هل حركة غولن أقرب إلى الانقلابية الأخوانية ضد اسلام ليبرالي تنويري ديموقراطي يمثله جيل أردوغان الشباب

Abdulrazakeidهل حركة (فتح الله غولن) أقرب إلى الانقلابية الأخوانية ضد اسلام ليبرالي تنويري ديموقراطي يمثله جيل (أردوغان الشباب ) ممثلي حزب العدالة والتنمية !!!!! ؟؟؟ هل دعوة (أردوغان) العلنية للأخوان المصريين إلى العلمانية….. تؤكد الثقة به وبخيار جيله الاسلامي الليبرالي كتمثيل حقيقي وصادق للتجربة الديموقراطية في تركيا!!!!

منذ تأسيسنا في بيروت، ومن ثم بعد سنة في باريس لرابطة العقلانيين العرب 2007، شكل موضوع الخيار الاسلامي الديموقراطي التركي موضوعا لحواراتنا ونقاشاتنا كثقفين ومفكرين عرب على هامش المؤتمر ……بين سؤال هل يمكن قيام ديموقراطية بدون علمنة ، أوعلمنة بلا ديموقراطية، وانقسمنا على ذلك بين فريقين، فريق يؤيد علمنة بلا ديموقراطية من خلال مثقفي النظام التونسي ( بن علي ) ومثقفي النظام البعثي الأسدي، وهؤلا هم المؤيدون للعلمانية بلا ديموقراطية، وتيار رافض للعلمنة بلا ديموقراطية، وكان مثالنا على فكرنا ( هتلر –ستالين – موسوليني …الخ

هناك من شكك بتجربة أردوغان بوصفها تمثيلا للحركة الأخوانية التقليدية التي تريد أن تلبس لبوس الحداثة، وأن حركة فتح الله غولن تعبرعن خيار الحداثة الاسلامية المؤيد غربيا وأمريكيا، وهو (إسلام التصوف ، وروحنة الإسلام ، والابتعاد بالدين عن شؤون السياسة اليومية والالتفات إلى شؤون القلب الذي لا سلطة للفقيه عليه حسب الإمام الغزالي ، حيث تخليص المدنس الأرضي للسياسة من المقدس السماوي موطن المثل العليا الدينية ….وكان الحماس الأخواني للتجربة التركية عبئا عالميا عليها، لم يلتفت له أردوغان والنخبة الليبرالية الديموقراطية العلمانية، التي أستساغت هذا التأييد الشعبوي ( الاسلاموي لها ) منذ لحظات المواجهة العاطفية التي أشرنا لها في حينها بين النخبة التركية الاسلامية الديموقراطية (أردوغان ) ، ونخبة قوى الدولة الاسرائيلية بتمثيلها العتيق (بيريز) وشبهنا الموقف العاطفي لأردوغان، بالورطات الشعبوية العاطفية التي لعبتها إسرائيل مع الزعيم الشعبوي جمال عبد الناصر…

تركيز السلطة الشرعية لحكومة أردوغان على الدور التآمري الانقلابي لحركة غولن ( الكيان الموازي ) للدولة التركية، تشبه ما فعل الأخوان في مصر في التغلغل إلى كل حيزات الدولة وهم كانوا في المعارضة ….هذا التشبيه الإعلامي التركي الرسمي ) بين حركة غولن وحركة الأخوان )، كنا ننظر له ببعض التحفظ ،واعتبرنا ذلك جزءا من المعركة الإعلامية التي تدافع به السلطة الشرعية لحزب العدالة والتنمية عن شرعيتها كتمثيل دستوري ديموقراطي …..ضد انقلاب عسكري تقوده قوة سياسية (إسلاموية ) منظمة مؤيدة صراحة من الغرب، وخاصة أمريكا، وأن الإعلام التركي يريد أن يحيد ضمنيا ومواربة الغرب عن هذه المعركة التي يفترض –شكليا- أن ليس للغرب والأمريكان مصلحة بالانحياز الإيديولوجي إلى أحد طرفيها (الإسلاميين !!! ) ..

كنا نعرف جيدا أنه ليس هناك ما يشابه حركة الاسلام الديموقراطي الحداثي التركية عربيا ، سوى التجربة التونسية (حركة النهضة ) ، التي تتشابه تاريخيا وطنيا بمقدماتها العلمانية الديموقراطية (بورقيبة)، مع تجربة أتاتورك العلمانية الديموقراطية تركيا، حيث هذه التجارب التنويرية مهدت في كلا البلدين لولادة نموذج تنويري إسلامي، قابل للتعايش مع العصر والحداثة في صورة الحزبين الإسلاميين ( العدالة والتنمية في تركيا والنهضة في تونس) ….

هذا البعد التنويري الحداثي كنا نعتبره جزءا من التجربة الاسلامية التنويرية التركية التي جمعت بين جيلين في حركة واحدة ، وهي جيل ( الأب غولن وجيل الابن أردوغان)، وكنا نستبعد أن الاختلاف بين الجيلين سيؤدي إلى انقلاب يقوده (الأب غولن ضد الابن أردوغان ) بوصف سيرورة حركتهما سيرورة حداثية تنويرية ذات أرومة واحدة، حيث لم يخطر على بالنا أن الانقلاب يمكن أن يكون بين تيارين في خط واحد ، بل يمكن أن يكون من قبل العسكر المرتبطين خارجيا، في خدمة مشروع غربي- أمريكي – اسرائيلي ، تزعجه سيرورة التنمية والتقدم الاقتصادي والاجتماعي لبلد إسلامي يريد أن ينخرط في حركة تقدم العصر كما حققت تركيا فعلا، حيث كنا نعتقد ولا زلنا ـ أن الأخوان المسلمين العرب – ماعدا حركة نهضة التوانسة – إنما ينظرون إلى تجربة أردوغان على أنها تجربة أخوانية مواربة تريد بعث السطنة العثمانية، وهم ينتظرون اللحظة التي يعلن فيها أردوغان راية سلطنة بني عثمان ، عندما تأتي لحظة (التمكين)، وهذا الأمر تبناه الكثيرون من المثقفين العرب العلمانيين، حتى في صفوفنا (رابطة العقلانيين العرب ) منذ قيامها ، لكن من موقع تشكيكي بنواياها ..
.
إن ما جعلني أتقبل فكرة التشابه الانقلابي بين حركة غولن وحركة الأخوان في مصر، ليس تصدر الاعلام المصري الرسمي في الحملة ضد أردوغان من قبل النظام العسكري المصري ….بل قيام مفكرين أخوانيين مصريين شهيرين في مصر في الدفاع الموارب وغير المباشر عن حركة (غولن )، ووضعهم لذات الشروط الغربية النقدية المستثارة لفشل الانقلاب التي يضعها الغرب على أردوغان ، في تعامل نظامه الشرعي الديموقراطي المنتخب مع الانقلابيين …….. !!!

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.