محاكم التفليش

(شدوا رأسكم يا مصريين يا حلوين .. جائكم الحشاشين)

فى القرون الوسطى فى قرون أوروبا قرن شرطى الكنيسة و قرن يحشر قرن فى بطون الأعداء الوهميين التى خلقتهم الكنيسة و هم طبقة الملهمين و العباقرة و الفنانين جموع الرافضين للفكر اللاهوتى المتخلف الكنائسى. وظهرت كلمة الزندقة مثل كلب يطارد أرنب فى البرية حتى يصطاده و يسلمه لسيده الذى يحتفل بقتله, فلقد نفذ مشيئة الرب الذى تحول الى حاكم و جلاد, إنها العصور المظلمة فى رحلة التغيير التى عصفت فى أوروبا حتى تمكن المجتمع الأوروبى من التخلص من النفوذ الكهنوتى لكى تبدأ عجلة الصناعة و الثروة و المال, فهى بداية اقتصاد السوق الذى توسع بشكل كبير لحاجته للمواد الخام و لأسواق بيع المنتجات.

لقد انتصر المال على الكنيسة و انتصر المصنع على العقول المغلقة التى لا تزال تتحكم من خلف القضبان بجملة الحياة العامة فى أوروبا والعالم, فهى إحتياطى الاقتصاد الجديد الذى يستخدمها بعد ضعف نفوذها وتحولها لأداة لتسويق الأفكار و قلب الأنظمة فى خارج حدود أوروبا للسيطرة على الموارد و فتح الأسواق و السيطرة على الإنتاج و البيع و التسويق ولقد تم لهم ذلك.

العالم سوف ينتصف بين قوى منتج و ضعيف مستهلك. إن أول معالم سقوط الأنظمة فى العالم العربى هو إزالة الصناعة + العلوم + التعليم = أهبل يشترى من السوق و يبيع ما لديه بأية ثمن حتى آخر قطعة ملابس يرتديها , و هكذا … فالعملية سوف تعيدنا لحياة الغابة نقتل الحيوانات لنأكلها و بجلودها نكسى اجسادنا .. كل ما ارجوه فى عالمنا الجديد ألا يوجد فيس بوك و لا موبايل .No SMS الشىء الجميل سيكون حاكمنا الغوريلا و لكن مرة اخرى سيكون الأسد سيد الغابة !!!

نقف هنا و نعود لموضوعنا من جديد, فى قديم الزمن كان الحشيش يُعطى للقتلة الذين يتعاطوه لينفذوا جرائمهم, و هذه المدرسة أسسها حسن الصَّباح شيخ الجبل و هم إسماعيليون و يسميهم الغرب “بعقيدة القتلة” و هم جماعات سرية ممتدة حالياً فى إيران و سورية و لبنان و غرب اليمن فى اجزاء من اواسط آسيا. اهم مواقعهم هى قلعة الموت (جنوب بحر قزوين الخزر) و لهم ايضاً ظهور فى بلاد الشام (498 – 1105م). و كانت طريقتهم القتل بالخنجر المسموم و قاموا بجرائمهم الفظيعة فى كل مكان. و اليوم يظهر لنا جيل جديد من الحشاشين, حشاشين الكلمة و سحرها على العامة السذج, فلقد استحوذوا على كل منابع الحياة فى مصر , أما عمليات الاغتيال فتختلف ليست بالسكين المسموم و إنما اصبحت بالقول المسموم.

فرق التفليش العربية مقابلها فرق التفتيش الأوروبية . اليوم مهمة الجدد هو هدم الماضى المارق فلقد فككت عدة مصانع و مؤسسات انتاجية بعد ان زارتنا الديمقراطية فى العراق بحجة البيئة و عدم ملائمة التكنولوجيا الحديثة طيب, نقبل هذا المنطق, اعيدوا بناء مثلها مرة اخرى و بشكل بيئى و متطور؟ الرد, آسفين لا يوجد مهندسين و لا اطباء و لا مخططين إللى مات مات, و إللى هرب هرب و إللى خلف القضبان التى وضعت عليها صمغ لا تفتح ابداً.

