قصة و حكمة من زياد الصوفي.. 79

القصة:

اشتهروا السوريين بالعشرين سنة الأخيرة بصناعة الدراما التلفزيونية، و قدرو يجذبو كل المشاهدين العرب ليحضرو مسلسلاتون، لبراعتهم بالتمثيل و لحلاوة و صدقية الصورة، و ليبصبصو عسلمى المصري و سلاف فواخرجي..

و مين قال أنو الشبيحة ما عندهون زوء و لا بيحضرو دراما؟؟؟

برمضان 2000 اشتغل حاتم العلي مع ممدوح عدوان على مسلسل كسر الدنيا يومها..

ايه نعم.. الزير سالم..

السلوم أخد دور الزير، و عابد فهد أخد دور جساس بهالتلاتين حلقة..

العرض كل يوم يبدأ الساعة 10 بالليل، التلفزيون يشتغل عالفضائية السورية بمقهى العصافيري، و محسوبكون أبو جميل ( فواز الأسد ) المعجب رقم واحد بالزير سالم على راس القعدة، و يا ويلو اللي بيتنفس وقت اللي بيبدا المسلسل..

القهوة كل يوم مليانة، و كل ما طلع الزير بلقطة كانو يلمعو عيونو لفواز من النشوة: ولك عيني ربك مااجملك..ولك عيني اللي خلقك ما أقواك..

هالمسكين عابد فهد( أبو جورج ) اللي متل ما حكينا آخد دور اللئيم جساس، ما كان يعجبو أبدا لفواز..

كل ما تلاءم جساس على الزير، تلاقيه لفواز قرطو مسبة لعابد من تحت الزنار و نازل..

ولك ما ناقصنا غير هالخرقة يتطاول على أسيادو..

ضل أبو جميل متحمل استفزاز جساس للزير لحد ما صارت الحلقة عشرين، و هون فقد صوابو..

بيوقف بأرضو: و حق الامام و علي لما شوفك يا عابد يا فهد، لإخلعك كف اجعل ربك ما خلقك..

من كل عقلو فواز كان قابض الموضوع عنجد، أما كل الناس اللي حواليه اعتبرو هالحلف و الايمان اللي قالو فواز متلو متل أي تعصيبة تانية..

صاحب القهوة مالك، كان حاضر لما فواز حلف يمين يضربو كف لعابد لما يشوفو..

يا غافل الك الله..

مالك صديقو الشخصي لعابد، آخدو تاني نهار عطريق الشاطىء الأزرق، و سيارة أبو جميل وراهون عم أتضويلو لمالك حتى يوقف على جنب..

هون مالك بيخبرو لعابد القصة اللي صارت قبل بيوم..

بشرفك يا مالك اتصرف، ما بدنا بهادل عند هالنهار..

بينزل مالك لعند فواز ، و من جوا سيارتو بيقلو:

ما تحكي ولا كلمة ولك مالك ، حالف يمين بدي أضربو كف يعني بدي أضربو كف.. بدك ياني أحلف كذب؟؟؟

دخيلك يا معلم و الله ما بيلقى..

خلص منشانك هنت آدمي رح أضربو بس ما رح قويلو الكف..

ولك فهد تعا لهون..

يا شحارو هالمسكين بينزل و بيجي برجليه عالقتلة ..

بيرفع أيدو فواز و بيقرطو كف لعابد فهد بيخليه يشوف مرايا بأجزاءها العشرين، و الدنيا كلها شافها بقعة ضوء وحدة، و الوجع إجاه كالولادة من الخاصرة، ورنة الكف متل صدى الروح،و بهدوء نسبي شاف الشمس تشرق من جديد، و شاف حالو رايح مجاهد بالطريق إلى كابول، و عالمكشوف حكي لبنت الضرة عن مخالب الياسمين..

ولك عابد: بتقلو لحاتم العلي يلغيه لهالدور.. فهمان؟؟؟ و عالزير حسك عينك تتطاول مرة تانية..

بيحط المسكين عرقية الفنانين، و بيربي شعرات الممثلين،و بيحمل سيغار الرسامين، و بيصفن متل الموسيقيين..و بيلعن الساعة اللي إتواسط فيها ليدخل عالتلفزيون..

الحكمة:

قل لفواز بالقميص الأسودي ، ماذا فعلت بالعابد المتعبدي..

في ظلال الياسمين ضل يبرم من كف فواز ابن عم بشار المتوحدي..

 

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.