هل عدم مصافحة المرأة المسلمة لرئيس الوزراء السويدي هي قضية؟

muslemhandshakingشغل ذهني هذا الموقف وشغل ذهني أكثر التعليقات والكتابات التي دارت حول هذا الحدث وقراءته وردود الأفعال المٌختلفة بالطرق والرؤى المختلفة وهذا أمر يدل على انشغال اذهان الناس بهذا الامر ايضاً سواء من المؤيدين او المعترضين؟
بالفعل أرى هذا الحدث هو قضية عند الشعوب وليس امر عابر والذي يؤكده لي انه قضية هي كثرة الردود والتعليقات والمشاركات لهذا الحدث والاختلاف حوله بالشتم والاهانات والحوار بالطٌرق المختلفة.
وما حدث على مر تاريخ في صراعات المجتمعات بين قيمها وعاداتها وبين الحفاظ عليها والبقاء عليها الكثير من الطقوس والقيم والتقاليد مازالت سائدة في عصرنا
هذه الطقوس والقيم يوجد انشراخ في المجتمع بالتعاطي معها باختلاف الافراد والمكونات. ولكن تصبح أكثر جدلية والصراع حولها في حالة كانت مٌرتبطة بهالة مقدسة او مبنية على الشريعة والفقه وتشكل حيز كبير في الفكر الجمعي كقيمة في التراث والحضارة وكيان الافراد.

لا اعرف بالضبط ماذا اوصف هذه الحالة هل قيمة مقدسة عند المرأة تمارسها لترضي الله وخوفا من مجتمعها أم هي فعل وردة فعل نابع لعادة متأصلة في كيان المرأة وذهنها كعادة وقيمة تحافظ بها على هويتها وثقافتها وتقليدها الموروث
بكل تأكيد سأوصف هذه الحالة كما انا انظر لها بمنهجيتي.
تحليل العقل الأفكار إرادة هذه المرأة معتقدها الأخلاقي والديني وضع المجتمع القائمة به هل هذا بالنسبة للمرأة خير أم شر وكيف جاءت هذه العادة والقيمة للمجتمع.
وماذا تشكل هذه العادة بالنسبة للأخر والمجتمع وهل تساعد في وعي المرأة بذاتها ووجودها وهل هذه العادات والتقاليد عند الجماعات ستشكل خلل في الدستور لأفراد دون افراد أخرين هم من نفس الجماعة ولكن يختلفون بالنظرة للمقدس والقيم والعادات والتقاليد.
مبدا الحرية والتغيير يفرض علينا التساؤل حول كل هذه الأمور بالأخص في هذه المرحلة التي تشهدهٌا مجتمعاتنا الشرقية من احتضار بسبب الذي مورس عليها في القديم وهجرة المسلمين للغرب المختلف عنه بالقيم والعقائد وتحقيق الاندماج في تلك المجتمعات.
وان أي تساءل جاء حول هذا الامر باي طريقة كانت ما علينا سوى تقبله وفهمه واي تأييد جاء ايضاً ما علينا سوى ذلك الامر بالتقبل.
لان هذه مشكلة في المجتمع يختلف عليها الافراد في تقيمها والعمل بها او عدم العمل بها كسلوك وك قوانين تبنى في الدستور على الكثير من هذه القيم الموروثة او تأخذ هالة مقدسة.
وان أكثر الأشياء التي تٌقلق الجماعات في مسيرتهم هي النقد لهذه القيم لأنها تمسهم شخصياتهم وتمس تراثهم ومقدسهم.
وردة الفعل للنقد في اغلب الأحيان تكون انتقام والناقد أما ان يكون ينتقد للانتقام من قوانين مجتمعه وقيمه ومقدساته التي ممكن ان يكون كان ضحيتها في التكبٌل والتقيد او انه لا يجد لها أي قيمة بنظرته الفكرية ووجهات نظره الاجتماعية في معالجة هذا الشأن بعلاقة الافراد ين بعضهم البعض.
وقد يكون الناقد يتصدى لهذه القيم الموروثة لنضاله في تحقيق مجتمع علماني ونظام سياسي علماني خالي من الطقوس والقيم التي تشكل خلل لهذا النظام العلماني وتشكل خلل في ذهنية الافراد في جدلية المقدس والموروث والعادات والقيم واحتياجات العصر والانتقال للحداثة والعلم دون التركيز على المٌكتس بالشكل الجامد والمنغلق.
بعد هذا الانشغال بذهني بهذا الحدث الذي احترم حرية المرأة بما جاء من ردة فعلها
ولكن القضية تكون بأن هناك الكثير من القيم والعادات التي ورثنها في مجتمعاتنا الإسلامية عن الاخر المٌختلف عنا ونظرتنا له هي تٌشكل بنا كراهية أو نفور من مخالطته والاتجاه له وفهمه واحياننا تكون ضد حقوق وشرعية الانسان المتفق عليها اضافة ان هذه القيم والعادات والأفكار المتصلبة تعرقل وعي الفرد بذاته وتحرر المجتمع وعلمنته.
يوجد الكثير من القيم والعادات والمقدس والموروث في كيان الافراد ومجتمعاتنا تستحق منا أن ننظر لها كقضايا يلزمنا التحرر منها وإعادة صياغتها لنكون فاعلين واحرار أكثر ومتقبلين للأخر ومنفتحين على الحضارات الأخرى والمختلف معنا ولتساعدنا في بناء مجتمع علماني ونظام علماني وافراد يتجهون للعقل وسلطته أكثر من القيم الموروثة الجامدة التي تعطل العقل وتعرقلنا في المشاركة والاتجاه للبشرية.

About عبد الرحمن شرف

كاتب وناشط ديمقراطي سوري
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.