تصوروا ابو بكر البغدادي يتحول فجأة الى ضابط ايقاع

من المعيب في العرف الصحفي الحديث عن مسائل شخصية قد لاتهم القارئ ولكني ارتأيت اليوم ان اكسر هذه القاعدة وانفس بعضا من كربي.

ضحكت اليوم كثيرا ومن حسن حظي كنت موجودا وحدي في البيت والا سيتصل من يهمه الامر بالاسعاف لنقلي الى اقرب مصحة عقلية.

صدقوني مازلت اضحك وانا اكتب هذه السطور.

حلمكم علي فسأذكر لكم ما اريد قوله.

ارسل لي احد الاصدقاء فيديو لشابة تغني لفيروز ،صوتها رائع جدا جدا وليس هذا بالغريب ولكن ان تقود الفرقة الموسيقية راهبة فهذا هو الغريب.

راهبة بملابسها المعروفة تقود فرقة موسيقية.

عضوات الفرقة الموسيقية من الراهبات.

فرقة الانشاد من الراهبات.

عجيب هؤلاء البشر الكفار ،كيف يفكرون لا احد يدري.

تخيلت وانا مازلت اضحك لو ان احد اصحاب العمائم يقود اوركسترا لتصدح باغنية عن العراق العظيم ( بالمناسبة ماهي اخبار فرقة الاوركسترا العراقية )، ستنقلب الدنيا حتما ويصرخوا في وجهه: احترم عمامتك ياهذا،اننا نمنع الاحتفال بعيد الحب وجنابك تمسك عصا رفيعة تومىء بها امام القوم،لقد خزيتنا ياهذا ،سارع الى قناة الفرات لتقدم اعتذارك وتتعهد بعدم تكرارها ثانية والا فكاتم الصوت ينتظرك.

تصوروا ابو بكر البغدادي يتحول فجأة الى ضابط ايقاع ويطلب من القوم ان ينشدوا: بلادي بلادي،او وطني الاكبر،عندها سينفض عنه الشيشان والاذربيجانيين والباكستانيين وكل من ” زاعته”الدنيا ليبحث عن بغدادي آخر يدفع له مقابل ذبح الاطفال اذ ان معظمهم كانوا يشتغلون في ” سوك الكصاصيب”.

دعا مجلس محافظة النجف الى اجتماع طارىء لكل اعضائه بدون تأخير وخلال 24 ساعة من تاريخه.

وحسب القوم ان امرا جللا قد حدث،ربما داعش على اطراف النجف او رصد سيارات شحن مفخخة في المدينة القديمة او ان اطفال الشوارع يريدون الاحتجاج على وضعهم.

لم يكن لا هذا ولا ذاك بل التصويت على تسمية شارع المطار باسم شارع الخميني.

ياسلام ياله من انجاز سيخلده التاريخ اذ ستكون النجف احدى قرى خرمشهر وهو بحد ذاته مكسب ولا كل المكاسب.

عذرا اسمع طرقا على باب البيت ويبدو انهم الشرطة المتخصصين في قياس الضجيج.

تقدم الي واحد منهم ،من البوليس طبعا، واعتقد انه ابو اسماعيل وقال بلهجة تشبه الغزل:

ارجوك لاتضحك بصوت عال واذا اردت ذلك فلديك الغابات الكثيرة والجبال الشاهقة ودع جيرانك ينعمون بالهدوء

الرابط

daiishkhalifacaricateurcharlie

فاصل كله عار: اهدت الحكومة الامريكية حواسيب الى طلاب مدارس محافظة بابل بقيمة 1،9 مليون دولار ولكنها بيعت في ميناء البصرة بالمزاد العلني لحساب احد كبار المسؤولين في الحكومة وقد تم ابلاغ ذلك عبر السفارة الامريكية في بغداد.

شكو بيها هو اللي يبيع وطنه مايبيع حواسيب الاطفال التي وصلت من العم سام.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور, يوتيوب. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.