قصة و حكمة من زياد الصوفي.. 2-4

الجزء الثاني..الحلقة ( 4 ) :

القصة:

من أكبر الهزّات اللي اتعرضلها المقبور حافظ الاسد , كانت و بدون أي منافس موت ابنو البكر باسل..

باسل اللي ألهى النظام بكل امكانياتو المادية و ماكيناتو الاعلامية لتلميعو و تقديمو عشكل البطل الدهبي الاسطوري اللي رح يخلص البشرية من غزاة الفضاء , و من كل اعداء الكون..

يوم تلاقيه بصورة فارس دهبي كبطل رياضي..

و يوم تلاقيه بصورة رائد ركن كبطل عسكري..

و يوم تلاقيه بصورة المهندس كبطل ثقافي..

و يوم تلاقيه بصورة المظلي كبطل اسطوري..

و يوم تلاقيه بصورة الحجي بمكة كبطل ديني..

الصفعة اللي اتلقاها حافظ الاسد بموتة أبنو باسل , ما جاية من الخسارة الكبيرة لهيك شخصية , بس الحقيقة المرّة اللي وعيلها حافظ بهاليوم تحديدا اجت من ادراكو أنو ولادو التلاتة الباقين , و احد معتوه و تاني مجنون و تالت أجدب , الشي اللي ما بيسمحلو بسهولة لتسويق حدا منهون لهيك منصب..

حكاية اليوم اترددت كتير, انحكى عنها باطارها العام, بعيدا عن تفاصيل بسيطة رح حاول ضيفها لتاخود هالقصة حقها..

عدنان قصار شب من حي قبر عاتكة , أحد أعرق الشوارع الشامية.. هالشارع اللي ما خرّج الا الابضايات و شباب الشام الاصليين..

التقى بباسل الاسد بعمر كتير صغير بنادي الفروسية و دخل بعلاقة صداقة كبيرة كتير لدرجة أنو انكسرت كل المحظورات بينهون.. انكسرت لحد أنو بيوم من الايام و أثناء دخول باسل الاسد على النادي , بيشفّط بالسيارة فبيفزع حصانو لعدنان و بيوقع من على ضهرو , بيتطلّع عدنان بباسل و قدام الكل بيقلو : يلعن ابوك يا باسل ما اجحشك , و باسل بيضحك بدون أي ردة فعل تحت نظرات الاستغراب من الشباب اللي كانو موجودين هونيك..

سنين مرّت و هالفارس عم يتمرن ، ليوم اللي اجت بطولة الجمهورية للفروسية , و الحصان ( الأغر ) اللي كان مفروض يشارك فيه باسل بهالبطولة بيمرض و بيحرن و ما بيقدر يطلع عالمضمار..

هون باسل أمر الكل أنو يجيبولو حصان عدنان ليشارك فيه و يحرم عدنان من المشاركة بالبطولة..و النتيجة النهائية انو الفارس الدهبي أخد بطولة سوريا على حصان عدنان , و صاحب الفرس الحقيقي طلع من المولد بدون حمّص بعد موسم تدريب طويل..

عدنان ما قدّر أنو صداقتو الكبيرة بباسل ما بتسمحلو أنو يحكي بين الناس أنو البطولة كان لازم تكون الو , بس باسل سرقها منو , و ما قدّر أنو هالكلاب ما بيتأمنو لو كانو أعز الأصدقاء، و نسي تماماً أنو قلة الإخلاص و الوفا هيّة من صفات هالعيلة القذرة..

بليلة ما فيها ضو قمر, بتجي خفافيش الليل و بتاخود عدنان من بيتو و بيختفي بمكان ما قدر حدا لتاريخ هاللحظة يعرف وين.. سر ما بيشابهو بسوريا الاسد شي الا مكان اخفاء جثة كوهين..

بينتظرو أهل عدنان الفرج , بيطلع مية عفو عن المجرمين و لا بيطلع ابنهون و لا حتّى بيقدرو يعرفو وينو..

اجا اليوم التاريخي اللي فقنا فيه على خبر موت باسل, انتظر ابو عدنان انتهاء كل المراسم و الانتهاء من تقديم نفاق التعازي، و طلب مقابلة حافظ هوّة و وجهاء من الشام بركي بيحنن ألبو لهالمقبور و بيطالعو ابنهون..

بعد تقديم التعازي و فروض الطاعة قال ابو عدنان:

يا سيادة الرئيس جايينك بطلب , و منعرف أنو ما رح اتردنا خايبين.. عدنان يا سيدي دخيلك..

بيتطلع حافظ الاسد و بكل لؤم بيجاوب :

لما بيطلع , بطالعو..

بإشارة منّو لاستحالة طلعة باسل من القبر..

الحكمة:

أخد حصانك و رماك بالسجن يا فارسنا عدنان ..

بعمري ما شفت فروسية، الجحش بيركب فيها الحصان..

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.