نحن في لعبة السكاكين أيها السادة.. سكاكين تلوح في كل الأيدي، بما فيها تلك الأيادي التي تلبس قفازات حرير

Nabil Almulhem
رجل يقتل زوجته في ألمانيا (شاهد الفيديو هنا:  شاهد الاعلامي السوري عبدالله الحاج: لاجئ يقتل زوجته في المانيا من أجل راتب الأولاد ).. ليست مجرد جريمة يقع فيها رجل هستريائي، أو قاتل محترف، أو مخدوع، أو مجروح بكرامته.. القصة ربما أبعد قليلاً (وإن كان كل ما سبق قد يكون حاملاً لها).. الحادثة، الواقعة، الجريمة، سموها ما شئتم، قد يكون اسمها النهائي “تنافراً قيمياً”، فالأفواج التي خرجت هاربة من الحرب، أو باحثة عن شرط حياة آخر، وصلت أوربا حاملة قيمها، وفي العائلة الواحدة اثنان.. واحد يلتحق بقيم المضيف، وآخر لا يخرج من ماضيه، والنتيجة:
ما من لحظة في تاريخنا أكثر وضوحاً من تشقق العائلة السورية ما بعد الحرب والهجرة وتشظيها.
– لم لا وقد حلّ الجوب سنتر مكان الزوج؟

من المطار .. فور أن يطأ المهاجر أرضه تتفكك العائلة.. هذا ليس موقفاً، هذا توصيفاً، وتوصيفاً للشكل الأعم، وليس المطلق.
خراب كبير حلّ بنا.. السكاكين التي تلوح في يد زوج مخدوع أو قاتل، مجرم أم مريض لتحزّ رقبة زوجة مخادعة، أو امرأة اختارت حقها في سريرها، هي السكاكين التي تعبث بسوريا.. كل سوريا.. بمائها، وناسها، وطحينها، وجغرافيتها، وثالوث أزمنتها.
نحن في لعبة السكاكين أيها السادة.. سكاكين تلوح في كل الأيدي، بما فيها تلك الأيادي التي تلبس قفازات حرير.

This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.