لا نعرف من له الحق أن يمون على دمائنا فيمنعنا من حق الرد

Abdulrazakeidلا نعرف من هو الذي له الحق في أن يمون على دمائنا فيمنعنا من حق الرد (والقصاص) الذي هو حق الهي لنا بالحياة !!!!

خمس سنوات من القتل الجماعي من طرف واحد، صورايخ –براميل – مذابح جماعية بالسكين وسفاح واغتصاب ، وذلك بعد استيقاظ الضمير العالمي لمنع (القتل الكيماوي الرحيم)، حيث لم يعد لدينا تفسير للتدخل الأمريكي والدولي لمنع السلاح الكيماوي عن الشعب السوري، إلا لأن الموت الكيماوي هو موت عصري مترف (الاختناق بصمت )، مما لا يليق بأطفال الشعب السوري الذين ينبغي أن يموتوا ذبحا من الوريد للوريد في أجواء من عربدات الوحشية الغرائزية لمزج دماء رقاب الأطفال بدماء انتهاك العذارى ، وقتل الناس مشهديا في الساحات والأسواق ليمتزج خبزهم بدمهم ولحمهم وخضارهم، لتوليف وجبة شهية للوحشة الأسدية والروسية والإيرانية بل والعالمية، وكان العالم كله له ثأر (ميتافيزيقي قدري خرافي سحري أسطوري غامض مع الشعب السوري الذي عليه أن يموت خنقا بالكيماوي أو حرقا بالنابالم والبراميل، أو غرقا في البحار…

نعم يستكثرون علينا الموت الكيماوي (اللطيف ) فيمنعوه عن وحوش الأسد، ليتمتع العالم بصور القتل البدائي الهمجي بالسكاكين والبراميل البدائية التي لا يمكن لها أن يكون لها هدف حربي أو عسكري موجه ، سوى قتل الناس ودفنهم تحت الأنقاض ليوفروا على الشعب السوري حفر القبور وانشاء المقابر …..

منذ ذبح حماة في بداية الثمانينات لم تعد تعني لنا صيغ وعبارات ( الديكاتورية والطغيان والاستبداد ) بوصفها صفات مناسبة ومطابقة لصورة نظام الوحشية الأسدية … بل أصبحنا من حينها ونحن لا نحمل فقط رفضا للنظام بل احتقارا وازدراء وقرفا مع هذا النظام الأسدي الهمجي الذي يريد الروس والإيرانيون بل والمجتمع الدولي أن يصالحنا معه،…

بل ورحنا نحمل شعورا واحساسا ووعيا بأن النازية هي نوع من القتل التقني العصري المميز الذي يحق لليهود ويليق بهم وبالأعراق الراقية في أمريكا حيث حكم الاعدام على الكرسي الكهربائي ، ولهذا حرمنا المجتمع الدولي من الموت الكيماوي عقابا وليس للأسدية ، وذلك لنقتل في الساحات العامة بمشهدية فانتازية تليق بأفلام الرعب، لتلتصق لحومنا بالأرض كما حدث في دوما (أيقونة فضاء الشهادة السورية ) ..وكما حدث من قبل في أسواق الخضرة في حلب وكثير من أسواق سوريا…

كنا نحتقر النظام الأسدي متجاوزين معارضته لأنه ليس نظام دولة لكي يعارض بل هو عصابات قتل واجرام، لكن منذ الثورة السورية حتى اليوم بدأنا نحتقر الروس والإيرانيين كأعداء، ونحتقر النظام العالمي كنظام منافق أفاق، كما ونحتقر كل من يعتبر أن معركته مع النظام هي معركة (معارض يرى مشتركا وطنيا مع الأسدية الهمجية)، ويريد ان يحاوره متعايشا مع وحشيته في قفص حكومي واحد دائم أو انتقالي، بعد أن تأكدت قناعتنا بأن هذه المعارضة : من هيئة التنسيق للإتلاف إنما هي صناعة العدو الأسدي والروسي والإيراني بموافقة وتأييد عالمي مؤيد ضمنا أو علنا للهمجية الأسدية …فههذه المعارضة لا تستدعي الاختلاف والنقد فحسب بل والاحتقار والاشمئزاز لا يستثنى منها أحدا (يمينا أو يسارا …علمانيا أم إسلاميا …

بل وبدأنا باحتقار أكيد نحو من كنا نتردد في ازدرائهم من القوى التي كنا نعتبر أنها محكومة بتوازنات دولية صديقة، لكنا اليوم بعد كل هذا القتل المجاني المرعب من قبل الأسدية ..نتساءل عن مصداقية هذه القوى السورية وعن حلفائها عربا أم مسلمين أو قوى أجنبية …ونتساءل عن حقيقة (هويتها الإسلامية ) التي تدعيها برخص ودناءة …

ونتساءل عن أي إسلام يدافعون، وهم رابضون بعشرات الألاف من المقاتلين وجيرانهم وأهلهم من أبناء مدينتتم ومنطقتهم (الغوطة ) يذبحون ويبادون في الميادين والساحات العامية …فما هو هذا الاسلام ( العجيب) الذي يعتقدون ؟؟ وأية مرجعية يعتمدون وإلى أية هوية وطنية ينتسبون إذا كانوا يؤمنون بالهوية الوطنية بله الإسلامية !!! …فإذا كان بينهم عملاء مندسون على مستوى من يقودهم …فهل يعقل أن لا يكون بينهم صاحب ضمير وطني وإسلامي بحق قادر أن يتمرد من أجل دم أهله وأطفاله ونسائه وشرفه وكرامته في غوطتهم المكرمة ذاتها ……..

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.