مشكلة المشروع البديل والثورة السورية

كتب لي صديقي الموالي يلومني لاني أهلل لسقوط الأسد موضحا انه لا يوجد شخص او حتى مشروع بديل ، مؤكدا بمنطقية واقعية أن الديمقراطية العلمانية التي أنشدها هي ممارسة و ثقافة غائبة لدى النخبة الحاكمة و المعارضة. اختصر كلامه بهاتين النقطتين و أردت ان أشارككم هنا الرد :
نعم أتفق معك بعدم وجود بديل و لكن ان وافقت معك على توصيف الواقع الآني ، هذا لا يعني انه يجب ان نستسلم .. فهذه حتمية انتحارية لسوريا و هذا يعني ان الانسان و الشعوب غير قادرة على التطور و هي ان وافقت معك في العمق تكون نظرة عنصرية بحتة تؤكد وجود مستويات بين الشعوب اذ هناك من يكون له الحق الالهي بان يتطور و اخر الله او الطبيعة لم يمنحونه حق التطور ليتساوى بالحقوق و الواجبات مع بقية الناس من شعوب اخرى اعطيت الحق بالتطور بما فيه النهوض الديمقراطي
إن إمكانية إنضاج بديل لا يسمح بها النظام الحالي و لا أشباه المعارضين الذين اتحفونا بديكتاتوريتهم القومية و الدينية و اليسارية و العسكرية على مدى أربعين عام (زائد سبعة). اذ لم ينضجوا لا فكر جديد و لا اُسلوب ممارسة جديدة و حاربوا مع النظام اي إمكانية نقد لإبداع شي اخر او طريقة اخرى بتقييم الامور .. كثيرا ما سمعنا ” الخيانة ليست وجهة نظر” معتبرين اي محاولة لمقاربة نسبية لما تعتبرونه مسلم به خيانة..و كفر.
اذا ارجو ان نتفق على نقطتين :


الاولى ضرورة الاعتراف انه يحق للشعب السورية ذات حقوق الشعوب الغربية الديمقراطية على كافة الاصعدة . ( حقهم با اللا فساد – بالتعبير – بالحريات – بالمسائلة- بممارسة الحياة المدنية و السياسية- بعدم التعرض لعنف- بان تؤمن لهم الدولة الحد الأدنى مِن ظروف حياة مادية من سكن لاكل لماء الخ ضمن خطة و شفافية تامة…)
– النقطة الثانية لنتفق على انه لكي نصل لهذا الحق فلا بد من احداث التغيير و طالما نحن بشر متساويين مع غيرنا فلما لا نكون قادرين على احداث حالة التطور . حاليا لا يوجد بديل نعم متفقة معك لا اشخاص و لا مشروع
– من جهة الأشخاص فلنتفق ان الديمقراطية الحديثة أنهت مسالة التشخيص فالرئيس لا يبقى في الحكم اكثر من مدة قصيرة ١٤ سنة بالكثير او أربع سنوات .. بقائه او تغييره لا يغير أسس الدولة و لا تطورها هو موظف
– من جهة المشروع هنا المعضلة و هنا يجب ان تتفق انت معي لا العكس على التالي : لن يمكننا انتاج مشروع بديل لإدارة الدولة السورية لا معارض و لا موالي بوجود هذا النظام السرطاني .. تغييره إزاحته و ابداع حالة جديدة سيسرع عملية التغيير العميقة .. النقطة الاخرى يجب تشجيع النساء و الجيل الجديد على الانخراط في عملية التغيير ..
– لنلغي اذا مصطلح معارض و موالي و نتفق على ضرورة ازاحة الموروث.

مواضيع ذات صلة: 

اليساريون ومشكلة البيضة والدجاجة

أدونيس وفلسفة لابسة من غير هدوم

About لمى الأتاسي

كاتب سورية ليبرالية معارضة لنظام الاسد الاستبدادي تعيش في المنفى بفرنسا
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.