ما سر احتفاء الفصائل المسلحة في سوريا بكتاب “الحوالي”؟

المصدر: الرياض – هدى الصالح : العربية نت

تزامناً مع مناخ الحرب القائمة في شمال غرب سوريا والمساعي الروسية – الإيرانية – التركية للوصول إلى خارطة تفاهمات تفرضها على الأرض السورية، التي تعج بالفصائل “الجهادية” المسلحة التابعة لجماعة الإخوان المسلمين وجناحه “السروري”، كان البحث عن مصادر ذات رمزية لاستنهاض الخطاب الثوري – الصحوي، وتوظيف جديد لدعاة الصحوة، بغرض تعبئة الأنصار، والمراهنة في ذلك تكمن في هدفين أحدهما استثمار داخلي في “السعودية” وآخر خارجي في “أرض الملاحم” الشام، ينشد “الخلافة الإسلامية”.

لتحقيق ذلك، اتجهت البوصلة إلى “إنعاش” الرمز #السروري القعيد على فراش المرض “سفر الحوالي”، فبحسب أماني وتخيلات التنظيم الدولي لجماعة #الإخوان_المسلمين، فمجرد اسم “الحوالي” سيكون كفيلاً في استنهاض قاعدة اجتماعية وسياسية أكثر عنفاً تخرج من بين صفوف الجمهور السروري لـ”سفر”، مستثيرة بذلك أية خلايا نائمة “قاعدية” أو “داعشية”.

موضوع يهمك ? نشر الباحث الشرعي السعودي الشيخ نايف العساكر بحثاً مفصلاً، تحت عنوان “نتاج الأفكار العوالي في كشف ما لفقه وافتراه…باحث سعودي يرد على سفر الحوالي ويكشف “سر التوقيت” السعودية
على الصعيد المقابل، لا يمكن قراءة توقيت الخروج بالكتاب وما تضمنه بمعزل عن المعطيات في الشمال الشرقي السوري “حلب وحماة وإدلب”، التي باتت مهبط وملاذ مشروع “الإسلام السياسي”، وهو ما بشر به سفر “الحوالي” بنفسه في الكتاب.

وكما جاء في كتابه: “وستبقى أرضى الشام قلعة للإسلام مهما حاول الروم وأعداء الله جميعاً وهي أرض الملاحم مع الروم (…) ومن مميزات أهل الشام عامة وقطاع غزة خاصة بإذن الله هو النواة لقيام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، إذ فيه يجتمع كلا جانبي الحل لأزمة هذا العصر “الزهد والجهاد”.

ولأجل استكمال المشروع التركي في دمج الفصائل المسلحة “الجهادية” تحت مظلة “أحرار الشام”، كانت مناشدات “الحوالي” بالاجتماع تحت كلمة واحدة، قائلا: “لا يصح التعصب لحزب أو فئة أو حركة أو حكومة، بل يجب أن يعامل كل أحد بحسب قربه أو بعده من الكتاب والسنة، وأن نكرم المتقين من أي فئة كانوا ونبعد المجرمين من أي فئة كانوا أيضا” (صفحة 2651)

موضوع يهمك ? اعترف “سفر الحوالي” أبرز رمز سروري، ومن يُطلق عليه الصحويون لقب “ابن تيمية عصره”، في كتابه الأخير “المسلمون والحضارة…لماذا برر سفر الحوالي تعاون تنظيم القاعدة مع إيران؟ السعودية
وفي ظل مغازلة الحوالي لتنظيمي #القاعدة و #داعش في سوريا ، اللذين مازالا يريان ردة النظام التركي، عمد في الوقت ذاته إلى تقديم رسالة شرعية، بأهمية الاجتماع والقبول بالإدارة التركية للمشروع الإسلاموي “الجهادي” مشبهاً العلمانية التركية بالتدرج النبوي بالرسالة، مع تحريمه التفجير على أراضيها، قائلا: “يحرم اليوم مقاتلة الدولة التركية المعروفة (…) وجعل الله لكل شيء مقدمات، وجعل العذاب الأدنى قبل العذاب الأكبر، وجعل لكل دعوة مراحل، وذلك ما بينه الرسول عليه الصلاة والسلام فقد بدأ دعوته سراً ثم جهراً ثم هاجر ثم جاهد ثم صالح ثم فتح مكة (…) فالذين يستهدفون تركيا مثلاً، هم في الحقيقة يدعمون الغرب الصليبي الذي يقول عن اسطنبول “عاصمة البيزنطيين”، وعن الحكومة التركية “تنظيم أردوغان”.