وهذا نفس الفيلم الهوليودى سوف يتم فى ليبيا و للأسف سوريا و بقية دول المنطقة و اليوم وصلت فرق التفليش لسدة الحكم فى مصر, فماذا هو مستقبل مصر؟ الأقباط سوف يقبطون على جزء من مصر و ينقل شارع الهرم و البنوك الى الدولة الجديدة و تفتح سفارات انسانية كثيرة جديدة, و المبروكين و أصحاب الطلعة البهية ستكون لهم دولة و جيش يسمح باللحية و مضاجعة الزوجة المتوفية لتوديعها ( إنشاء الله ما تحمل؟؟!!) و الله هذا “قرف” و سلوك لا يمكن ان يصدر حتى من البغال او الخفافيش أو ابن آوى فلديهم اخلاق اكثر من (ثقافة المقرفين). بالمناسبة, القيصر الروسى بيتر الأكبر كان يفرض الضرائب على من يطلقون لحاهم و كانت قيمة الضريبة تتناسب طردياً مع طول و حجم اللحية و انا اقترح ان الضريبة هى منعهم من الكلام نهائياً و بعكسها يتم تسفيرهم الى صحراء نيفادا مدينة “فيجاس ” المشهورة و العياذ بالله مدينة الحلوين و القمارجية. أنى اعتقد لو وضعنا هذه الضريبة لن يصمتوا و سوف يُضَحون من اجل الحرية و يغادروا لمدينة فيجاس لأنها أبرك لهم.

فى عام 1471 شهدت مدينة بازل السويسرية إعدام دجاجة بعد ان حوكمت رسمياً بتهمة كونها شيطاناً متنكراً فى صورة دجاجة و ذلك لأن بيضها ذو ألوان غريبة! يا جماعة يمكن كان يوم (شم النسيم)!

مصر الحضارة و الماضى العريق, مصر المدرسة و الشعراء و القصص, مصر البوابة التى هاجر لها الفنانين من كافة للدول العربية لأنها كانت حديقة تسمح بالجمال و الإبداع الفنى و الأدبى, مصر سوف يحكمها محاكم التفليش و سوف يتم التفليش بكل اركان المجتمع المدنى المتسامح, مصر سوف يلفها السواد, مصر سوف تخنق مثل الدجاجة المارقة و هذا يعنى نصف ” المجتمع العربى” فى ضربة واحدة, يا ساتر يا رب.. و الله ضربة معلِم.

و الحل فى ايد أهل مصر و شباب اهل مصر, إنها أخطر مرحلة قبل دخولكم النفق المظلم.

أن الاستعمار الوطنى, الاستعمار الجماهيرى المتخلف, إستعمار بالنيابة … و يا ويل الذى يدخل النيابة …

‎هيثم هاشم – مفكر حر؟‎

About هيثم هاشم

ولد في العراق عام 1954 خريج علوم سياسية عمل كمدير لعدة شركات و مشاريع في العالم العربي مهتم بالفكر الانساني والشأن العربي و ازالة الوهم و الفهم الخاطئ و المقصود ضد الثقافة العربية و الاسلامية. يعتمد اسلوب المزج بين المعطيات التراثية و التطرق المرح للتأمل في السياق و اضهار المعاني الكامنة . يرى ان التراث و الفكر الانساني هو نهر متواصل و ان شعوب منطقتنا لها اثار و ا ضحة ولكنها مغيبة و مشوهة و يسعى لمعالجة هذا التمييز بتناول الصور من نواحي متعددة لرسم الصورة النهائية التي هي حالة مستمرة. يهدف الى تنوير الفكر و العقول من خلال دعوتهم الى ساحة النقاش ولاكن في نفس الوقت يحقنهم بجرعات من الارث الجميل الذي نسوه . تحياتي لك وشكرا تحياتي الى كل من يحب العراق العظيم والسلام عليكم
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.