نيكروفيليا الضعف الجنسي… أُمراءُ الحرب في سوريا يضاجعون الأموات!!

silfywithdead

كنانة علوش

عبد الله الحسن (قاسيون) – لم يشأ أمراءُ الحربِ في سوريا وانفصاليوها عرقيّاً ودينياً، أن يتركوا جثث «أعدائهِم» تتعرضُ للشمس أياماً عدّة كي تتفسّخ، مثلما كانَ المصريون القدماء؛ حين لم يكونوا يسلّموا جثث النساء الجميلات إلى محنِّطيها حالَ موتها، وإنما كانوا يعرّضونها للشمس، حتى تظهر عليها علامات التحلل آنذاك، وتصبحَ «أقل جاذبية» في نظر الكهنة، حسبما دلّت كتابات «هيرودوتس» المؤرخ الإغريقي.
ولربما ظهرَ الأمر غريباً للوهلةِ الأولى؛ لكن الإشارات التاريخية تدلُّ أيضاً على أن «أخيل» حينما انتهت مبارزتهُ مع ملكة الأمازون بانتصاره؛ سارعَ إلى نزع خوذتها، ليتبيّن له أنها باهرة الجمال، ليحتفظَ بالجثة بعد ذلك، ويمارسَ معها الجنس، حسبما روى «هوميروس»، في ملحمتي (الإلياذة، والأوديسة) الإغريقيتين. كما أن الملك «هيرودس الكبير»، اشتهر هو الآخر بقسوتهِ، وتنفيذه «مذبحة كل المواليد»، والتي أمر خلالها بقتل كل الأطفال وإعدام النساء في «بيت لحم»… واشتهر بإعدام زوجته «ماريامنا» بتهمة الخيانة، عام ٢٨ قبل الميلاد؛ قالت الروايات أنه احتفظ بجثتها لمدة سبعة أعوام، مارسَ خلالها الجنس مع الضحية.
في أواخر القرن التاسع عشر، أطلقَ علماء النفس على حالة «الانجذاب الجنسي لجثث الموتى» اسم «النيكروفيليا»؛ وكانت آنذاك تعني أيضاً «تعزيز الثقة بالنفس عبرَ أشخاصٍ لا يملكون القدرة على المقاومة» وهي رغبة بالتحكم والسيطرة على من لا يملك قرار الرفض أبداً، وبيئتها الحقيقية تترعرع في الأنفس المهزوزة وعديمة الثقة؛ ولأن حرباً حقيقيّة كالتي تقاسيها الأرضُ السورية منذ خمسةِ أعوامٍ إلى الآن لم تقم في العالم منذ ذلك الوقت، فقد يشير ما حولنا إلى أن «النيكروفيليا» قد تعني الانجذاب التخيُّلي دون الاتصال المباشر؛ لكنها بالطبع تعني أيضاً «التقاطَ الصور مع جثث القتلى»؛ إذ أن الإنسان وعلى ما يبدو، قد ترفّع عن ممارسة الجنس مع «مين ما كان»، وبات يتحاشى أن يَظهر مظهرَ «المُقرف» في القرن الحادي والعشرين.
الجثث… شريك «السلفي» الأمثل!
السابع والعشرون من شهر نيسان/ أبريل الفائت، اختارت مراسلة قناة «سما» الفضائية، الموالية للنظام السوري «كنانة علوش»، أن تجد شريكاً يعزز لديها الثقة بنفسها، ولا يملك قول (لا) في وجهها إذا ما اعتراها الشبَق. فكان «سيلفي» مع عناصر قتلى من قوات المعارضة السورية غربَ حلب، كان بعضها دون أية ملابس… الجثة شريك السيلفي الأمثل، فهي غير قادرة على الكلام ولا الحركة، وليسَ من شأنها أن تستدعيكَ لإعادة التقاط الصورة مجدداً.

وإن كنا قادرين على إيجاد المبررات لكنانة بوصفها أنثى مع جثث قتلى من الذكور، فإن الأمرَ يبدو صعباً للغاية إذا ما تطرّقنا بالحديث عن «شادي حلوة».

وليسَ بعيداً عن ذلك، ولا غريباً عنه أيضاً، نشرت «وحدات حماية الشعب» الكردية، الذراع العسكري لـ «حزب الاتحاد الديموقراطي»، في التاسع والعشرين من الشهر ذاته (نيسان/ أبريل) المنصرم، نشرت مقطع فيديو يُظهر عشرات القتلى عن أيديهم من قوات المعارضة السورية أيضاً، ممن يدينون بالإسلام، ما يستدعي وصفهم بـ (العناصر الإرهابية) بطبيعة الحال، طافت بهم الوحداتُ في مدينة «عفرين»، التي ترى في وصفها بـ «مدينة سورية» تقليلاً من شأنها… أُرفق المقطع بـ صور السيلفي أيضاً.

وكمحاولة لتبرير نيكروفيليّة هذا الطرف الذي يسعى بدوره إلى إقصاء من نوع آخر، ظهر عضو «حركة المجتمع الديموقراطي»، «آلدار خليل»، ليقول للعالم إن «استعراض جثث الأعداء على هذا النحو أمام المدنيين في الشوارع، كما حصل في عفرين اليوم، أمر مقزز»، في إشارة منه أنه تجوز «مضاجعة جثث (الأعداء) بالسيلفي في غير الأماكن العامة».
وإن كنا قد تحدّثنا إلى الآن عن قوات النظام السوري، التي ترى بكل من خالفها (إرهابياً)، مسلماً كان أو غيره، وعن انفصاليي الكرد، الذين يعتبرون العربي المسلم (إرهابيا) أيضاً (إلا حزب البعث العربي) لأنه (اشتراكي)؛ فثالثة الأثافي جاءت البارحة…
السادس من أيار/ مايو الجاري، بعد سيطرة «جبهة النصرة» صباح الجمعة، على بلدة خان طومان الاستراتيجية جنوب حلب، إثر الاشتباكات التي دارت بينها من جهة، وقوات النظام السوري من جهة أُخرى، بمساندة من «جند الأقصى»… تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً ومقاطع فيديو، تُظهر (إعلامياً) في «جيش الفتح» قد ضاجعَ الجثث هو الآخر.

وأظهرت صور أخرى، عشرات صور (السيلفي) الفخري، لسحل العناصر في شوارع البلدة، والتحقيقات معهم، إضافة لإشارات النصر مع جنديين من حيّين مختلفين تسيطر عليهما المعارضة السوري في مدينة حلب، إضافة لصور تتحدث عن الانتصار المدوّي الذي حققته الفصائل الإسلامية هناك. وإن كنتُ هنا لستُ أُعطي الشرعية للنظام بوصفه أجدر أو أكثر كفاءة، فإنني لا أبرئ أصحاب المشاريع الانفصالية أو الإقصائية الدينية أو الحزبية من هذا (العرس) الجماعي.

ولازال الوقت مبكّراً جداً للتساؤل عن حال (المواطن السوري)، أو مستقبل البلاد في ظل كل تلك النزعات والأمراض النفسية.

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.