وأضاف الحوالي: “ومن المعلوم لكل أحد أن #تركيا عملاق ناهض يصنع الدبابات والطائرات، ويستطيع أن يستخدم 40 رأساً نووياً في قاعدة “أنجرليك”، وسكانها 80 مليوناً فضلاً عن امتدادها اللغوي والبشري خارج الجمهورية التركية المعروفة… لذلك لابد أن يستهدفها الإسلاموفوبيون”.

فصائل “سورية” تحتفي بكتاب “الحوالي”
أنباء الفصائل المتنازعة في سوريا، بما في ذلك التطورات السياسية لإدارة الحكم الذاتي التركي في شمال – شرق سوريا، تأتي منسجمة مع ما جاء في كتاب “الحوالي”، والأهداف المرجوة منه.

موضوع يهمك ? اعتبر خبراء ومسؤولون أميركيون أن إعلان الانتصار على القاعدة بعد مقتل زعيمها أسامة بن لادن كان سابقاً لأوانه، مشيرين إلى…خبراء: القاعدة في سوريا أخطر وأقوى من أي وقت مضى سوريا
ومن هنا جاء سريعاً احتفاء قيادات الفصائل المختلفة ومنظريها في سوريا، لكتاب سفر الحوالي “المسلمون والحضارة الغربية”، وهي القيادات ذاتها التي سبق أن هنأت بفوز “أردوغان” بالانتخابات الرئاسية الأخيرة.

انطلقت الأسماء المباركة لكتاب “سفر الحوالي”، من ما يسمى بـ “مجلس شورى أهل العلم بالشام”، المعلن عن تأسيسه في تركيا، ومن بينهم كان “أبو صهيب الحمصي”، شرعي في لواء شام الأحرار، قائلا عبر صفحته في “التليغرام”: “منذ زمن لم نقرأ للشيخ سفر الحوالي شيئاً جديداً يذكر، وكنا نتأول للشيخ أنه معذور بالمرض وبالقيود الثقال المفروضة عليه من قبل الظالمين، إلى أن صدر كتابه الموسوعي العظيم “المسلمون والحضارة الغربية”.

معرباً عن امتعاضه لإيقاف الحوالي قائلا: “اعتقال الشيخ القعيد سفر الحوالي بسبب صدعه بالحق في كتاب ألفه.. والله إن نهايتكم اقتربت يا حكام السوء.. يا طواغيت العرب.. يا عملاء الغرب”.

موضوع يهمك ? على غرار ما كشفته وثائق “أبوت آباد” التي صادرها جهاز الاستخبارات الأميركي من المخبأ الأخير لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن…”القاعدة”: إيران رحبت بنا ومخابراتها أحبتنا واحترمتنا إيران
كذلك جاء على لسان المنظر في #التيار_السلفي_الجهادي عبد المنعم حليمة “أبو بصير الطرطوسي” عبر صفحته الرسمية في “التليغرام”: “منذ زمن لم نقرأ للشيخ سفر الحوالي شيئاً جديداً يذكر، وكنا نتأول للشيخ أنه معذور بالمرض، وبالقيود الثقال المفروضة عليه.. إلى أن صدر كتابه الموسوعي العظيم (المسلمون والحضارة الغربية).. الكتاب نصيحة من الشيخ للجميع للشرق وللغرب، وللكافر والمسلم وللحاكم والمحكوم وللعلماء والدعاة.. وهي شهادة كبرى أدلى بها الشيخ قبل رحيله عن هذه الحياة”.

