قطر ( الصغرى ) تلطم الشقيقات الخليجية الكبرى

لو ذات سوار لطمتني …؟؟ قطر ( الصغرى ) تلطم الشقيقات الخليجية الكبرى لتضع نفسها في موقع ( السيادة ) المكافيء لكل عالم الخليج من خلال الحماية (الأمريكية –الإسرائيلية ) الاستثنائية لشق الصف العربي..

 منذ هزيمة الناصرية نهائيا وانتهاء دورها القيادي للعالم العربي، بعد هزيمة آخر ممثليها البيروقراطيين الفاسدين ( مبارك )، تمت في الوقت ذاته هزيمة الجناح التقليدي الأخواني الوجه الآخر الصراعي مع العسكر على مصر خلال عقود طويلة مدارة دوليا، من خلال دعم وتعميق افشال ( مرسي والأخوان المسلمين )، شعبيا عبر ثورات مليونية في حزيران، ومن ثم ركوب العسكر لهذه الثورة، عبر ابعاد قوى الثورة الحقيقية ( شباب الربيع العربي المتمرد ) الذين فجروا هذه الثورات عربيا، من وراء الأحزاب (القومية والإسلامية واليسارية ) التي أصرت على أن تقود تغييرا خريفيا ( إسلامويا وتأسلميا ) تحت عنوان الر بيع العربي ….

المجتمع الدولي ( أصدقاء سوريا والربيع العربي بقيادة أمريكا ) أوكلت مهمة قيادة ثورات الربيع العربي للأخوان المسلمين، وقبلتهم قطر وقناتهم ( الجزيرة ) لتحجيم ثورات ربيع الشعوب العربية إلى حجم اقليم صغير كقطر، وذلك بهدف أن لا تكون السعودية ودول الخليح الأخرى مركز ثقل قيادة لهذا الحراك العربي، عبر اسناده أمريكيا ودوليا لقطر المرضى عنها إسرائيليا أكثر من أي كيان عربي صغير أو كبير آخر …

إذ أن الأهم بالنسبة للفلسفة السياسية الدولية في صيغتها الاستعمار القديم أم الجديد، تحكيم الصغار (الأقليات)، برقاب الكبار في خدمة استراتيجية تدخلهم للدفاع عن الاستقرار على المستوى الداخلي للدول المعتية، كالأنظمة الأقلوية الطائفية في ( سوريا والعراق )، أو على المستوى العربي، كما هي زيارة وزير الخارجية الأمريكية الأولى من نوعها لمدة أسبوع للخليج ، وذلك لوضع قطر ( القزم ) في كفة خلافية مواجهة متوازية ومتكافئة مع كل القوى الخليجية، بل وحتى مع العربية الكبرى كمصر التي لا يريد لها المجتمع الدولي منذ تصفية عبد الناصر، ولا للسعودية منذ تصقية الملك فيصل موقع القيادي المتقدم في العالم العربي …وذلك بغض النظر عن توجهات هذه الأتظمة اليمينية أو اليسارية، القومية العلمانية أم الإسلامية السياسية ( من داعش حتى الأخوان) …

المشكلة أن قطر والكثيرين من العرب قابلون للخديعة والتزوير، منذ الجد العظيم حاتم الطائي الذي ضربته ( الأمة /الجارية ) العنيزية، عندما فك الأسير لديهم بنفسه في قبيلة (عنيزة )، فقال : لو ذات سوار لطمتني … أي لو سيدة حرة كريمة لطمتني لخف شعورة الإهانة، لأن الجواري وحدهن اللواتي لا يلبسن عادة الحلي والذهب منذ زمن حاتم الطائي إلى اليوم ….
حيث قطر تعيد ذات (دور الأمة / الجارية ) معتقدة أنها تملك خبرة تراث الأجداد لتلطم الكبار مصر والسعودية ودول الخليج الكبرى الأخرى …دون أن يوضع لها حد، مما تعوده الاستعمار القديم والحديث أن يستخدمنا كشعوب عربية في مواجهة الكبار في العالم العربي لخدمة الصعار، كما استخدمت إسرائيل نظام البعث الأسدي الطائفي العميل للفاشية الآيتية الخمينية والمافيوية البوتينية الروسية، في اسقاط الكبار من خلال اسقاط النموذج الوطني الناصري المصري، والنموذج الفيصلي السعودي … واستخدام آل ثاني اليوم للتشويش على الدول العربية الأكبر والأقوى في مواجهة إيران التي تحتل دور إسرائيل اليوم في الحرب ضد العرب وطموحاتهم في سبيل الحرية والكرامة ..

وهمسة قصيرة أخيرة للاصدفاء التنويريين الحداثيين العرب، الذي يخوضون الحرب القبلية الفطرية، ضد الإمارات المتحدة التي يخجلنا –بلا شك- دفاعها عن النظام الأسدي الهمجي المتوحش …لكن مع ذلك لا نستطيع أن نتجاهل حقيقة تتويجها للفكر المدني الحداثي ، وآخرها احتفاؤهها بالمفكر المغربي الكبير وريث ابن خلدون في زمننا الراهن، وهوالمفكر( عبد الله العروي ) بوصفه أهم ممثل لفكر الحداثة المعاصر بجوائزها الوطنية الكبرى، واحتفائها الإعلامي صحافة وفضائيات بزيارته لاستلام الجائزة التقديرية، في حين أن قطر لا تزال منذ أكثر من خمسين عاما تقدم لنا حتى اليوم منذ سنة 1961 الشيخ الفقيه القرضاوي كممثل للفكر والعقل العربي وفيلسوف لقناة الجزيرة ( اللعوب ايديولجيا عروبيا وإسلاميا (أخوانيا ) بل ويساريا ( مع الشيخ إمام)، و(اللهلوبة إعلاميا واستعراضيا شعاريا ) من خلال الحديث عن مشاركة الملائكة للأخوان في تظاهرات يناير،على حد تعبير الأخوة المصريين ….

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.