مسوؤلون-عرايا- بدون حمايات

ropiraqueحسنا فعلت شرطة محافظة ذي قار بسحب نحو 200 منتسب من حمايات مسوؤلين حكوميين وشخصيات سياسية وتم توزيع هذا العدد على تشكيلات اجهزة الشرطة.

بصراحة انه قرار جريء في منطقة تنتمي الى الريف اكثر من المدينة،بمعنى ان عددا كبيرا من مسوؤليها ماتزال في دمائهم غرور القوة واستعراضها امام الناس الغلابة،وهذا الامر ينطبق على جميع المحافظات تقريبا.

بات الامر لايحتمل حين يشعر المواطن ان هناك سباقا حميما بين المسوؤلين في التباري بعدد رجال الحمايات ويتفاخر البعض بان عدد رجال حمايته يتجاوز عدد حمايات فلان وفلان وعلان.بينما البعض الآخر يزور العراق انطلاقا من اغنية فيروز”زوروني كل سنة مرة”وتظل حمايته “عطٓ-;-الة بطالة” لايفعلون اي شيء سوى استلام رواتبهم في آخر الشهر بينما عمال معمل نسيج الناصرية لم يستلموا رواتبهم منذ اشهر رغم تظاهراتهم للمرة الثالثة خلال الاسبوع الماضي.

كان رامبو يقاتل وحده،صحيح انه لا يموت ولكنه يقاتل بشراسة خصوصا حين يشد رأسه بعصّابة بيضاء او صفراء ولكن المسوؤلين عندنا طوروا هذا القتال من اجل ان يشعروا بانهم رامبو في سيارات مضببة وذات دفع رباعي وكل مايفعلوه هو مشاهدة رجال الحماية وهم ينهالون ضربا على المواطنين كما فعل رجال حماية وزير حقوق الانسان قبل ايام.

ويبدو ان الامر بات واضحا حين اصدر مجلس الوزراء قبل ايام قرارا منع فيه اي مسوؤل او عضو مجلس النواب من قادة شرطة المحافظات تخصيص حمايات لا تنسجم مع احكام القانون.

يتضح من هذا القرار ان هناك رجال حماية فضائيين يتقاسم المسوؤل معهم ماتجود به الخزينة الفارغة بينما تدفع الدولة رواتب رجال الشرطة المكلفين بالحماية.

الا تخجلون ايها المسوؤلين غير الكرام من هذه السرقة العلنية وانتم تعرفون جيدا ان حياتكم ليست اثمن من حياة عمال المساطر ولكن كيف تستحون وانتم بلا غيرة ولا ضمير ولا نخوة ولاحتى بقايا عزة نفس.

انها لن تدوم لكم ايها السادة حتى لو اديتم صلاة الجمعة مع حماياتكم.

لاندري كم عدد الشخصيات المحمية في ذي قار ولكن الذي نعرفه من خلال ماقاله قائد الشرطة ان هناك 466 عنصرا من الشرطة تحمي هذه الشخصيات واذا عرفنا ان هؤلاء”الرامبوات” يضيفون الى هذا العدد رجالا من خارج سلك الشرطة لإصبح العدد يقترب من 1000 رجل واذا افترضنا وجود 50 شخصية “مهمة” في هذه المحافظة فمعنى ذلك ان كل مسوؤل يحميه 20 شخصا ومن هنا كذلك نعرف لماذا يطلقوا اسم “الموكب” على مسيرة المسوؤل المظفرة.

سيكون الامر محرجا للسيد العبادي حين يعصر حماية المسوؤلين في بغداد وضواحيها وسيكون الامر مشابها لبقية المحافظات حين تتخذ الشرطة فيه نفس قرار محافظة ذي قار.

فاصل طائفي:جولة سريعة في شبكات التواصل الاجتماعي ومنها الفيسبوك ترينا بوضوح كيف اصبحت شريحة من شعبنا طائفية بامتياز،وربما يحلمون هذه الايام بان يحصلوا على قطعة ولو صغيرة من كيكة العراق.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.