“أبو الفضل” عمر الحدوشي، المنظر الجهادي المغربي: “السيل جارف وقادم فلم السكوت؟ غريب أن يسجن مثل الدكتور المفكر #سفر_الحوالي لكلمة حق نطق بها، هذا زمن البلاء وموت العلماء، وسكوت البلهاء وانبطاح جمعية الرفق بالطواغيت.. ونلعن كل الظلمة الذين انطرحوا على عتبة أميركا يخطبون ودهم بسجن خير الأمة، لا بارك الله في كراسيكم.. وشل يمين من يكتب تشفياً في سجن العلماء من المداخلة والرسلانيين ومن على شاكلتهم من سرطان العصر جمد الله الدماء في أعناقهم وأحرقهم بناره”.

من بين الأسماء كذلك كان السعودي “عبد الله المحيسني”، شرعي جبهة النصرة (سابقا) وعضو شورى مجلس أهل العلم بالشام، قائلاً في أسفل رابط له لكتاب سفر الحوالي: “رضي الله عن الدكتور سفر الحوالي، وهو مقعد على فراشه شابت لحيته ورق عظمه، أبى إلا أن يكتب هذه النصيحة وهو يعلم أن بعدها سجن.. وها قد سجن صبيحة اليوم هكذا يكون جهاد الكلمة”.

ماجد الراشد، أحد الموقوفين الأمنيين سابقا في السعودية لارتباطه ودعمه تنظيم القاعدة: “كتاب جديد للشيخ الفاضل سفر الحوالي بعنوان (المسلمون والحضارة الغربية) مع ثلاثة ملاحق: نصيحة للعلماء ونصيحة للدعاة ونصيحة لآل سعود.

الجبهة الوطنية للتحرير
نجح أردوغان في استقطاب تأييد منظري جماعات الإسلام السياسي ورموز “السلفية الجهادية” على رأسهم “أبو قتادة الفلسطيني”، الذي خصص لكتاب “الحوالي” ثلاث حلقات عبر قناته “اليوتيوبية”.

آملاً في تكوين نواة لجيش أيديولوجي عقائدي، حلمه تحقيق الخلافة، وتحفيز خروج #المهدي_المنتظر، وذلك على غرار “الحرس الثوري الإيراني”.

يتمثل هذا الجيش العقائدي بما يسمى اليوم “الجبهة الوطنية للتحرير”، وخلافاً لمسماه الذي حاول فيه إسباغ البعد المحلي، تتوعد مجاميعه ومناصروه المشتملة على عناصر قاعدية وداعشية وإخوان مسلمين الانتهاء من الشام، والانتقال إلى محاربة ما تصفه بالحكومات “العميلة”، تمهيداً لتحرير “القدس”.

تضم الجبهة اليوم ما يقارب الـ 14 فصيلا، من بينهم “جبهة تحرير سوريا” من أحرار الشام والزنكي، وألوية صقور الشام، وجيش الأحرار وتجمع دمشق، بالإضافة إلى فيلق الشام، وجيش إدلب الحر، وجيش النخبة، وجيش النصر، ولواء الحرية، وشهداء الإسلام داريا.

وسريعاً خرج ما يسمى بمجلس شورى أهل العلم في #الشام، في 20 ذي القعدة 1439، ببيان مباركة وتأييد للجبهة الوطنية للتحرير، داعياً إلى ضرورة مؤازرة أهل العلم في الشام لأبنائهم وإخوانهم في الجبهة الوطنية ودعمهم لهذه المبادرة، ومطالباً كافة الفصائل والكتائب العسكرية الدخول تحت قيادة الجبهة الوطنية للتحرير، ووضع نفسها ومعداتها العسكرية تحت تصرف الجبهة، والذوبان الكامل في هذا التشكيل.

ومن بين بنود المجلس، الذي أعلن منذ وقت مبكر في 2015 عن تعهده بالولاء والطاعة لتركيا: “وجوب تشكيل مكتب شرعي للجبهة، باختيار نخبة من المشايخ والعلماء، يكون هو الموجه والمرشد”.

وقدم في بنده الخامس: “الشكر لتركيا على ما تقدمه من دعم للشعب السوري، وتؤكد على ضرورة وجوب التحالف معها عسكريا وسياسيا”.

