التفسير العلمي ل سلوك المثليين

ل

التفسير العلمي ل سلوك المثليين

مقدمة :
خلق الله الإنسان ذكرا وأنثى ليتكاثروا و يعمروا الأرض . كما خلق الله الكائنات الحية الحيوانية والنباتية ذكرا وانثى ايضا لغرض التكاثر ولتكون غذاء للإنسان والحيوان .
وخلق الله الإنسان في أحسن تقويم وأجمل صورة متكاملة . وخلق ذلك الكمال لجميع الكائنات الحية ومن أجل ديمومة الحياة بكل صورها، وفر الخالق لها سبل الحياة من ماء وغذاء و هواء وحرارة وحماية من الإشعاعات الكونية القاتلة للحياة . لضمان بقاء النسل واستمرارية الحياة، خلق الله لكل جنس ذكر أو انثى جهاز تناسلي يؤدي وظيفة التناسل والولادة والتكاثر على الأرض وفي المياه عند الإنسان والحيوانات بأنواعها وكذلك في المملكة النباتية .
سنركز في مقالنا هذا على الإنسان فقط ألا في بعض الحالات التوضيحية.
لا يحدث التناسل والتكاثر إلا باتحاد وسائل التكاثر الجنسي عند الذَكر (الحيامن) مع (البويضة) في الأنثى . و لايحصل الإخصاب الطبيعي عند الإنسان إلا بعملية زرع الحيامن طبيعيا داخل رحم المرأة . بالإتحاد الجنسي الجسدي بين الجنسين . وقد صنع الخالق الجهاز التناسلي الذكري ملائما لشكل وتركيب الجهاز التناسلي الأنثوي لاستكمال مهمة الإخصاب على أكمل وجه. كما أوجد الخالق عند الذكر والأنثى ميزة الإنجذاب والغريزة الجنسية ليجتمع الذكر مع الأنثى جسديا برغبة قوية لأداء مهمة التناسل والتكاثر المصحوبة بالمتعة واللذة لتبقى العلاقة والجاذبية هذه قائمة مع استمرار الحياة، كما أوجدها عند الحيوانات لنفس السبب .
لغرض حدوث الإخصاب لابد من انتقال الجينات التي تحمل الصفات الوراثية من الذكر بواسطة الحيامن (السبيرمات) إلى داخل الجهاز التناسلي في جسم الانثى لتتحد مع الجينات الوراثية الموجودة داخل نواة البويضة التي يكونها ويفرزها الجهاز التناسلي الأنثوي بعد نمو و نضوج البويضة في المبيض .
في الإنسان تتحكم بعملية الإخصاب هرمونات جنسية ذكرية وانثوية متخصصة تفرزها غدد خاصة لتنظيم الإخصاب ونمو البويضة المخصبة ثم تتكاثر خلايا الجنين وتنمو الأعضاء كافة تدريجيا حتى يكتمل النمو داخل الرحم بعد تسعة أشهر ثم يخرج الجنين للحياة طفلا كاملا ويبدأ حياته على الأرض .


