوا ثمن بقاء الثورة متقدة المال و البنون
لا امل في حل سلمي مهما اجتهد ثوار المنابر و وعصابات الامم المتحدة طالما بقي الجناة طلقاء يتحكمون بمفاصل الدولة وكأنهم عادوا من رحلة صيد لم يسفكوا فيها دما ولم يرتكبوا فيها جرما

About جميل عمار -جواد أسود

كاتب سوري من حلب
This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.