محطة في مسيرة الخط العربي‎

mohamedbarziقد لا يتصور المرء تلك الصعوبات التي صاحبت وواكبت مسيرة الفنان المسلم عبر العصور ، وقد لا يخطر على باله قدر المعاناة التي عايشها في محاولاته المبكرة لابتكار رموز وأوعية لمعاني يريد نقلها للآخرين أو حفظها للأجيال القادمة .
لقد كانت المهمة الملقاة على عاتقه جسيمة وخاصّة أنه كان يعيش في مجتمع يعتمد في جلّ حياته وتعامله مع الآخرين على المشافهة ، فلم يكن يومها للطباعة – المعروفة اليوم – ولا للكتاب مالهما اليوم في حياة الناس ، بل لم يكن شكل الحرف قد استقر على شكل معين ومحدد ومعتمد ومتفق عليه بين الناس .
لقد كان على هذا الفنان أن يرمّز كل هذه المعاني ليستطيع المجتمع بعد ذلك أن يخاطب بها باقي المجتمعات ، وليستطيع أيضاً أن يخزّن عبر هذه الرموز كل المعاني لأجياله المتعاقبة وذلك لتأدية حق الأمانة التي كلّف بها .
إنّ الواقع المقفر من كل أداة أو تقنية تساعده في مهمته ساهم إلى حدّ كبير في صعوبة عمله ، ولكن إصراره وعزيمته المستمدة من إيمانه وعبقريته وعفويته وتوفيق الله له … كل ذلك كان وراء نجاحه في ابتكاره لهذا الحرف العربي ..
وإهدائه بعد ذلك للبشرية .

About محمد برازي

الدكتور محمد برازي باحث في العلوم الاسلامية والقانونية من دمشق ، مجاز من كلية الشريعة بجامعة دمشق ، دكتوراة في عقد الصيانة وتكييفه الفقهي والقانوني ، مقيم في ستوكهولم .
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.