أما البند السادس فتناول: “التأكيد على حتمية أن يكون السلاح دائماً موجهاً للنظام وروسيا وإيران، وخلايا الخوارج، وكل عدو لمبادئ الثورة والثوار”.

مجلس شورى أهل العلم بالشام
انطلق تشكيل مجلس شورى أهل العلم بالشام، من تركيا في 2015، معلناً عن تجمع من المنظرين والدعاة، لإصدار الفتاوى والقرارات المتعلقة بالساحة السورية، واعتباره مرجعاً للفصائل والكتائب المقاتلة.

وتضم قائمة الهيئة الشرعية السورية عدداً كبيراً من الأسماء، من بينهم دعاة خليجيون، برز منها أسماء سعوديين ومصريين وعراقيين، وكذلك من السودان والمغرب العربي، من خلفيات مختلفة، سواء أصولية أو إخوانية.

موضوع يهمك ? أفاد تقرير صدر مؤخراً عن انتهاج #إيران سياسة تهريب قيادات #تنظيم_القاعدة الذين تؤويهم على أراضيها، إلى تنظيمات إرهابية…تهريب إيران قيادات القاعدة إلى العراق وسوريا وليبيا إيران
من بين الأسماء الواردة محمد موسى الشريف، “أحد الموقوفين أمنياً بالسعودية، وعصام العويد، “موقوف أمني”، ومن بين الأعضاء السعوديين “مصلح العلياني” الملقب بـ “أبو خالد الجزراوي” شرعي جبهة #النصرة سابقاً، والداعية عبد الله الغامدي.

ومن بين الأسماء الخليجية، الإمام والخطيب البحريني عادل الأحمد، أحد أعضاء الهيئة التأسيسية، ومجلس الشورى، والموقوف عن الإمامة والخطابة من قبل وزارة العدل البحرينية، لتهم وجهت له بدعوته للإرهاب والتحريض عليه.

وعلى رأس المشايخ من خارج الشام “محمد ولد الددو الشنقيطي”، و”عمر الحدوشي”، الملقب بـ “أبو الفضل”، (المنظر الجهادي وأحد الموقوفين الأمنيين السابقين بالمغرب)، وعبد الله المحيسني، شرعي “جبهة النصرة” سابقاً.

ومن سوريا سعد عثمان، وأحمد السلوم، وأبو العباس الشامي، وأيمن هاروش، لتضم قائمة أعضاء مجلس الشورى أحد رموز جماعات القاعدة ومنظريها “أبو بصير الطرطوسي”، ووجدي غنيم الداعية المصري الإخواني الراديكالي المطلوب قضائياً في مصر، والذي استبعدته السلطات القطرية بعد انتقاله للإقامة فيها، بسبب تصريحاته المتطرفة، وغادر بعدها إلى تركيا.

وتجدر الاشارة إلى أن من بين فتاوى مجلس شورى أهل العلم بالشام، كان الدعوة إلى النفير العام إلى سوريا في ديسمبر 2015، وقع عليها 38 من شرعيي الفصائل ومؤيديها، من بينهم عبد الرزاق المهدي “قاضٍ في جيش الفتح”، وأبو عبد الله الشامي “أمير حركة فجر الشام”، وعلي العرجاني، أبو الحسن الكويتي، وعبد الله المحيسني، وسعد العثمان، وبد العتيبي “أبو ناصر الكويتي”، عضو مركز دعاة الجهاد، الذي يدير المحيسني نفسه، وأبو عزام القاضي “قاضٍ في جبهة النصرة”، وأبو عبد الله المصري “رئيس دار القضاء في الساحل”، وأبو هاجر العسري “مسؤول التعليم في الساحل”، وأبو صهيب الحمصي.

لماذا الدفاع عن سفر الحوالي؟
الجواب عن هذا السؤال يأتي من بين ثنايا ما كتبه “سفر الحوالي” ومجموعة أخرى من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين في كتاب “المسلمون والحضارة الغربية”، والذي يتلخص في “تكوين جبهة الجهاد العالمي بزعامة تركية ونفط خليجي وسعودي بالتحديد”.

