احتفلنا البارحة بعيد الشكر..

wafasultan2015أنا مدينة بالشكر لأنني أملك سقفا آمنا ولقمة نظيفة وكرامة محفوظة..
أنا مدينة بالشكر لعائلتي الجميلة ولأصدقائي المحبين…
أنا مدينة بالشكر لوجود أحفادي في حياتي علما بأنهم يعتقدون أنني مستحاثة من العصر الحجري، لأنني لا أجيد الألعاب الالكترونية!
أنا مدينة بالشكر لحديقتي ولأزهارها وللفراشات فيها، وحتى للسناجب التي أكلت محصولي ولهفته حتى آخر ثمرة فيه،
مدينة لها لأنها امتعتني بمطاردتها…
مدينة بالشكر للمدفأة التي تبعث الدفء في غرفتي… ولكرسي مكتبي المريح… ولستائر غرفتي…
أنا مدينة بالشكر للشمعة التي تفوح منها رائحة اللافندرز فتنعش روحي!
أنا مدينة بالشكر للشمس التي تشرق كل صباح وتزور أشعتها غرفتي قبل أن تزور أي مكان آخر في العالم، أو هكذا اؤمن!
أنا مدينة للبومة التي استوطنت قرميد البيت كمؤشر قاطع أن الغد أجمل!
أنا مدينة بالشكر لكلبي ماتشو الذي يسامرني من وراء زجاج نافذتي، ويطمئني أنني بأمان…
أنا مدينة بالشكر لعامل الحديقة أرتورو الذي يعشق الأرض كما أعشقها….
…….
أنا مدينة بالشكر لأنه مازال هناك كتاب في المكتبة لم أقرأه بعد، وستحمله لي ابنتي هدية عيد الميلاد…
أنا مدينة للفيس بوك الذي أثبت لي بأن السماء هي الحدود… والذي حررني وحررنا جميعا من سلطة الناشر واستعباد المطابع…
أنا مدينة بالشكر لأنني في بلد يحترم وجودي ويحمي حقي في أن أمارس حياتي وفقا لمشيئتي…
أنا مدينة بالشكر لجارتي جودي التي أستمتع بفنجان قهوة معها كل ثلاثاء، في بيتها الساحر وبصحبة قطتها سوشي!
…..
لست شاكرة لأنني سعيدة، ولكنني سعيدة لأنني مدينة بالشكر لصغائر الأمور قبل كبائرها! إذ ليس شرطا أن نكون سعداءا لنكون ممنونين وشاكرين، ولكن قدرتنا على الامتنان والشكر هي الشرط الأساسي لنكون سعداء!
…..
أنا مدينة بالشكر لهذا الكون اللامتناهي في رحابته وجماله… ومدينة بالشكر للحياة نفسها… ومدينة لوجودك عزيزي القارئ في حياتي!

الوفرة أو الشح موقف وحالة عقلية… الامتنان يجذب الوفرة، والتأفف يكرّس الشح! فانظر إلى الجانب المشرق في حياتك وكن ممنونا له.. لا تقل لي لا يوجد (حتى ولو ثقب صغير) في عالمك مهما ادلهم ظلامه… كن مدينا بالشكر لهذا الثقب كي يكبر ويتسع! كن مدينا بالشكر للأشياء الجميلة التي هي في الطريق إليك كي تسرّع المجيء، فكل الأشياء الجميلة في حياتي كنت مدينة بالشكر لها قبل أن تصل!
…..
كل عام وأنتم بخير!

About وفاء سلطان

طبيبة نفس وكاتبة سورية
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.