الأسماك في الأنهار والبحار تختلف في طريقة تلقيح الذكر للأنثى، حيث تتم العملية خارج الجسم، حيث تلقي الأنثى بيضها بكميات كبيرة في الماء وبين الأعشاب المائية، ويشعر الذكر بغريزته من نفس جنسها بوجود البيوض في الماء فيقذف حيامنه في الماء قرب البيوض ليتم اتحادها معا ويكتمل الإخصاب خارج جسم الأنثى ، و يهتم الذكر والأنثى بحماية البيوض أثناء نمو الأجنة فيها حتى تفقس.
الهرمونات الجنسية :
هي مواد كيميائية تفرزها الغدد الصماء المتخصصة، وهي التي تسبب النمو الجنسي والجسدي عند الجنسين في سن البلوغ والمراهقة بعد عبور مرحلة الطفولة . وتكون عند الإناث أسرع من الذكور. وهي المسؤولة عن النضوج الجنسي و بروز علامات البلوغ الجسدي في الجنسين . كما تنمو غريزة الانجذاب المتبادل بين الجنسين والرغبة للجنس الآخر . انها حكمة ربانية أوجدها الخالق لضمان التقارب الروحي والجسدي بين الجنسين كوسيلة نحو التزاوج والتخصيب وتكاثر النسل، وهي الغاية من الخلق .
جاء في التوراة / سفر التكوين 16:3 ان الله قال لحواء كعقاب لها بعد عصيانها مع زوجها آدم على وصية الله:
«تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ، بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَدًا. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».
المقصود بـ الاشتياق هو تعبير عن خلق الغريزة الجنسية عند الرجل والمرأة لكي يجتمعا معا جسديا و نفسيا واجتماعيا لتكوين اسرة لغرض التناسل والإنجاب وتربية النسل الجديد لمواصلة الحياة .
الهرمونات الجنسية بالتفاعل مع الدماغ هي من تعمل التجاذب الغريزي بين الجنسين المختلفين ولولاها لا يمكن حصول التزاوج والتناسل والتكاثر، وهي وسيلة تصاحبها متعة ورغبة عند الطرفين . بدون هذه العملية سيحدث انقراض للجنس البشري أو الحيواني من على سطح الأرض .
هذه مقدمة علمية للدخول في موضوع تفسير ظاهرة المثليين الشاذة الموجودة بعدد قليل في المجتمعات البشرية.
صحيح ان الله خلق الإنسان في أحسن صورة وشكل وتكوين، وخلق في جسده كل الأعضاء والأجهزة الضرورية لإدامة حياته وانجاز فعالياته الحيوية كجهاز الدوران والتنفس والهضم والإفراز وغيرها . لكن يجب الاقتناع ان لكل قاعدة شواذ حتى ظهور تشوهات وتغييرات غير طبيعية في تكوين جسم الإنسان في الحيامن والبويضات عند التعرض لعوامل بيولوجية او اشعاعية أو كيميائية . كأن يظهر في بعض البشر ستة أصابع في اليد الواحدة. أو تلون احدى العينين بلون يختلف عن لون العين الأخرى . كما توجد في الطبيعة نباتات أو حيوانات خنثى أي تحتوي على الجهاز التناسلي الذكري والأنثوي معا في جسم واحد، ويحصل التلقيح ذاتيا بنفس الكائن، وهذه من الحالات القليلة والنادرة .
كما نجد في الاحياء البدائية الميكروسكوبية مثل الأميبا وأنواع البكتريا والفيروسات ان التكاثر يحدث نتيجة انقسام الخلايا ونويتها وليس بالتلقيح والتخصيب الجنسي .
في الإنسان يوجد جهاز تناسلي متكامل ومتخصص عند الرجل يختلف تماما عن الجهاز التناسلي عند المرأة رغم تشابه معظم بقية الأجهزة والأعضاء بين الجنسين كالقلب والرئتين والكبد وغيرها . وما يميز الأنثى عن الذكر هو نمو الغدد الجنسية التي تفرز هرمونات خاصة لإظهار المميزات والملامح الذكرية والأنثوية في الإنسان كنمو الثديين وشعر الإبط و العانة والدورة الشهرية عند الإناث، وكذلك نمو الشعر في الوجه للذكر (الشارب واللحية) وشعر العانة وانتاج الحيامن وتضخم العضلات وخشونة الصوت عند الذكور . كما تلعب هذه الهرمونات الدور الكبير في إنماء الغريزة والشهوة الجنسية بين الذكور والإناث .
في مرحلة الطفولة وقبل سن البلوغ والنضج الجنسي لا يحدث انجذاب عاطفي بين الأطفال الذكور والإناث ،لأن الهرمونات الجنسية لم تنضج بعد، لكن بعد مرحلة البلوغ تتغير الحالة النفسية وتتولد الرغبة والانجذاب بين الجنسين وهذا شئ طبيعي تمهيدا لمرحلة متقدمة اخرى بعد اكتمال النضوج والتهيؤ للزواج و تنمية علاقات بين الطرفين يكون بدايتها الحب والإعجاب وتنتهي بالزواج . لذا نرى في رياض الأطفال يختلط الجنسان بمدرسة واحدة لكن في مرحلة الإبتدائية والمتوسطة والإعدادية في الدول العربية والإسلامية خاصة ، يتم فصل الذكور عن الإناث في المدارس .لأنهم يمرون بمرحلة البلوغ والنضج ويفهمون ما هو الجنس ويشعرون به ، وقد يدرسونه بالمناهج الدراسية ويفهموه.
في هذه المرحلة من العمر، تنشط الهرمونات الجنسية وتصل ذروتها في مرحلة الشباب وتؤدي وظيفتها بالجسم والعقل والنفس بشكل فعال. ويظهر تأثيرها في النمو الجسدي والفكري . ويحصل التحكم في السلوك والإرادة والتصرف بعيدا عن مرحلة الطفولة البريئة . نمو الهرمونات الجنسية يسبب افراز التيستوستيرون في الذكور يترك آثاره على نمو العضلات ونمو الشعر في الوجه وتحت الإبطين ومنطقة العانة . ويصبح الصوت أكثر خشونة ، تبدأ الخصيتان إنتاج الحيامن وينمو العضو الذكري ويحدث الانتصاب الصباحي عند الإثارة الجنسية . ويزداد انجذاب الذكور نحو الإناث .
اما في الإناث يبدأ إفراز هرمون الأستروجين بالمعدل الطبيعي ، فيحصل النمو الجسدي بشكل أسرع ويمتلئ الجسم بالدهون و يبدأ الثديان بالبروز والنمو واكتناز الدهن، وتبدأ مرحلة الطمث والدور الشهرية في سن الثانية عشرة تقريبا ، ويظهر الشعر تحت الإبط وعلى العانة ، اما من الناحية النفسية فتشعر البنت انها كبرت وانتهت مرحلة الطفولة ، فتغير من سلوكها وتقلد امها في الملابس والتصرف وترغب في وضع المكياج وتجميل نفسها و الاعتناء بشعرها لتظهر جمالها وأنوثتها ، كما يظهر على البعض صفة الخجل ، والبعض الآخر تبدي ميلا نحو الجنس الآخر وتبدي اعجابها بالشباب . وهذا كله من الأمور الطبيعية .
المثلية الجنسية
نجد في بعض الحالات الشاذة حصول انجذاب الذكور نحو الذكور ، وانجذاب الإناث نحو الإناث من الناحية الجنسية مع وجود رغبة للتفاعل الجسدي فيما بينهم و تصل الى اللواط والسحاق والزواج المثلي احيانا.
بعض الذكور الذين لديهم اضطراب في إفراز الهرمون الذكري (التيستوستيرون) وارتفاع كمية هرمونات الإستروجين الأنثوية يتحولون الى السلوك الأنثوي ويتشبهون بالإناث في تسريحة شعرها ونتف الحواجب ، وعمل المكياجات النسائية، ويميلون جنسيا نحو الذكور وليس الإناث . ومنهم من يبحث عن تناول هرمونات أنثوية لزيادة حجم الثدي، والتشبه بالنساء في الملابس و لبس الكعب العالي . ويكون صوته نسائيا واطئ النبرة . وهذا ما يدعى بالمثلية الجنسية .
لكل قاعدة شواذ و حالات نادرة قد تحصل . هناك عوامل متعددة تسهم في تشكل المثلية الجنسية، وتشمل العوامل البيولوجية والوراثية والبيئية والنفسية والاجتماعية والثقافية ، ومع ذلك لا يزال العلماء يبحثون للوصول إلى تفسير شامل لأسباب المثلية الجنسية. هناك بعض النظريات والدراسات التي تشير إلى أن العوامل الوراثية والهرمونية والجينية قد تلعب دورا في تحديد التوجه الجنسي للأفراد. قد تكون أيضا العوامل النفسية والاجتماعية والثقافية مؤثرة في تشكيل وتأثير الميول الجنسية.
أولئك الذكور الشواذ لا يشعرون برجولتهم مطلقا، ويتصرفون كالإناث. يميل أحدهم الى لبس الملابس النسائية ، و تقليد البنات في المشي والسلوك . وهذا لا يحصل بشكل متعمد بل هو الشعور الطبيعي الذي ينتابه بسبب الغريزة الأنثوية الطاغية عليه لوجود خلل في هرموناته وفي نشأته الطفولية وبيئته. انه مسيّر وليس مخير .
وهكذا تتكون طبقة المثليين ويجتمعون مع بعضهم ويكونون لهم جمعيات خاصة بهم، ويطالبون بحقوقهم . انهم ذكور بأحاسيس ومشاعر وغرائز انثوية، والعكس صحيح . عند بعض الشعوب يصبح اولئك الأشخاص منبوذين محتقرين اجتماعيا . وتصرفاتهم بالزواج المثلي او التفاعل الجنسي يتعارض مع الأديان ولهذا يحاربون من قبل المجتمع .
هناك عدة عوامل قد تساهم في نمو الشذوذ الجنسي في المجتمع، منها:

1 – العوامل الوراثية: قد يكون هناك عوامل وراثية تؤثر على الشخص وتجعله يميل نحو الشذوذ الجنسي.

2 – العوامل النفسية: مثل الضغوط النفسية، الإحباط، القلق، الاكتئاب، والاضطرابات النفسية الأخرى، والتي يمكن أن تؤدي إلى تغييرات في السلوك الجنسي.

3 – العوامل الاجتماعية: مثل التغيرات الثقافية والاجتماعية، والتي قد تؤدي إلى زيادة التسامح والقبول للشذوذ الجنسي في المجتمع، بالإضافة إلى الإعلام والتكنولوجيا والتي تفتح الناس لثقافات جنسية مختلفة.

4 – العوامل البيئية: مثل الإفراط في استخدام المواد المخدرة والكحول، وهو ما يمكن أن يؤثر على السلوك الجنسي لدى الأفراد.

5 – العوامل الجسدية: مثل الأمراض الجنسية والتي يمكن أن تؤدي إلى تغييرات في السلوك الجنسي لدى الأفراد.
يجب ان نعامل هؤلاء على أنهم مبتلون بحالة غير إرادية ، وانهم مسيّرون وليسوا مخيرين .
صباح ابراهيم
5 / 8 / 2023

About صباح ابراهيم

صباح ابراهيم كاتب متمرس في مقارنة الاديان ومواضيع متنوعة اخرى ، يكتب في مفكر حر والحوار المتمدن و مواقع اخرى .
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.