وقال “الحوالي” في كتابه صفحة (2649 -2650): “وإنما نحتاج اليوم أن تقوم نهضتنا بعزمة كعزمة الصديق يوم الردة، إذ لا شك أن في العالم الإسلامي ردة، كما تحدث عنها الشيخ سعيد حوى غفر الله لنا وله”.

وأضاف:” فإذا جمعنا القوة المعرفية التي لشمال إفريقيا، والقوة العلمية التي لأهل مصر، والشجاعة والكرم اللذين لمستهما في عشائر العراق والقوة الجهادية التي للأتراك والأفغان، والقوة العقلية التي لأهل الشام، فماذا ينقص هذه الأمة المباركة؟ ولماذا لا يكون النفط مع القوة التركية الصاعدة؟”.

وليخرج الحوالي بوضع برنامج علمي موحد لجبهته، يكون انطلاقاً للفصائل المسلحة السورية إلى جانب حركة #حماس، قائلا: “ومن وسائل الدعوة الصحيحة أن نضع للدعاة برنامجاً علمياً موحداً يسيرون عليه، وأن ندع التعصب وادعاء احتكار الصواب (…)، واليوم تجد في المسلمين آراء مختلفة أو جماعات دعوية كثيرة أو باحثين كثيرين، وتجد في العمل الجهادي وحده فصائل مختلفة الاجتهاد، ولا جرح في ذلك بشرط التوازي والاتفاق في الأصول والتفاهم، وألا يدعي أحد احتكار الحق وأنه وحده على صواب”.

موضوع يهمك ? كشفت المدونة الخاصة بمذكرات زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، المكتوبة بخط اليد، في 230 صفحة، التي نشرتها وكالة…وثائق أبوت آباد: بن لادن.. يمهد لظهور المهدي المنتظر العرب والعالم
موضوع يهمك ? عرض المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، العقيد أحمد المسماري، وثيقة قطرية تطالب بإرسال مقاتلين من دول المغرب العربي إلى…ليبيا.. وثائق قطرية تطلب إرسال مقاتلين إلى سوريا المغرب العربي
وأضاف في سبيل تقريب وجهات النظر ما بين الفصائل المتنازعة كـ “داعش” و”القاعدة” من جهة، ومن جهة أخرى “الجولاني” و”أحرار الشام”، والنظر بشأن توزيع الغنائم المالية فيما بينها: “ومن أهم الأمور الواجبة على الدعاة الحرص على وحدة الصف، وإن اختلفت وجهات النظر، واليقين بأن ما يكرهه المرء في الجماعة، خير مما يحبه في الفرقة.. مع ضرورة التنبيه إلى أن بعض الناس قد يسهم في الفرقة وهو لا يشعر، كما حدث في قضية أفغانستان أيام السوفييت، فقد كان بعض المخلصين يرى أن لا يعطى إلا من كان على عقيدة السلف الصالح له راية مستقلة، وأن يجمع الناس له تبرعات، مع أن هذا في الحقيقة يزيد من تعدد الجماعات”.

بينما يرى آخرون أن العقيدة الصحيحة تكون منبثقة من الأحزاب الجهادية نفسها، ويتبرع الناس لكل حزب بمقدار تمسكه بها، وإذا اجتمع عليها حزبان، كان نصيبهما من التبرعات أكثر” (صفحة 2625).

بالمقابل كان خطاب “الحوالي” واضحاً فيما يتعلق بتنظيم #داعش وحثه على الاندماج وإيقاف مواجهته الفصائل الأخرى المدعومة من تركيا، وذلك في تعريفه للصائل قائلا: “إن الصائل هو النصيرية والرافضة والعلمانيون والقوميون وأمثالهم، وليس هو الجبهة الإسلامية والفصائل التي تقاتل النظام وكل الحركات الجهادية التي يقاتلها تنظيم الدولة حاليا”. (صفحة 2407)

البرنامج الذي تبناه كتاب “الحوالي” بتكوين جبهة الجهاد العالمي، وإنشاء مجلس شورى، جاء صياغة لما نادى به أسامة بن لادن في مدونته التي أفرجت عنها الاستخبارات الأميركية، التي تضمنت رؤى تنظيم القاعدة فيما يسمى “الربيع العربي”.

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.