الباحث محمد المسيح يصحح اخطاء آيتين في سورة المرسلات

Mohammed Lamsiah

مساء الخير للجميع
وصلني على الخاص سؤالاً مهمًا من سيد لا يريد ذكر اسمه عن آيتين في سورة المرسلات ؛ حيث قال :” (31) إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ كم مره قرأت هذه الايه ولم افهم معناها ، هل هناك خطأ ما في التنقيط وما دخل الشرر بالقصر وما هي الجمالت الصفر ، اذا اردت نشر السؤال على صفحتك الرجاء بدون ذكر الاسم وشكرا “
الجواب
سيدي الكريم علماء التفسير المسلمين أبدعوا في تأويل هذه الآيات وأعطوها ما قد تستحق من تفسير للقراءة، فيمكن لأي أحد أن يرجع للتفاسير فيجد ما جادت به عقولهم من تأويل، فإما يقبل بهذا التفسير أو يشكك في أصل القراءة كما حصل معك.
وأنا أشاطرك هذا الشك لعدة أسباب منها:
في سياق هذه الآيات من سورة المرسلات نجد النص يتحدث عن جهنم وقال عنها ” إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ” فكلمة “قصر” هنا تربك السياق وتفسد المشهد الرمزي الذي يقدمه النص لتهويله؛ لأن القصر بناية ضخمة جميلة أنيقة لا تليق إلا بالملوك أو بأهل الجنة؛ وبالتالي الإستعارة هنا لا توافق المشهد المطلوب! فالكلمة بحسب رأيي : فحرف الصاد هو في الأصل دالاً؛ وهذا الحرف في الخط المائل القديم أو الخط الكوفي يشبه لحرف الصاد، الفرق بينهما فقط فتحة صغيرة، فلو أقفلها الناسخ بالخطأ يصبح الدال صاداً وبالتالي ” إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقِدْرِ ” القِدر عندما يكون على النار، والآية ثانية” كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ ” الهاء في “كأنه” تعود على “شرر” ، ثم كلمة “جمالة” في النص الأصلي تكون على الرسم “حملىــ” وبالتالي هي ترجمة دقيقة لكلمة “أبابيل” الموجودة في سورة الفيل من جذر كلمة ܝܒܠ “يبل” الآرامية بمعنى أوصل، أبلغ، نقل، حمل وغيرها من المعاني، كما سبق وأن شرحت لكم في يوم 19 أبريل الماضي بمعنى حمالة . والسؤال المطروح ماذا يحمل هذا الشرار؟
الجواب في النص حيث يحمل صفر أي مادة الكبريت المشتعل وقد سمها القرآن في آيات أخرى “حجارة من سجيل” وهي في الأصل من سحيل،


brim stone حجر الحافة أو brimstone
الكبريت، بمعنى حجر الهاوية أو حجارة جهنم أي حجر الكبريت كما جاء في كتاب الإنتصار للشيخ يحيى بن أبي الخير العمراني ، وحتى لا أطيل في الشرح فسوف أقدم لكم شرحاً وافياً لعبارة “حجارة من سجيل” عندما أترجم مقالتي عن سورة الفيل إلى اللغة العربية، والكبريت سمي بصفر لصفار لونه، وقد سمي في اللغات الأخرى
Sulfur أو
Sulphur
وهو تقارب في اللفظ والمعنى.
وشكرًا لهذا السؤال الرائع والصعب في نفس الوقت.

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.