كربلاء ياكربلاء

rodenyلأن العراقي اصبح غير محترم في وطنه ولأنه بات مشردا في داخله ،انسحب ذلك حتى على مدينته ولم يعد للمسؤولين أي اهتمام حتى للذين اضطروا للنزوح من مدنهم الى مدن اخرى.
هل آتيكم بحديث عن النازحين في كربلاء الذين يسعون الان الى حفر آبار المياه في مخيماتهم؟.
شحة المياه لديهم عرضت العديد من الاطفال الى مختلف الامراض وعلى رأسها الجفاف.وبرزت شماعة المسؤولين هناك لتقول ان الازمة المالية التي يمر بها العراق هي السبب في هذه الشحة.
عجيب امركم ايها السادة، البعض فقط يستلم الملايين ويسرق الملايين الاخرى بينما مازلتم تتحدثون عن الازمة المالية.
نسأل دائرة ماء كربلاء: ماذا ينقص كربلاء من الامكانات المالية والتي تعتبر من اغنى المحافظات ثراءا؟.
لانريد ان نلقي العبء على من يستلم الخمس والزكاة ولا على من يجبي الاموال من داخل الاضرحة فذلك له حديث آخر. ولكن العبء كل العبء على من لايستحي ليترك النازحين بلا ماء صالح للشرب.
قليل من الحياء ايها السادة فهناك خطط للطوارىء تظهر في الازمات ولكن كيف تعرفون ذلك وانتم مازلتم في الصفوف التمهيدية في الادارة.
يقول مصدر مسؤول في ماء كربلاء: تم إحالة مشروع الخط الناقل لإيصال الماء للموقع المذكور، وتوقف بسبب الأزمة المالية وعدم توفر التخصيصات المالي.
نقطة نظام :لاننسى وجود 1250 كرفان للنازحين وتخيلوا كم عدد افراد الاسرة الواحدة في كل كرفان.
وهنا يبدأ اللطم حين نقرأ:
حاليا ً تقوم مديرية ماء كربلاء وبشكل مستمر ومتواصل لتزويد الموقع بالحوضيات بمعدل (13 – 15) حوضية في اليوم الواحد وهذا العدد لا يلبي الطلب كون ان عدد الكرفانات قد وصل الى (1250) كرفان.
ويبدو انه تم مفاتحة السيد المحافظ لتزويد هذه الدائرة بمزيد من الحوضيات.ومابين كتابنا وكتابكم سيظل اطفال النازحين يعانون من العطش.
وفي خبر لاحق يقول :ان كربلاء اصبحت محطة للنفايات بعد ان عجزت البلدية عن رفع اطنان منها بسبب الازمة المالية (اويلي يابه).
هل يمكن القول بعد ذلك ان مدينة كربلاء هي من المدن المقدسة؟ اعتقد ان التأني في الاجابة مطلوب هذه الايام.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.